تستطيع أن تتعامل مع هذا الكتاب بوصفه رواية، سرداً ممتعاً يدور حول التمثيل وتقنياته، وقد أعده مؤلفاه "ويليام إسبر وديمون يماركو" ليكون محصلة لمتابعة منهج بيل إسبر فى تدريس التمثيل الذى طور من خلاله تقنية " ساندى ميزند" و"سانفورد ميسنر" فى تعليم فن التمثيل، حيث يرى بيل إن دراسة ستانسلافسكى لا تصلح للممثلين المعاصرين لأن الحقائق التى يواجهها ممثلو القرن الواحد والعشرين مختلفة تماما عن تلك التى كان يواجهها ممثلو الروس فى القرن التاسع عشر فى عالم ستانسلافسكى وحيث يمر فن التمثيل بحالة من التغير الدائم منذ بدايته، ويرجع ذلك إلى الطريقة التى يتطور بها المجتمع.
وهو كتاب ممتع لأنه لا يقدم تقنيات جافة، معقدة بقدر ما يدير حواراً شيقاً حول الإنسان فى علاقته ببناء العالم من حوله من خلال التمثيل وأول ما يلفت إليه هذا الحوار هو الثقة بالنفس وضرورة التخفف من الاثقال الكثيرة التى ينوء بها كاهل الممثل عند تقديم الادوار، وتقوم تقنية "سانفورد ميسنر" على ما يشبه الاسئلة السقراطية ولعل متعة الكتاب تكمن فى احتوائه على استبصارات تبتعد تماماً عن الاكاديمية الجامدة وتصب مباشرة فى مجرى الحياة المتدفق بحكمتها الخبيئة والبسيطة فى آن.
فانت تقرأ فى الكتاب أمثال هذه الاستبصارات "إذا أراد أحد أن يتقن فناً بلا فنية نابعا وناميا من اللاوعى" و "لا يقلقك بناء قلتلك فى الهواء ، فهى بذلك فى مكانها الصحيح والآن ضع الأساس تحتها" و "ماذا يستخدم الممثل ليبدع فنه؟
ربما يقول البعض لا شيء ولكن هذا ليس حقيقياً، فى الواقع يستخدم الفنان أكثر الادوار تعقيداً – ألا وهى نفسه – تجاربه، خياله، حساسيته، جسده المادى ، وملاحظاته، إن حصيلة ما يتجمع ليكون إنسانية شخص هو جزء من أدوات الممثل، كتاب يمزج المنهجية بروح حكمة الحياة ويقتطف الكثير من أقوال الحكماء والفلاسفة ليدعم بها سرده حول التمثيل وتقنياته.
الكتاب: الممثل (الفن والحرفية)
تأليف: ويليام إسبر – ديمون يماركو
إصدارات مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى
المصدر: جريدة مسرحنا
العدد 171- بتاريخ 18-من أكتوبر 2010
ساحة النقاش