صدر مؤخراً العدد الجديد من مجلة (ضاد) وهى مجلة فصلية متخصصة يصدرها اتحاد كتاب مصر، يضم العدد الى جانب أقسام الابداع والمتابعات دراستين كبيرتين عن أدب المسرح، أولى الدراستين للدكتور أبوة الحسن سلام وعنوانها " المعارضات المسرحية فى عصر العولمة" والثانية للدكتور عبد الله حسين البار وعنوانها "فى البنية الدلالية لأدب الحكيم المسرحى.
تحمل الدراسة الاولى للدكتور سلام عنوانا فرعيا هو "انتيجون نموذجاً" وفيها يحاول الوقوف على ما بين مسرحيتى "أنتيجون" لسوفوكليس و"أنتيجون فى عصر العولمة" للكاتب المسرحى السلوفينى إيفالد فليسار، من أوجه معارضة حيث تعكس الاخيرة (من وجهة نظر سلام) . عبر معارضتها ومن خلال منظور الكاتب الحديث. معارضة الموروث الانسانى الحضارى. ممثلاً فى نص فليسار كنائب عن الهوية الانسانية – لهجمة عسكرتارية العولمة التى تقودها الولايات المتحدة الامريكية .. وفيها تمثل "كلارا" معادلا رمزيا لــ "انتيجونى" سوفوكليس غير انها تحمل راى حماة ثقافة شعوب الحضارات العظيمة، وتنديدهم بممارسات النظام العالمى الجديد فى الدراسة يتناول الكاتب مفهوم المعارضة، ممثلا بعدد من المعارضات فى حقول وانواع ادبية وفنية مختلفة مشيرا الى وجود معارضات كليه واخرى جزئية، وانه لا بد للعمل المعارض ان يستند على عمل سابق ويعيد انتاجه بايداع جديد، كما يشير الى عدد من المفاهيم الاخرى مثل المعارضة بالتآلف والمعارضة عن طريق التخالف .. ويشترط فى الحالين ان يكون النص – موضوع المعارضة – يتناغم مع طبيعة العصر والمجتمع الذى يعاد فيه صياغته او انتاجه. كذلك تسعى الدراسة الى الكشف عما بين النصين – محل الدراسة – من اوجه تناظر واختلاف على مستوى المادة والشكل والتعبير. كما يتعرض لدرامية الشكل فى النص المعاصر كاشفاً عن آرسطية الشكل فى حين ينتمى النص الى الحداثية من حيث كونه يتعرض لقضية معاصرة ويحض على التمرد.
وفى دراسة د. عبد الله البار فى ادب توفيق الحكيم المسرحى يتناول بالتحليل مسرحية "اهل الكهف" كمثال على ما اسماه الحكيم نفسه (المسرح الذهنى) ولكونها حسب راى الباحث أولى مسرحياته ذات المنزع الفكرى (بعد ان ادار ظهره لمسرح التشخيص) وقبل تحليه للمسرحية يقدم البار عددا من الوقفات امام بعض آراء الحكيم وموقف النقاد منها مثل قوله السابق، ومثل تقسيمه للأدب ايضا الى: أدب الاوراق الخضراء وأدب الاوراق الصفراء معتبرا ان الاول هو "تلك التجارب الواقعية المعاصرة التى يخبرها الاديب بذاته او من خلال تجارب الاخرين من اهل العصر او يلحظها بالعين المدركة فى الاطار المحيط به اجتماعيا وسياسيا، بينما يعنى بالثانى "تلك التجارب الابداعية التى يستمدها الاديب من وحى قراءاته. ويقر الناقد بان الحكيم لم يبعد فى مسرحه الموسوم بالذهنى عن مسرح إبسن وشو، غير انه يميز مسرح الحكيم عن مسرحهما بأنه يقوم على رمزية الفكرة لا رمزية الشخصية والحدث كمسرحهما، ويضرب المثال على ذلك ب "نورا" بيت الدمية باعتبارها رمزا، يقابله عند الحكيم رمزية الفكرة التى يقوم الحكيم بتوظيف الاحداث والشخوص لها، ومن هنا يصل المؤلف الى ان شخصيات مسرحه غدت مفرغة من البعد الإنسانى إلا قليلاً. وفى تحليله للنص يتوقف المؤلف عند عتبات المسرحية اللغوية واستفادتها من النص القرآنى ولغته "التى شكلت بنية المسرحية الدرامية، كذلك يحلل بنية الحكاية فى المسرحية ليصل من خلال ما سبق الى رؤية العالم التى يضمرها النص ويشكلها من خلال بنيته.
اسم الكتاب: ضاد
يصدرها اتحاد كتاب مصر
المصدر/ جريدة مسرحنا
العدد – 217 بتاريخ 12-9-2011
بقلم/ محمود الحلوانى
ساحة النقاش