صعوبات تدريب الممثل فى مدارس التمثيل المختلفة ووسائل التغلب عليها ..د. أيمن الشيوي

مقدمة:

يتعرض الممثل المصرى والعربى بشكل عام لحالة من سوء التخطيط أثناء تدريبه، ويرجع ذلك إلى أن عمليات التدريب تقوم على مجرد اجتهادات فردية، أو تدريبات لتقديم عروض معينة.

كما تفتقد هذه التدريبات التى تقدم غالبا من خلال الورش المسرحية إلى المنهج العلمي المتكامل الذى يقوم به متخصصون وحتى مادة حرفية الممثل التى تعتبر أساس الدراسة الأكاديمية لفن التمثيل فإنها تفتقد الترتيب العلمي والتنظيم والتنظير لها على أساس من نظريات التعلم الاجتماعى.

وفى هذه الدراسة يسعى الباحث من خلال عمله فى مجموعة من الورش المسرحية التى قدمت فى الجامعات والهيئة العامة لقصور الثقافة إلى جانب تجاربه فى تدريس مادة حرفية الممثل بالمعهد العالى للفنون المسرحية، إلى استخلاص الأسس العلمية التي يمكن على أساسها وضع منهج كامل لتدريب الممثل وإكسابه تقنيات ومهارات احترافية تجعله قادرا على تجسيد أي شخصية بأقل مجهود، وعلى التعامل مع الاتجاهات والمدارس الفنية المختلفة مع التطبيق لهذه التدريبات والمناهج بشكل عملى من خلال الورش التى أجراها الباحث والملحقة فى قرص مدمج مصاحب للبحث.

نظرية التعلم الاجتماعى.

افترضت نظريات التعلم التقليدية أن عملية التعلم تحدث عن طريق الأداء الفعلى للاستجابات وتجربة آثارها.

يعتبر التدعيم  Reinforcement  المحدد الرئيسى للتعلم فإما أن تكافأ الاستجابة أو تعاقب، فإذا كوفئت ستتكرر ومن هنا فقد تم تعلمها والعكس صحيح. وتتعرض نظريات التعلم لبعض الانتقادات أهمها:

1. تقلل نظريات التعلم التقليدية من الانسان وتجعله كالآلة:

ففكرة التعلم بشكل غير واعٍ أمر يتعارض مع فكرة الإرادة الحسية للإنسان وأن معظم السلوكيات الاجتماعية اختيارية. وفى مجال الفن فإننا نحاول أن نسيطر على أنماط التعلم وتثبيتها وتأكيدها وتكرارها حتى ولو كانت فى نظام اللاوعى. أى اننا نسعى إلى أن يحول الممثل كل ما هو فى نطاق اللاوعى إلى نطاق الوعى.

1. لا تفسر نظريات التعلم التقليدية سوى جزءَ صغير  من السلوك اليومى للإنسان:

   وذلك  بافتراضها أن التعلم يحدث فقط من خلال التجربة والخطأ والخبرة المباشرة وبالتالى فإن العديد من السلوكيات لا تصنف ضمن ذلك، حيث يتعلم الانسان الاتجاهات عن طريق ملاحظة الآخرين وتعلم خبراتهم وليس بالتجربة الآولى الفعلية ([1] ) .

ويقترح عالم النفس دونالد كامبل Donald Campbell أن هناك ست طرق للتعلم ، وهى :

1.  

   1. التجربة والخطأ   Trial and Error

   2. إدراك الهدف Perception of the Object.

   3. ملاحظة استجابة الغير للهدف

      Observation of Another's Response to the Object.

فالممثل يستجيب ويستفيد من ملاحظته لزملائه، وقد لاحظ الباحث أن المتدرب على التمثيل عندما يشاهد زميله يقوم بأداء تدريب معين فيه صعوبه فإنه يشعر على العكس بسهولته وكثيراَ ما يسعى للقيام بنفس التدريب إذا فشل زميله. ويكون أكثر قدرة على القيام بالتدريب فى بدايته ثم يكتشف صعوبة التمثيل تدريجياَ.

1.  

   1. النمذجة Modeling:

       وهو يتعلق بالقدوة، وخاصة تقليد الممثلين الآخرين المشاهير، أو تقليد المدرب وهو ما يجب أن نحذر منه القائم بالتدريب، فكثيراَ ما يؤدى إعجاب المتدرب بأستاذه للسعى إلى تقليده، وفى أحيان آخرى التمرد عليه ورفضه دون مبرر، ولذا يجب الابتعاد عن أداء المدرب بشكل معين أمام المتدربين حتى نتلافى تلك الأخطاء. وكذلك ترتبط عملية النمذجة بالمشاهدات فى الأعمال الفنية العظيمة ومشاهدات وسائل الإعلام.

       

      5- نصائح الآخرين Exhortation.

وخاصة زملاء الفصل، حيث يقوم الزملاء فيما بينهم بتوجيه بعضهم البعض، ولذا يجب على المدرب أن يتيح لمجموعة المتدربين أن يتناقشوا فيما بينهم وعليه أن ينظم عملية النقاش ويوجهها فى الاتجاه الصحيح دائما.

1. وجود تعليمات عن الهدف  Bout the object  Instruction  a([2] )

   العناصر الرئيسية لنظرية التعلم الاجتماعى Social learning the ory .

   البرت باندورا Albert Bandura

   1- الانتباه وإثارة الاهتمام                     Attention

   2- الاحتفاظ والتذكر                         Retention

   3- الاسترجاع الحركى                     Motoric reproduction

[1] ) Tan, S.A( 1985) mass Communication Theories and research- 2nd edition- New York – john wibey & .sons – p. 2 3

[2] ) ) لمزيد من التفسير فى نظرية التعلم الاجتماعى ووسائلها ارجع إلى:

 1- Griffin, E. M .(1994)- A first look at communication theory 2nd ed. - USA MO Grow Hill, inc.- p. 367

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقية البحث مرفق في التحميلات بصيغة بي دي اف