بعد أن استقر الإنسان فى وادى النيل وحوله، أنشأ حضارة من أقدم الحضارات الإنسانية على وجه الأرض، حضارة صنعت وأعطت الكثير من المفاهيم والمعتقدات والعادات والقيم والصناعات والفنون، ومنها ما يعيش إلى وقتنا هذا رغم التقدم وإمكانات العصر الحديث.
وكان لابد من مرور آلاف السنين لتنمو الإنسانية إلى مرحلة التكامل والتفكير التى تدرج الإنسان من الصيحات أو الصراخ والدق على الأخشاب إلى استخراج أصوات أكثر تهذيباً،واستعمال ما يحيط به الكون من مواد مثل جلود الحيوانات التى شدها على جذوع الأشجار اليابسة المجوفة، فعرف الطبول فى شكلها البدائى، أو قطع الغاب التى نفخ فيها فأحدث صفيراً، ثم أحدث فيها ثقوباً، فتعددت الأصوات التى تخرج منها. وكلما ارتقى الإنسان ونضج تفكيره، تبدلت نبرات تعبيره، فبدلا من النفخ فى القواقع، أخذ ينفخ فى تلك الآلات التى صنعها.
وتاريخ الآلات الموسيقية قديم، ولا شك أن هذه الآلات لعبت دوراً هاماً فى التاريخ القديم على مر العصور المتعاقبة، وما تزال هذه الآلات تمارس دورها الحضارى فى شتى مجالات الفن المصرى فى الوقت الحاضر.
والآلات الموسيقية تعتبر جزءاً من الحضارات التى صنعها الإنسان ومرجعاً تاريخياً يمكن الاعتماد عليه فى التدليل على مقاطعته الشعوب فى ميدان الارتقاء،مهما كانت الأقوال التى تصف موسيقى قدماء المصريين، ومهما كانت الاستنتاجات التى لا تقوم على نص موسيقى مدون، فلا شك أن فن الموسيقى كان مواكباً فى رفعته للفنون الأخرى كالرسم والنحت والمعمار والزخرفة وصناعة الحلى، فجميع هذه الفنون بلغت فى عهود الفراعنة قمة عالية من الجمال والإتقان، وهذا إلى جوار ما وصلت إليه صناعة الآلات الموسيقية من دقة.
ولما كانت هذه الآلات قديمة قدم التاريخ نفسه، فقد لعب الناى دوراً عاماً فى تلك الحضارة القديمة، سواء أكانت هذه الحضارة فرعونية أم آشورية أم فارسية.
وبالرجوع لما ذكره المؤرخون، فإن هناك بعض الآلات وجدت عند قدماء المصريين، وما يقال عن اكتشاف السلم الموسيقى وآلات النفخ، إلا أن الإنسان البدائى شاهد الرياح والأعاصير تخترق الغابات وتصطدم بأغصان الأشجار وغابات القصب، وينتج عن اصطدامها أصوات جميلة محببة للإنسان، ومن هنا بدأت تجربة الإنسان الأولى فى ميدان الموسيقى الآلية، وصار كل فرد يقطع قصبة ويحاول أن يخرج منها أصواتاً كالتى سمعها، مقلداً بذلك أصوات الطبيعة الغناء.
والثابت علمياً وتاريخياً، أن نقوش المصريين القدماء هى أول مادل عليه البحث العلمى، وما نشاهده من نقوش الفراعنة على جدران المعابد، وما ترجمه الباحثون من هذه النقوش.
ويوجد بالمتحف المصرى بالقاهرة أنواع عديدة من آلات التى صنعت بأيدى المصريين القدماء، وفيما يلى عرض لبعضها.
1.ناى رقم 69813- وجد بمقاطعة آشات- تاريخ غير معروف، قيد بالمتحف المصرى برقم 27677.
2.ناى رقم 68914، وجد بمقاطعة بنى حسن، تاريخ الدولة الوسطى، قيد بالمتحف المصرى برقم 43288.
3.ناى رقم 68915، وجد بمقاطعة سقارة، تاريخ غير معروف، قيد بالمتحف المصرى برقم 46157.
4.ناى رقم 69816، وجد بمقاطعة سقارة، تاريخ غير معروف، قيد بالمتحف المصرى برقم 46158.
5.ناى رقم 69817، وجد بمقاطعة دير المدينة، مقبرة 1379، تاريخ القرن الثامن عشر قبل الميلاد، قيد بالمتحف المصرى برقم 63745.
6.ناى رقم 69818، وجد بنقاطعة أخميم، تاريخ غير معروف، قيد بالمتحف المصرى برقم 27345.
7.ناى رقم 69819، المكان والتاريخ مجهولان، قيد بالمتحف المصرى برقم 10/4 27/13.
المصدر : ملخص رسالة ماجستير
العنوان : آلة الناى عند قدماء المصريين
إعدادد. عاطف إمام فهمىالمدرس بالمعهد العالى للموسيق العربيةأكاديمية الفنون
ساحة النقاش