هل توجد معايير لاختيار لمديرى الفرق المسرحية؟ وهل يتحمل مسئولية الفشل فى رواج العرض جماهيرياً؟ فى حدود معلوماتى، لا يوجد توثيق علمى لأداء المديرين الذين تناوبوا على قيادة الفرق المسرحية، فى ظل نظام إدارى يملك قدرات مبهرة، على فرض الأسلوب الروتينى، وتسيير العمل طبقاً للوائح، وضمان سلامة الأوراق، أمام جهات الرقابة المالية للدولة.
مدير الفرقة أحد المفاتيح الجوهرية لتجاوز أزمة المسرح، ومع ذلك لم تحدث محاولات جادة لإعداده، فى منتصف السبعينيات قرر الدكتور رشاد رشدى عندما كان عميداً للمعهد العالى للفنون المسرحية استحداث قسم جديد أطلق عليه شعبة عامة، يدرس فيها الطالب مواد التمثيل والإخراج والديكور والنقد بهدف إعداد رجل مسح، وتم إلغاء القسم بعد فترة قصيرة، وفى نفس الفترة تم استحداث نظام المشرفين إلى جانب مديرى الفرق التابعة إلى وزارة الثقافة ومنهم ظهرت الكفاءة الإدارية لسميحة أيوب ومحمود عزمى.
نحتاج لمديرين للمسارح يجمعون بين الثقافة الفنية، والإلمام بعلوم الإدارة والتسويق والاستثمار، فى تاريخنا المسرحى شخصيات مارست دور المدير الناجح بالفطرة، أمثال يوسف وهبى فى إدارته لفرقة رمسيس وفاطمة رشدى التى كانت تنتج فى العام نحو 14 مسرحية، تعرضها بالتناوب بين القاهرة والمصايف وتسافر إلى الشام والمغرب فى فترة الإجازة المهم الذهاب بالمسرح، حيث يوجد جمهور جديد وعندما أنشىء مسرح التليفزيون وتولى إدارته السيد بدير، استلهم الأساليب التى تعلمها من الرواد أنشأ مسرحاً متنقلاً فى الأحياء الشعبية وقدم حفلات فى المدارس ونقل عروض القاهرة للإسكندرية وبقية المحافظات كان لديه إحساس فطرى بصناعة المنتج وتسويقه نحتاج لمديرى فرق يتعلمون من الخبرات الناجحة المتراكمة لديهم وعى بعلوم الإدارة الحديثة، وقدرة على اختيار المنتج الثقافى المناسب وخطط تسويقة وابتكار حلول فنية وإدارية غير تقليدية لكى يعود المسرح كما كان بالناس ومن أجل الناس.
المصدر/ نشرة المهرجان القومى للمسرح
العدد 8 – بتاريخ 17/8/2014
بقلم / عبد الرانق حسين
ساحة النقاش