لم تكن بغداد وهى تقيم مهرجانها المسرحى الضخم بوسط مدينتها المضطرب، تتحدى الواقع المتردى المحيط بها فقط ، بل كانت تتحدى نفسها لتثبت لذاتها قبل الآخرين أنها مازالت حية وعفية وقادرة على استعادة ذاكرتها الخصبة وقدرتها على الحوار مع الآخر العاشق لها، وكان تحديها هذا، والذى بدا واضحا فى حجم العروض المقدمة من داخل العراق وخارجه وكم المشاركين العرب فى التظاهرة الكبرى، إلا نوعا من الاستجابة القوية لتحد أكبر واجهها منذ نحو عشر سنوات، عقب الغزو الأمريكى لأرضها، وبعد سلسلة من الحروب المنهكة لقواها، مازالت بصماتها جلية على البنية التحتية للحياة العامة، وعلى البنية النفسية للمواطن العراقى، فجاءت استجابتها ثقافية فنية تدرك معها أنه ليس بالاقتصاد وحده يحيا الإنسان، بل هو فى أمس الحاجة للفنون والآداب لكى يحتفظ بذاكرته، ويحقق توازنه على الأرض، وتناغمه مع الآخر الذى يعيش على أرضه.
لم يستنكر أحدا إقامة مهرجان مسرحى عربى ضخم على أرض الرشيد والعربات المفخخة تنفجر فى كل مكان، والشوارع بحاجة للتمهيد والتنظيف، والفنادق والمسارح والجامعات أشبه بالثكنات العسكرية لا تدخلها إلا بتفتيش دقيق، وذلك لأن الوعى بأن فوضى الشارع لا يقهرها غير عقل منظم، والإرهاب الأعمى لا تنتصر عليه غير إرادة صلبة، وتنمية المجتمع لا تتم إلا بالحوار الخلاق بين الفصائل المتناحرة والآراء المختلفة، ولذا أقامت بغداد الدورة الأولى لمهرجانها المتميز للمسرح بعد سنوات من الصراع لإثبات الذات وتحدى الواقع، وخصصته لإبداع الشباب لتثبت أنها ليست بعيدة عن ثورات الشتاء العربى الغاضب، وأن الرغبة فى التغيير ملحة، والسعى لتحويل هذه الرغبة لواقع عملي هو المحك لمواجهة كل محاولات إسكات الصوت الرافض للخضوع، والصارخ بالتقدم.
حضور طاغ
لم يكن غريبا أن تستقبل بغداد أكثر من مائتي مدعو عربى من خارج العراق، فضلا عن العشرات من العراقيين القادمين من الداخل، للمشاركة فى أكبر تظاهرة مسرحية منذ سنوات طوال، امتدت منذ صباح السادس حتى مساء الثالث عشر من نوفمبر (تشرين الثانى)، بفضاءات ثلاثة مسارح وسط بغداد وهي (المسرح الوطني) والذى يتسع لنحو ألف مقعد، ومسرح (سمير أميس) ، وهو دار سينما خاص أجرته وزارة الثقافة لأيام المهرجان، وقاعة (منتدى المسرح) الذى أسسه المخرج العراقي "مقداد سالم" منذ نحو ثلاثين عاما ببيت (السنك) القديم، وغردت فيها عروض من المغرب وتونس والإمارات والسودان وسوريا والأردن والجزائر ومصر وسلطنة عمان جنبا إلى جنب أربعة عروض عراقية ، شاهدتها لجنة تحكيم عربية ترأسها المخرج العراقى د. "سامي عبد الحميد"، وعضوية كل من الكاتب ورئيس أكاديمية الفنون المصرية د. "سامح مهران"، المخرجة والممثلة التونسية "زهيرة بن عمار"، الكاتب والمخرج العراقى د. "جواد الأسدي"، الأكاديمى المغربى د. "أحمد الغازي"، الكاتب التونسى د. "أحمد بن عامر، المخرج الكويتى المعروف د. "فؤاد الشطى"، الكاتب السورى د. "أكرم اليوسف" والمخرج العراقي "حاتم عودة"، وأقيمت على مدى ثلاثة أيام ندوة نقدية وحفل توقيع ثماني كتب من مطبوعات المهرجان وهى: (قديم المسرح جديده وجديد المسرح قديمه) للدكتور "سامى عبد الحميد" ، (النقدية المسرحية وهوامش السرد) و(أزمنة المسرح) وكلاهما للدكتور "عقيل مهدى" ، (راينهارت ومسرح آحر) للدكتور "فاضل خليل" ، (استراتيجية التفكيك فى العرض المسرحى) للدكتور "جبار حسين صبرى" ، (المسرح والأفكار والتطبيقات التى تعارض التقاليد) للدكتور "محمد سيف" ، (جماليات السينوغرافيا فى العرض المسرحى) ل "جبار جودى" و(مدخل إلى مسرح عادل كاظم) تقديم د0 شفيق المهدى لنصين من نصوص الكاتب العراقى المعروف.
قدم مهرجان مسرح الشباب خمسة عشر عرضا مسرحيا عربيا من العراق وخارجه داخل المسابقة الرسمية، واثنين خارجها، أحدهما لتونس وهو (قصر الشوك)، الذى قدم فى حفل الختام، والآخر عراقى مبتكر الصياغة من مدينة بابل بعنوان (صور من بلادى) يجمع بين فنيي البانتومايم وخيال الظل، للمخرج د."أحمد محمد عبد الأمير"، وشكلت هذه المجموعة من العروض ما يسمى فى حقل البحث العلمى عينة عشوائية غير مقصود اختيارها وفق معايير مسبقة، وإن كشفت عن نفسية المبدع العربى الشاب وفكره الموجه لمسرحه، بداية من عناوين مسرحياته، والتى تمهد دوما لبداية الطريق لقراءة ما أبدعه، حيث تحمل ثلاثة عروض عناوين وتدور أحداثها فى عالم فاقدى البصر: (مملكة العميان) من إقليم كردستان العراقى، والناطق باللغة الكردية صعب على العراقيين أنفسهم فهمها، و(مدينة العميان) من المغرب، ويدور حدث مسرحية (الخوصة والزور) العُمَانى داخل مجتمع العميان أيضا، كما يحمل العرض المصرى اسم (ليلة القتلة)، ويغتال فيه الأبناء آبائهم، والعرض الأردنى (جثة على الرصيف) التى ينوح صديق الجثة عليها لدفنها، فتواجهه الشرطة بعنف، يدفعه للتعاون معها، والعرض الجزائرى (نساء بلا ملامح)، الذى يؤكد على التغييب المتعمد للمرأة فى الواقع العربى، وحصلت بطلاته النسوة الثلاث على جائزة أفضل ممثلة أولى (بسعدي صورية وآمال بن عمرة ونادية علي الحسنات)، وينشغل عرض عراقى وآخر سودانى بموضوع الجسد ، فيحمل الأول عنوان (تذكر أيها الجسد)، ويرفع الثانى عنوانا ملغزا (عرض غير قابل للنقد وجسد غير قابل للتشريح)، ويتعلق العرض السورى (مولانا) بعالم التصوف الميتافيزيقى، ويعبر عرض عراقى بعنوانه عن الشعور بحالة (فقدان) فى المجتمع، ليتصل به عرض عراقى آخر يوصل مشاهديه بعنوانه أيضا إلى ضرورة أن يحمل كل واحد (باسبورت) الخاص لمغادرة الوطن بعد الكفر به.
اللايوتوبيا
رغم ما توحى به عناوين المسرحيات، واعتمادها فى الدراسات الحديثة كمدخل مهم لتفسير الأعمال الفنية والأدبية، كما أن المثل السائر يقول دوما أن "الخطاب يكشف عنه عنوانه"، فأن موضوعات العروض المقدمة، وسبل صياغاتها الجمالية، ومحتوياتها الدلالية، تصب دوما فى تيار الاهتمام بالمسرح كصورة مرئية شديدة التكثيف والحيوية، يتحول معها فضاء المسرح لعالم ساحر من الكلمات المسموعة والحركات المرئية والموسيقى التى تتجاوز حدود التصويرية لتصبح عنصرا فاعلا ودالا فى العرض المسرحي، ويبدو واضحا الاهتمام بلغة الجسد المتراوحة بين تأكيد المعنى بالحركة التعبيرية، وإضافة دلالات جديدة على المعانى المخبوءة فى ثنايا الحوار المنطوق، والاكتفاء بصورة أساسية بلغة الجسد عن الحاجة لكلمات منطوقة، فتحل الصورة محل الكلمة، ويغيب النص المؤلف لصالح العرض المرئى. كما تسرى فى هذه العروض روح الإحباط وفقدان الانتماء للأوطان، التى ثار الشباب وفقد حياته وعيونه لتغيير واقعه المتردى وتحقيق حلمه فى الانعتاق من الإحباط والتشرذم، ولم تمنحه هذه الأوطان فى ظنه؛ أو هذه الأنظمة التى سرقت ثورته فى التفسير الدقيق، ما هب ثائرا من أجله، وهو أمر شديد التعقيد، حيث تقوم الثورات دوما لتوقظ الأحلام، وتنعش الذاكرة، وتوثق العقول بالأوطان، وتماهى الذات بالموضوع، فيتغنى المبدع بالتغيير القادم بالأرض الخضراء والصناعة الثقيلة وحضور الفنون التشكيلية والأوبرالية بكل قرية عربية، وهو ما لم يحدث مع الثورات الجديدة، سواء نزل شبابها للشارع وغير صورة الحاكم، أو تعلقت أفئدته بالحكومات الوطنية الجديدة.
لهذا لم يتعلق الشباب بأية مدن فاضلة، بعد أن تحطمت أماله فى مدنه المهشمة، وغاب حلمه فى يوتوبيا بديلة، بعد أن غام الحلم ذاته، وتجلى ذلك فى العرض العمانى (الخوصة والزور) للكاتب "موسى البلوشى" ومخرجه "يوسف البلوشى"، والذى يدور حدثه داخل (عرشان) أى بناء من الخوص، ألقى بمجموعة من مرضى العشى الليلى إليه، وتم عزلهم تماما داخله، ليس فقط برغبة من عزلوهم، بل والأهم برضاء المعزولين أنفسهم، وقبولهم الحياة بعيدا عن ضوء الشمس، قبولا للفكر الذى يرى أن تعرضهم لضوء الشمس يحرق أجسادهم، وأن الريح قد تنقل – كما يقال - المرض من الأجساد المحترقة لبقية أبناء حيهم. يتفجر الحدث الدرامى بدخول شخص غريب على المكان، كما هو معتاد فى الدرامات المعروفة، يحمل أفكارا متحررة من الخرافة، ويعمل على تثوير وعى الراضين بالعمى والعزلة، لكنه يفقد حياته فى نهاية المسرحية، بيد قائد العميان، والذى لا يقف عند قتل المثقف الحداثى، بل ويقتل كل زملائه بالعرشان هش البناء.
ليلة القتلة
نتيجة صادمة، وأن تعلق العرض بحلم من خارج الدراما، بإسقاط نتفا ضوئية على الموتى من أعلى، تشير لوجود ضوء الحياة خارج هذا الفضاء المغلق على موتاه، وجمهوره الملامس للممثلين فى قاعة العرض الصغيرة، لكنها نتيجة مشابهة لنتيجة العرض المصرى (ليلة القتلة) للكاتب الكوبى "خوسيه تريانا"، وإخراج "تامر كرم"، وحصلت ممثلته الأولى "جيسى عادل" على جائزة أفضل ممثلة ثانوية، والذى يبدأ بلعبة قتل الأبناء لوالديهم، وينتهى بتأكيد هذا القتل، تأكيدا لهذا الرغبة العارمة التى فجرتها ثورات الغضب الشتوية العربية بنفوس الأجيال الشابة تجاه الأجيال التى قادت المسيرة قبل هذه الثورات، وولدت شعورا بحتمية إنهاء وجود هذه الأجيال تحت مسمى الحرس القديم، بمن فيهم مثقفيهم الثورى، الذى عجز فى المسرحية العمانية عن مواجهة الأفكار البالية، واستسلم بسهولة للموت على يد قائد الأسلاف.
تخلص العرض العمانى من البيت القديم الهش وناسه، بعصى الزعيم الأعمى، وأغتال العرض المصرى الآباء، وأجتاح الطوفان العالم - يبدو أنه العربى وحده - فى العرض التونسى المتميز فكرا وصياغة (طواسين)، والحائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة أفضل ممثل رجال أول "نادر بلعبد" عن تجسيده البارع لدور "السهروردى"، والمؤسسة رؤيته على فكرة فانتازية يتخيل صاحبيها الكاتب "إبراهيم بن عمر" والمخرج "حافظ خليفة" أن العالم قد انفجر، أو أجتاحه طوفان مجهول، ولم يبق على اليابسة، وبداخل أحد الكهوف غير أربعة رجال، دون نساء، فالواقع العربى يعمل على تهميش المرأة بهدف تغييبها كاملة حتى فى المدن المتخيلة، كما لن يبقى على هذه الأرض - كما يبدو فى أفق توقعات الشباب - غير العقل الصوفى، المنشغل بالروحانيات، والمتمثل بتنويعاته الداخلية فى الرجال الأربعة: الصوفى المصلوب وصاحب مبدأ الحلول "الحسين بن منصور الحلاج" والشيخ المقتول صاحب نظرية الإشراق "شهاب الدين السهروردى"، والأندلسى سلطان العارفين "محيي الدين ابن عربى" وزعيم القرامطة "حامد بن قرمط"، القادمين من القرون الرابع والخامس والسادس الهجريين (الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر الميلاديين) لكى يجدوا أنفسهم كأهل الكهف يعيشون زمن غير زمنهم ، لكنهم بدلا من أن يعودوا لقبورهم لعدم قدرتهم على مسايرة الزمن الجديد، كما فى مسرحية "توفيق الحكيم" (أهل الكهف)، يصرون على أن يصنعوا جمهوريتهم القادمة، في صورة يوتوبيا من الفكر الميتافيزيقى، تتحول بسخرية الكوميديا السوداء إلى (لايوتوبيا) أو مدينة فاسدة دون أية فضيلة من فضائل المدن التى تخيلها الفلاسفة على مدى العصور.
الرجال الأربعة قادمون بفكر نبذه الواقع، وإن جاءوا من أزمنة مشابهة لزمننا، أزمنة كادت خلالها أن تتمزق مجتمعاتها على الأرض العربية مذهبيا وسياسيا، وغاب عنها التسامح الفكرى، وتصادم المعقول مع المنقول، وتفجر صراع لا مجدى بين السنة والشيعة، ونقل الرجال الأربعة أفكار ذاك الزمان لزمنهم الراهن، الذى أنتهى وجوده المادى على الأرض بفعل طوفان مفترض، وحاولوا أن يمثلوا بأفكارهم القديمة إيديولوجيات معاصرة، فبدا "الحلاج" رمزا للعقل الصوفى المدافع عن الإنسان العربى وحقه فى حياة روحانية صافية وسط صراعات حضارية قاتلة للروح، وتجلى "السهروردى" نموذجا للعقل المهمش والغارق فى عوالم افتراضية تفصله عن عوالمه المادية، وبرز "أبن عربى" وجها للعقل المتحرر الرافض للتطرف الدينى، وجسد "ابن قرمط" المثقف المغترب والمدان لا لشئ سوى تحريكه للعقل الساكن، وإيمانه بالاجتهاد والتفكير الحر.
عرض ممتع للعقل والوجدان، تتدفق فيه اللوحات التشكيلية لتصنع عالما زاخرا بالدلالات المرئية والسمعية، ويجوس وسط شخصياته الأربع شيطانا برداء وشعر أحمرين، يفجر الأفكار، ويناقشها، ويمنح الكهف السحرى الحركة، محولا المدينة الفاضلة القادمة لمدينة يغيب عنها العقل، وتسرى فيها روح الانعزال والتقوقع، فتفقد شرعيتها، كما تفقد حقها فى الحياة العادلة والمتقدمة.
الرحيل عن الوطن
يأخذنا عرض (باسبورت) العراقى للكاتب "حيدر جمعة" والمخرج "علاء قحطان"، والحاصد لجوائز أفضل عرض مسرحى، وأفضل مخرج، وجائزة نقابة الفنانين العراقيين، يأخذنا لعالم شباب اليوم المعاصر والواقعى، شباب أقلقه الفساد، وحطمه الصراع على السلطة، وهز إيمانه بالمجتمع خلافات مذهبية، فكفر بالوطن، وقرر الرحيل عنه، فعانى من جواز سفره المثار حوله الشكوك فى كل دولة من دول العالم. بدأ العرض بأربعة من الشباب يحملون حقائبهم، يغادرون أرض الوطن، ويحكون فى مستطيلات ضوئية تفصلهم عن بعضهم البعض حكاياتهم مع هذا الوطن، وتجمعهم مساحات ضوء عامة، سرعان ما ينفصلوا فى تشكيلات جمالية تكشف عن عزلة كل واحد منهم داخل ذاته، واغترابه داخل وطنه، يذكروك فى المشاهد الأولى بعرض (حقائب) التونسى للمخرج "جعفر القاسمى"، والحاصل على جائزة أفضل عرض مسرحى فى آخر دورات مهرجان القاهرة الدولى أكتوبر 2010، وأثار الانتباه فى الدورة الثالثة لمهرجان الهيئة العربية للمسرح ببيروت فى يناير 2011 ، غير أنك سرعان ما تكتشف اختلاف الموضوع والهم، ويأخذك العرض الجديد لآلام الشباب العراقى الذى مزقته أنظمة استخدمت كلمة الوطن وسيلة لتمرير أهدافها، فحارب دفاعا عن الوطن، وصبر من أجل الوطن، وقتل شهيدا ليشرب غيره كأس الوطن، فأختلط أمامه الأمر، ولم يعد قادرا على الفصل بين الوطن الساكن بأعماقه، والأنظمة الهاتكة لعرض الوطن وعقله، فغام المستقبل أمامه، وضاع الحلم، وأنتهى العرض بإصراره على الرحيل، بعد أن أضيف للأربعة الأوائل أربعة آخرون ، وغيرهم كثر.
كم هو أمر مثير للدهشة، ولكنها الدهشة التى يكشف عنها واقع مختل، فبغداد تواجه الفوضى والخلل بالمسرح، وشبابها وشباب العرب يأتيها واقفا على المسرح لا ليتصدى للفوضى والخلل، بل ليعلن استسلامه لهذا الفوضى، وهروبه من هذا الخلل بالرحيل خارج المكان، أو قتل من فيه، والموافقة على غياب الشمس، حتى المخلص المثقف الذى كانت تنتظره الأجيال القديمة، وتطالبه بألا ينسى سيفه حين يعود، غاب هو الآخر، بعد أن خسر معركته على الأرض، واستسلم مجتمعه للفكر الميتافيزيقى.
ومع ذلك فمازلت أرى أن الإبداع فى ذاته نوعا من مواجهة الذات حتى لا تضيع وسط الفوضى غير الخلاقة التى تجتاح عالمنا العربي، ومازلت أرى أن بغداد والقاهرة وتونس ودمشق والكويت وكل المدن العربية بحاجة للمهرجانات المتحاورة، وللإبداع الخلاق، وللشخصيات المملوءة بالأمل كى تنقذ نفسها بالفن الراقى، وتخرج شبابها من حالة الإحباط ليعدل من مسار هباته الثورية لصالح هذا المجتمع المشتاق للتغيير
بقلم/د. حسن عطية
المصدر / مجلة الفنون الكويتية
العدد/ 13- بتاريخ (فبراير 2013) - السنة الثالثة عشر
ساحة النقاش