أمثلة من مشاهد الحب

فى العدد الماضى تحدثنا عن المسرح الفرعونى وهذه نماذج مما وصل إلينا من مشاهد غنائية

إن كل ما عثر عليه من مشاهد الحب الغنائية لا عنوان له. ولنسمع الثنائى فتى وفتاة يود الفتى أن يلحق بحبيبته وقد سبقته الى النزول، فإذا بتمساح هائل يرقد على رمال الشاطىء ويفصل بينهما. الفتاة ترسم بالا، موضع التمساح وتمد زراعيها الى حبيبها على الشاطىء الآخر، ويبدأ الفتى تعريفنا بما يربطه بالفتاه من مشاعر انه مقطع تقديم للموضوع

الشاب : حبيبتى تتألق

كالنجم يبزغ

فى مطلع العام الجديد

كاملة الأوصاف، هى.

الفتاة: ليتنى كنت الخادمة السوداء

اغسل قدميه

لأرى جسده كله

الفتى: (على جانب) ليتنى كنت خادمها

اقوم بغسل ثيابها

طول الشهر بأكمله

اذ يسعدنى أن محو ما سكب

على فستانها، من زيت عطرها

أود لو أنظف كل ثيابها

ولا أدرى، عندئذ

أتوجه اللوم إلى، أم أنها

تدخر لى مكافأة

آه، ليتنى كنت الختم

الذى تحمله بأصابعها

لأنه لو كان الأمر كذلك

بكيانى، ستعتنى

ترانى شيئاً يملأ حياتها رونقاً

آه لو كنت ثياب محبوبتى المهملة

الشاب: محبوبتى، حبها، على الشاطىء الآخر

ومجرى النهر  يفصلنا

على رمال الشاطىء يرقد التمساح

لكننى القى بنفسى مع التيار

فقد صار قلبى اقوى من الامواج

والمياه تصبح كأنها الارض تحت اقدامى

فالحب قوة تشدنى

تبدو كل خطار المياه

(الشاب يلتقط أنفاسه، ويعود ينظر الى المسافة التى تفضله عن حبيبته، ثم يسرح للحظات، الى بعيد كأنما يحدث نفسه) الشاب يستمر فريدة هى محبوبتى

أجمل نساء العالمين

أنظر تأمل حسنها

كالنجم حين فى السماء يعتلى

(حركات يتم تحاكى السباحة وتقدم الفتاة نحو الشاب)

الشاب (يستمر) ارى الآن محبوبتى اتية

قلبى يخفق فرحا

ويداى ممدودتان لاستقبلها

قلبى يقفز فى صدرى . يعلن حبها

دقاته تبدو  لا تكف

(حركات يم ويشير الفتى، بالايماءه، كى تقترب الفتاة)

لا تبقى هنا، الى بعيد

تعالى نحوى ، أيا محبوبتى

فحبها يجعلنى لا اقهر

كما لو انها قرأت على المياه، تعويذة

أرى الآن محبوبتى اتية

وعندما اخذها بين ذراعى

وعندما تطوقنى بذراعيها

أشعر بأننى أحلق فى بلاد بونت

اتنفس بخورها

أشعر كأن جسدى، قد ضمضمته عطورها (الفتاة تنظر الى حبيبها، وهى تقترب منه)

الفتاة: عندما أقابله

وعندما تبدو شفتاه مزمومتان

اثمل، انتشى

دون اى شراب، احتسى

(نقله بالميم لنرسم الفتاة غرفة نوم، بالايماءة)

الفتاه: (تنادى خادم الدار) ايها الخادم، اسرع اقول لك، اسرع.

واحضر صوفاً ناعما اغطى به صدره

الشاب: (نفس حركات الميم، لكنها موجهه الى خادمة)

ايتها الخادم، لا تضعى على الفراش ملاءة مزرقشة

ولتأخذى، ملاءة عادية

بل على الفراش واحدة معطرة تسلب اللب بنظرات عينيها

تسحرك، بعذوبة كلماتها

طويل عنقها، وثدياها ناخرتان

من عقيق شعرها

لذراعيها ضى الذهب

ويداها زهرتا لوتس

كالبرعم

مشدود قوامها حتى مفرق وسطها

وساقاها اجمل من الجمال نفسه

وحين ان تخطر فى الطريق

كأنها نبيلة هى فى خطوها

الفتاه: الى، يا حبى أنا

انى، اتبعك

فتنه البحر سحر كلها

اما أنا

نفسى تبتهج

حين ان افعل ما تريد

هاأنذا انزل المياه

كى استحم أمام نظرتك

عارية تبدو مفاتنى

تحت ما ادثرت به

من انقى صوف صنعه

ضمخته بالبلسم

رطبته، بزيت عطرنا

(فترة صمت وجيزة، تكتفى فيها الفتاة بالإيماءة والنظر)

الفتاة: (تستمر) هاأنذا ادخل المياه

كى تلحق بى

حبى لك يدفعنى ان

ان امسك بالسمكة الحمراء

تضحك بين يدى

فأصنعها على صدرى

يا حبى أنا

مازلت على الشاطىء الآخر

فلتأت فلتأت، تأمل حسننا

 

بقلم/ د. صبحى شفيق

المصدر/ جريدة مسرحنا

العدد/ 176- بتاريخ 22 نوفمبر 2010

 

ساحة النقاش

egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,265,314