جريئة ... قوية ...تدرجت في العديد من المناصب الإدارية مما أكسبها خبرة كبيرة في العمل الإدارى استطاعت بحكم عملها السابق كأستاذ للتصميم والإخراج أن تتجول في العالم كله وتستقى منه العديد من الخبرات والإمكانيات ولكن أيضا جولاتها الخارجية جعلتها على يقين من مدى تفرد أكاديمية الفنون على المستوى العالمي فيكفى أنها الصرح الوحيد الذي يجمع تحت رايته كل أشكال ومختلف الفنون...إنها رئيس أكاديمية الفنون د. أحلام يونس التي ترأس حاليا الأكاديمية بطاقة كبيرة تهدف إلى التغيير والتطوير

 

** ما هي إستراتيجية د. أحلام يونس في رئاستها لأكاديمية الفنون ؟

 

بداية أرى أن أول ما يجب الاهتمام به في هذه المرحلة هو العملية التعليمية وأؤكد أنها تسير بخطى جيدة ومنتظمة و بدون مشاكل ولكن من المهم دفعها إلى الأمام أكثر وبشكل إيجابي وفعال والعمل على تطويرها وتحديثها مواكبة لتطور نظم و مناهج تعليم الفنون فى العالم كله ، لقد أصبح التطور و التحديث سريعا و متلاحقا، و من لا يستطيع أن يسير بنفس السرعة لن يواكب ذلك التطور و التحديث , فمن طموحاتي التي أتمنى تحقيقها من هذا الموقع هو العمل على تغيير المناهج التعليمية بشكل يواكب طرق ومناهج وأساليب التعليم العالمية .... فلم تعد وسائل التعليم هي الأساليب التقليدية المتعارف عليها , و أشير هنا مثلا أنه فى انجلترا تعتمد أساليب التدريس الحديثة على إدارة حوار فكرى مع الطالب حول الموضوع المطلوب شرحه دون الدخول فيه مباشرة من أجل توسيع إدراكه و بالتالى يصبح توصيل المعلومة أسهل و أشمل , ومن الجيد أننا نمتلك في الأكاديمية كوادر بشرية فوق الممتازة وهم أعضاء هيئة التدريس والذي استطيع أن أقوله وبمنتهى الأمانة أنه لا يوجد مثلهم في العالم كله وهذه ليس مجاملة ، لكن لابد من مساعدتهم لإظهار إمكانياتهم وطاقاتهم بشكل واقعي وملموس فالبعض منهم يخشى من فكرة التحديث وصعوبة تقبل الطالب لها وانا أحب أن أقول لهم " حدثوا ، طوروا ، جددوا ونحن نقف خلفكم وأيدينا في أيديكم " وانا اقول لهم ان الأكاديمية  تقف وراء كل فكر جديد و سنحاول بشتى الطرق ان نقدم له المساعدة الجادة التى تؤتى ثمار حية و حقيقة و ندعم أى تجربة جديدة فى استحداث طرق تدريس جديدة فالزمن لا يتوقف و علينا اللحاق بركب التقدم  فليس من المنطقي ان تدرس نماذج فنية من الخمسينات حتى ألان ...لقد اصبحنا نسير بسرعة جنونية  فى مجالات العلوم والفنون ولابد أن نكون على اطلاع دائم بها وتطبيقها حرصا على مصلحة الطالب كذلك عدم الاعتماد على التلقين فى العملية التعليمية، فالمهم هو خلق حراك فكرى بين الطالب و الأستاذ من أجل إثراء العملية التعليمية .أما حلمي الشخصي فكم أتمنى أن أرى الفن فى مصر يزدهر وينمو تحت مظلة أكاديمية الفنون. 

 

** لماذا ترى د. أحلام يونس أن أكاديمية الفنون فريدة من نوعها على مستوى العالم؟

يكفى أنها الوحيدة على مستوى العالم التي تجمع بداخلها كل أشكال الفنون فلقد زرت العديد من الدول منها: انجلترا ، روسيا ، لندن ، أمريكا ، استراليا والصين وغيرهم ولم أر مثل هذا الصرح الذي يجمع بداخله كل أنواع الفنون المؤداة فغالبا ما نجد الجامعات الأوروبية متخصصة في فرع واحد من فروع  الفنون لذلك هي فريدة ومتميزة في فكرتها وشموليتها ، ومن الطريف انه أثناء دراستي في لندن وعندما اطلعت على المناهج التي سوف أقوم بدراستها فوجئت انها مناهج محدودة وغير شاملة فعلى سبيل المثال فن الباليه وسوف أتحدث عنه لأنه مجالي وتخصصي  وجدت ان راقص الباليه في الخارج لا يدرس " فن الماكياج " رغم انه عنصر اساسى فى اى عرض فالميكياج غالبا ما يكون جزء من الشخصية والقصة ، كذلك وجدت ان الطالب لا يدرس " ليبرتو " وهو كيفية تحويل النص الروائي إلى عمل مسرحي فني.....كل هذه الأمور وغيرها هي ما جعلتني أدرك  مدى تميز الأكاديمية وإمكانيتها ولكنها فقط تحتاج إلى إعادة وضعها على الطريق الصحيح وصقلها بحيث يرى العالم الاوروبى والعربي مدى تفردها وريادتها في هذا المجال.

** رغم كل هذا الثناء على الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس إلا أن البعض يرى أن مستوى الفرق والطلاب بالأكاديمية لا يرقى للمستوى العالمى؟

بالعكس هناك العديد من خريجي الأكاديمية الذين ينتشرون في ربوع أمريكا وأوربا واستطاعوا ان يثبتوا نجاحهم مثل " احمد يحيى ، واحمد نبيل وغيرهم كثيرون ولكن ذلك لا يمنع ان حتى الطلاب يحتاجون لنوع من الاهتمام وإعادة التوعية ليروا ما بداخلهم من إمكانيات وطاقات.

** يوجد الكثير من الانتقادات التي وجهت لنظامي التعليم الموزاى ونظام الساعات المعتمدة؟

بالتأكيد لابد من الاستمرار فى استخدام نظام الساعات المعتمدة فى العالم كله،لأنه الأجدى  فعليا و يؤتى بثمار و نتائج أفضل و عدم استخدامنا لذلك النظام يعتبر دربا من  التراجع  ولا يصح أن تكون مصر دولة متخلفة فى ذلك المجال , و كل ما فى الأمر أن التغيير يحتاج بعض الوقت لاستيعابه و التدريب عليه لأن المهم فى ذلك الأمر هو مصلحة الطالب  و مما لاشك فيه أن ذلك النظام يصب فى مصلحته , و حتى الآن لا أعلم سر انتقاد البعض لنظامي التعليم الموازى والساعات المعتمدة رغم أنها نظم عالمية مطبقة في كل الجامعات الدولية وهى شرط أساسى للحصول معايير الجودة ، وسوف يتم العمل بهما فكل جديد يواجه بالنقد فى بداياته الى ان يتم الاعتياد عليه.

**هل هناك أى خطة لتطوير وحدات الإنتاج ذات الطابع الخاص؟

اكيد طبعا فلابد أن يتم استغلالهم بشكل أفضل فانا أتابع العديد من الورش الفنية التي أتمنى أن تأتى وتعمل معنا مثل ورشة المخرج الرائع رأفت الميهى فلابد أن تصبح الأكاديمية بكل وحداتها منبع لإثراء كل الفنون بحيث يتردد اسم الأكاديمية على لسان كل مهتمٍ بالفن.

** ما الذي يمكن أن تقدمه الأكاديمية للمواهب الشابة من أبنائها الخريجين؟

من المؤكد أن الأكاديمية سوف ترعى وتهتم بالمواهب الشابة من أبنائها فلدينا طلبة رائعين يستحقون الدعم والرعاية والعمل من خلال وحدات الأكاديمية ولكن أيضا أحب ان أوضح أنه حتى وإن كان الدعم الذي توفره الأكاديمية محدودا فلابد أن نتكيف عليه إلى أن تتحسن الأمور فمن يريد العمل والنجاح يستطيع أن يحقق ذلك تحت أى ظرف.

** صرحتى سابقا انك سوف تسعين لحل المشاكل والمشاحنات الموجودة بين أعضاء هيئة التدريس؟

من الطبيعي فى أى مكان ان يوجد مجموعة مشاحنات وسوف نسعى إلى حل الخلافات والعمل سويا كأسرة واحدة فى إطار تطبيق القانون وأن يحصل صاحب كل حق على حقه , وسنسعى الى دفع عجلة الإنتاج إلى الأمام وإذابة كل الخلافات والعقبات التى من الممكن أن تقف أمامها  مع الحرص الكامل على تطبيق القوانين و اللوائح دون مجاملة لطرف على حساب الآخر  .

** البعض يرى أن الرئيس السابق لأكاديمية الفنون  د. سامح مهران قد يكون وقع بعض الثغرات اثناء فترة رئاسته ...ما هى الأمور التى تسعى د. أحلام يونس لتفاديها لعدم إثارة المشاكل؟

فى البداية دعينى أؤكد أنه منذ أول يوم توليت فيه رئاسة اكاديمية الفنون توجهت بالشكر والتقدير للدكتور سامح مهران بسبب جهوده المبذولة فى تطويره الأكاديمية على المستوى التعليمى وعلى مستوى البنية التحتية، أما بالنسبة لى فمازال الطريق غير واضح أمامى فأنا لم أكمل أسبوعا فى منصبي الجديد وهناك العديد من القضايا والأفكار الجديدة التى نسعى لحلها فمازلت أبحث وأفكر وأتدبر.

** ما رأيك فى تولى المرأة للمناصب الإدارية العليا ؟

أمر رائع والمرأة قادرة على ذلك فهي لديها الهمة التى تدفعها لفعل ذلك لشعورها الدائم أن هناك من يراها ضعيفة مما يجعلها تسعى دائما لإثبات نفسها وتحقيق النجاحات .

** د. احلام تتولى الآن منصب الإشراف على أكاديمية الفنون الى ان يتم اختيار رئيس اخر او تتم عملية انتخابية ...اذا تم الانتخاب فهل سوف ترشحى نفسك؟

بالتأكيد سوف أرشح نفسى معتمدة على أجندة عمل قوية وأحترم أى قرار سوف يهدف فى المقام الأول إلى مصلحة الأكاديمية وطلابها .

** أخيرا ..كلمة توجهها د. أحلام لكل العاملين فى أكاديمية الفنون ؟

نريد ان نعمل سويا يدا واحدة من منطلق أننا مصريون نريد النهوض بالبلد وفنونها.

 أجرى الحوار/ وسام سعد

المركز الإعلامى

أكاديمية الفنون

 

 

 

 

المصدر: المركز الإعلامي

ساحة النقاش

egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,825,953