المنتج السينمائي هذه الأيام غيره بالأمس. في الماضي كان المنتج يهتم بالفن أكثر وبشكل يزيد عن اهتمامه بالناحية المادية. والآن تغيرت الصورة تماماً ولم يعد يهم المنتج السينمائي غير زيادة ما يحققه أكثر من الناحية المادية.
أما قيمة ما ينتجه من الناحية الفنية فمثل هذه القضية ليست واردة على الإطلاق في حساباته. وأحدث نكتة سمعتها على لسان منتج سينمائي في مقابلة معه في إحدى القنوات الفضائية العربية عندما تكلم عن فيلمه الجديد قائلاً إنه لم يكن يعلم أن قصة الفيلم الذي أنتجه صورة طبق الأصل من فيلم أمريكي قامت ببطولته الممثلة السينمائية (صوفيا لورين) وإنه اكتشف هذه الحقيقة بعد أن قرأ ما كتبه النقاد عن فيلمه.
إلى هذا الحد توقفت معلومات من يعملون في مجال الإنتاج السينمائي الذين انتهز بعضهم فرصة النجاح المادي لمجموعة من الممثلين الشبان فأسرعوا بالاتفاق معهم من أجل إنتاج المزيد من الأفلام التي يقومون ببطولتها بغض النظر عن موضوعات هذه النوعية من الأفلام أو ماذا تقول .. المهم هو التصوير في أقرب وقت وسرعة عرضها حتى يستطيع تعويض ما أنفقه على الإنتاج.
والآن ماذا ننتظر من منتج لا يهمه غير إنتاج فيلم وعرضه في أسرع وقت ممكن حتى يبدأ في إنتاج غيره حيث إنه يعلم جيداً أن البضاعة التي يقدمها لن يستمر رواجها طويلاً لا من حيث الإنتاج فقط وإنما من حيث التمثيل والإخراج أيضاً.
وفي مقابل هذه الأحداث التي تجري في كواليس إنتاج سينما الشباب تجري نوعية أخرى من الأحداث في كواليس إنتاج الأفلام التي ينتجها التلفزيون.
إن السبب الأول والآخر لما وصلت إليه حال السينما العربية هذه الأيام هو عدم وجود المنتج الذي يحب السينما ويعشقها، وأنه مقابل كل ما يحمله لها من مشاعر على استعداد للتضحية في سبيلها متحملاً كل المتاعب والمصاعب. إن شخصية وتفكير المنتج السينمائي اليوم يجب أن تتغير وتتبدل إذا كنا بحق نريد ونحرص على تقديم سينما مشرفة وهادفة لا مجرد فوضى وتهريج.
المصدر/جريدة الايام – فاروق الجعفري
www.al-ayyam.info/default.aspx
ساحة النقاش