كثير من الأدباء من أجيال مختلفة لا يمكن أن ينسوا وجهه البشوش وهو يستقبلهم في بيته في حلمية الزيتون، من يذهب إليه يجد مكتبته الكبيرة التي تتوسط غرفة الصالون محاطة بلوحاته الزيتية، وحين تمتد يده على كتاب من هذه المكتبة العامرة يبتسم أمين ريان في بشر، ويغلف له الكتاب الذي أراده ضيفه ويهديه إليه بابتسامة ودودة. ويجلس يحدثه عن الفن التشكيلي والسرد والثقافة والنظريات النقدية التي بدأت في مجال التشكيل قبل أن تعمم على النقد الأدبي. إنه أمين ريان الروائي الكبير والفنان التشكيلي. يشكل الفن التشكيلي العالم الأهم الذي يشكل منه أمين ريان عالمه السردي. له العديد من الروايات والمجموعات القصصية منها : حافة الليل – القاهرة 51 أو المعركة – الضيف – مقامات ريان – الكوشة ، و قصص من النجيلى – صديق العراء – المعابر- برجالاتك – الطواحين – رباعية خيرى – زعتر وزحل ، تتضافر جميعها لتقدم عالما سرديا يعتمد على اللون والكلمة .
بدأ مشروعه الروائي منذ عام 1948 واستمر بروحه الإبداعية لأكثر من خمسين عاما من الإبداع، وحين توقف عن الكتابة السردية عاد مجددا إلى التشكيل باللون ، عاد للرسم التعبيري. مات أمين ريان دون أن ينال أي تقدير من الدولة المصرية. مات في صمت وهدوء دون اي ضجيج إعلامي لرحيله إلا من أصدقائه المقربين وتلاميذه المخلصين لفنه وإبداعه. والقاهرة إذ تحتفي به ، فهي تحتفي بقيمة إبداعية وفنية كبيرة ، وقيمة إنسانية متفردة. وقد استكتبت القاهرة عددا من النقاد والمبدعين، ليكشفوا للقارئ المحطات الفنية في حياة هذه القامة الإبداعية الكبيرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
للإطلاع على الملف كاملا يرجى تحميل ملفات المقال بصيغة الوورد المرفقة
ساحة النقاش