|
|
|
شهاب احمد عويد
ان السيناريو هو فن ادبي وهو لغة السينما ولبها، وهو نوع من الكتابة الصعبة التي لا يجيدها ولا يؤهل ايا كان لطرق ابوابه من لم تكن لديه تصورات ومفاهيم ودراية واطلاع بالحرفة السينمائية صناعة وفن ولهذا الفن الادبي اسسه وشروطه وقواعده واصوله كما للفنون الاخرى، فلا يصنع وينتج فيلم جيد بدون سيناريو جيد وهذه قاعدة يجب ان يعرفها ويعمل بها كل من يريد ان يكتب سيناريو ناجح.
فالسيناريو نص ادبي يكتب على الورق ثم ياتي مفسر النص ومحلله وهو المخرج الذي يأخذ هذه الكلمات المكتوبة ويحولها بحسب رؤيته الاخراجية الى صور تنبض بالحياة في الفيلم المنتج ووفق هذا المنطق فان السيناريو هو قصة تروى بالصور ام كاتب السيناريو عندما تتبلور في ذهنه فكرة ما يريد ان يخطها على الورق يجب عليه قبل كل شيء ان يرسم البناء والخط الدرامي الذي تسير عليه الشخصيات المتصارعة بافعال محبوكة متصلة بوحدة الموضوع هذا البناء الدرامي لبه بداية او ما يسمى بالعرض التمهيدي الاستهلال وهو المدخل للتعريف بالشخصيات واعطاء معلومة عن بداية الخط الاول للاحداث ومن ثم الوسط وهو المجابهة والتازم للافعال المتصارعة وصولا الى النهاية وهو الحل الدرامي لكل الافعال وعلى هذا الاساس فان السيناريو الجيد هو الذي يتضمن الاسس الضرورية لفن الكتابة السيناريو وذلك لان لكل سيناريو بداية ووسط ونهاية وان يحوي على العناصر الدرامية المتمثلة ببناء الاتجاه الدرامي ذو الحبكة الجيدة وكيفية تقديم الشخصية الرئيسية وعلاقتها بالشخصيات الاخرى والفكرة الاساسية للسينايو والمشكلة التي يريد معالجتها والحل الواضح وهو السياق الذي يضع النهاية في مكانها المعقول والمفهوم فايام النهايات الغامضة قد ولت وانقضت فالمشاهد اليوم يريد حلا واضحا فالسيناريو هو ليس كما يفهمه او يتصورة البعض عبارة عن سلسلة من الاحداث العشوائية المستقلة والمتصلة ببعضها بشكل اعتباطي ويبقى الحل معلقا في وسط كبير لا بداية له ولا نهاية او هو عبارة عن خطوط متشابكة لمشاهد متفرقة غير متصلة دراميا تؤدي الى طريق مسدود، لقد قمت بفحص وقراءة عدد من السيناريوهات الادبية.. عندما كنت في فترة من الفترات احد اعضاء لجنة فحص النصوص السينمائية والتلفزيونية فوجدت ان اغلبها يفتقر الى الشرط الاساسي والعنصر المهم الا وهو الخط الدرامي المتصاعد للاحداث وغياب الحل لفكرة النص التي يبقيها معلقة لذلك استطيع ان اقول ان وسطنا السينمائي حاليا يعاني من نقص لكاتب السيناريو المتخصص المتمرس وهذه مشكلة كبيرة في السينما العراقية نعم لدينا كتاب جيدون الا انهم على عدد اصابع اليد امثال صباح عطوان وعادل كاظم وعبد الوهاب الدايني وصلاح كرم وفارق محمد وعلي زين العابدين وغيرهم. وهؤلاء من الجيل السابق الذين اغنوا المكتبة السينمائية والتلفزيونية بروائع القصص التي اتحفت المشاهد العراقي والعربي مثل النسر وعيون المدينة والذئب وعيون المدنية لعادل كاظم، اما البعض الاخر من الجيل الحالي فهم سوى كتاب مبتدئين يخوضون فن كتابة السيناريو من اجل التجريب والهواية ان فن كتابة السيناريو ليس سهلا كما يتوهم البعض فهو مؤسسة يتحملها الكاتب فهنالك الكثيرين ممن يملكون افكار يريدون وضعا في سيناريو ولكن يجب ان يتذكروا قبل البدء بالكتابة ان اصعب جزء في الكتابة هو معرفة ماذا ينبغي ان يكتب وان نضع في الحسبان ان لا سيناريو بلا دراما اي صراع وبناء، ولا فعل بلا شخصية ولا شخصية بلا فعل درامي يتفاعل مع بقية الشخصيات التي تصب في وحدة الموضوع ولا مشكلة بلا حل فالقصة التي يراد معالجتها في السيناريو مثل رحلة النهاية هي البداية والبداية هي النهاية الكل مرتبط بعضه ببعض كما هي الحياة الولادة والصراع والموت بداية ووسط ونهاية ولكن رغم عمر السينما الطويل الا ان السيناريو يعد عملة صعبة في الفن السابع، فاذا كانت السينما تعرفنا دائما على اسماء لامعة في مجال الاخراج والتصوير والمونتاج والتمثيل الا انه يصعب عليها ان تعرفنا على اسماء جديدة من كتاب السينارية ومن سو حظ كاتب السيناريو ان يبقى خلف الواجهة بسبب من طبيعة السينما نفسها باعتبارها فنا بصريا وسمعيا يعتمد النجومية |
المصدر
جريدة الاتحاد
http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=56355
ساحة النقاش