وكأنها حلقات مسلسل درامي رائع يترك لك نهاية مفتوحة، تجعل المشاهد يفكر ويضع ما يحلو له من نهاية تناسب فكره ورأيه، لتشاركه الحالة التي عاشها خلال رسم لوحته، هذه الحالة من الإمتاع البصري تبهرك بمجرد تجولك داخل لوحات معرض "تقاطع" الذي افتتحه مساء أمس الأحد، نخبة من أبرز فناني الماضي والحاضر، كان على رأسهم الفنان مصطفى الرزاز، والفنانة نازلى مدكور، والفنان إبراهيم الدسوقي، والفنان خالد زكى . يضم المعرض نخبة من أبرز الفنانين التشكيليين الموجودين بالساحة الفنية، فإذا كنت ترغب فى التعرف على فن التصوير ستجد الفنان إبراهيم الدسوقى حاضرا بقوة بأعمال تتميز بالواقعية الجديدة، أما إن كنت تبحث عن الماضي فستجد أعمال الفنان الراحل عبد الهادى الوشاحى، كل هذا وأكثر بخامات وألوان متميزة، مضفرة بأسلوب راق، ويمكن التنقل بينها بسهولة وانسيابية . تحدث الفنان خالد زكى عن أعماله لـ"اليوم السابع" قائلا "أنا شاركت بثلاثة أعمال نحتية، معظمها قام بنحتها ما بين عامى 2012، و2013، وهى أعمال تصف الحالة المصرية خلال الفترة الانتقالية، لأنه دائما ما يقدم أعمالا متعلقة بالهم المصرى، وكان من بينها تمثال أطلق عليه المفكر، وآخر أطلق عليه الكتلة الصامتة، وتمثال لسيدة أدارت وجهها للسماء وهذا باسم "المراهقة الحالمة"، مشيرا إلى أن مثل هذه التماثيل النحتية استحضر من خلال شخوصها فئات الشعب المصري . ومن زكى إلى الفنانة الكبيرة نازلى مدكور التي أعربت عن سعادتها الكبيرة لتواجدها ومشاركتها بعملين بالمعرض لما له من أهمية وسط الساحة الفنية، وأشارت إلى أن تضافر الأعمال بهذا الشكل البارع يعود إلى شطارة مدير الجاليرى، بحسب وصفها، وهذا جاء بعد خبرة طويلة له فى هذا المجال . وأضافت مدكور أنها شاركت بعملين مستوحين من الطبيعة وألوان الورد، وبحسب ما قالته، إن أعمالها فى اتجاه التجريد، رغبة منها فى التعرف على العناصر الكونية، خاصة وأن مصر الآن تمر بفصل الخريف، حيث تساقط الأوراق وهذا ما عبرت عنه لوحاتها . وقال الفنان فتحي عفيفي إنه شارك بعمل لخص فيه نتائج تجربته الفنية والحياتية خلال 40 عاما، يعبر بشكل كبير حسبما وصف عن المدرسة التعبيرية، ويحمل هما اجتماعيا بصبغة تقدمية . وأبدى عفيفى إعجابه الشديد بالمعرض لما يتميز به من انضمام عدد كبير من الفنانين من أجيال مختلفة، مؤكدا أن الفنان محمد طلعت مدير جاليرى مصر رجل ذكى جدا كونه استطاع الجمع بين كل هذه الأجيال فى معرض واحد، فهو أشبه بالعرض البانورامى الرائع، بحسب وصفه، مقدما وجبة شهية ودسمة للمتلقي والدارس ومتذوقى الفن على كافة أشكاله وخاماته . الفنان عصام معروف تحدث عن أعماله الناقد الفنان ياسر جاد، نظرا لأنه يعيش فى هولندا، لافتا إلى أنه دائما ما يعمل في فن البورتريه، فالوجه الشخصي دائما حاضر فى معظم أعماله، ويتناوله بتجريب شديد، فضلا عن استخدامه الألوان الباردة أيضا بشكل كبير في معظم أعماله . وعن محمد رضوان حدثنا ياسر جاد قائلا إنه نحات من طراز خاص فهو دائما ما يقوم بعمل إزاحات بارعة، كما أن لديه حسن تصرف كبير، فى تجريد الموضوع من معناه المباشر . وكان للفنان رضا عبد الرحمن لوحة تصويرية تميزت بطابع الرمزية، فهو دائما مهموم بقضية الهوية المصرية، هذا ما أكده أيضا الناقد ياسر جاد الذى أبدى إعجابه الشديد بالرمزية فى كل تكوينات لوحته، فهو دائما ما يجسد شخصية مصر في صورة سيدة يبدو عليها وكأنها إحدى ملكات الفراعنة، إلا أنه يقدمها بحلول جديدة .
المصدر اليوم السابع ، 29 سبتمبر 2014
ساحة النقاش