المسرح العربى "حرض" على الثورة منذ بداياته .. فهل يتغير بعد الثورة؟
عز الدين مدنى: المسرح التونسى مهد للثورة .. وبدأ رحلة استعادة عافيته .. وأبو العباس يحذر من "التأشيرات الحزبية" على المسرح العراقى
بدأت الندوة بكلمة القاها الدكتور عمرو دوارة رحب فيها بمشاركة المسرحيين والنقاد العرب والمصريين فى هذه الفعاليات، كما عبر فيها عن احتياج المسرح العربى فى الفترة القادمة مخاطبة الناس، وهدم الشعارات القديمة وعودة الانتشار بصورة اوسع لتشمل المسرح المدرسى والجامعى والعمالى بالمصانع بخلاف تجارب مثل مسرح خبز الدمية ومسرح القسوة ومسرح المقهورين وكل التجارب العالمية الأخرى التى كان هدفها الناس، حتى تنهض العملية المسرحية على مختلف الأصعدة.
تحدث الكاتب عز الدين مدنى عن اوضاع المسرح التونسى قبل وبعد الثورة وكيفية اختلافه عن المصرى لأنه يغلب عليه الطابع النضالى فى الموضوع وطرح القضايا، وقال غن المسرحيين التونسيين استطاعوا عبر السنوات الماضية التمهيد للثورة من خلال مناقشة الأمور السياسية والاجتماعية وثورة الطبقات وطبيعة الحكم وكان للمسرح موقف واضح ضد الغرب الى جانب تبنيه الثورة النسائية.
وأشار مدنى إلى أن المسرح التونسى الان بصدد العودة من جديد لنشاطه بعد الثورة من خلال اعادة تشكيل المسرح بتواجد عدد من الشركات الخاصة التى تدعم العملية المسرحية حتى يتوجه المسرحيون للاحتراف.
واشار المخرج محمود ابو العباس الى أن المسرح العراقى قبل وبعد صدام حسين لا يستطيع مناقشة الاوضاع السياسية وبالتالى فالمسرح لا يستطيع أن يخرج أو يقود مظاهرة رغم ان المسرح فى الفترة الخيرة قدم عروضاً عن تأثير التدخل الأمريكى على العراق، وأشار إلى أن المشاكل التى تواجه المسرح الآن لا علاقة لها بالحكومات بل المسالة وصلت إلى الأحزاب حيث يوجد سيطرة شبه كاملة على المسارح من جانب احزاب وخير مثال على ذلك الفرقة القومية العراقية يوجد بداخلها فرقة تدعى الفرقة الزينبية.
وطفاء حمادى: غياب الرحبانية وانتشار المسارح الشيعية أهم مشاكل المسرح اللبنانى
وفيما يخص المسرح اللبنانى أكدت د. وطفاء حمدان أنه يشهد مرحلة من الايقاع السريع نتيجة ما يمر به العالم العربى من احداث، مشيرة الى استقلالية المسرح هناك وعدم وجود الرقابة المتعجرفة عليه بصورة مباشرة، ورغم هذا فهناك عدد من المشاكل تحيط به منها علاقة المسارح بالأحزاب الطائفية اللبنانية، وانعدام المسرح الغنائى الذى كان يقوده الرحابنة، وانتشار المسارح الشيعية بالمدارس والتى تهدف الى تنشئة الطفل منذ صغر على انه المقاوم البطل الذى يناضل من أجل الحرية.
أما المسرح السودانى فقد أشار المخرج يحيى الحاج لنشأته منذ بدايته على الحركة النضالية، وأصبح صوته مرتفعاً فى صنع القرارات مشيراً إلى المشاكل التى تواجه المسرح العربى بشكل عام والتى تتمثل فى انسحاب الجمهور، وانسحاب جيل الكبار أمام جيل الشباب، وانسحاب دور المرأة الريادى فى المسرح، وسيطرة الدولة على المسارح وتحكمها فيها حسب مصالحها الشخصية، اما فيما يخص مشاكل المسرح السودانى على وجه الخصوص فأكد انها تتلخص فى دعم المراكز الثقافية الاجنبية لنشاطه وهو ما يؤثر بالسلب على نوعية الجمهور وعلى المسرح بشكل عام.
وفى كلمته عن المسرح السعودى قال الباحث عبد العزيز إسماعيل إنه يواجه مشكلة ظهور المرأة وأشار إلى أن بادرة أمل تتمثل فى نوعية جمهور المسرح وظهور مسرح الأسرة معتبراً أنها خطوة جيدة تمهد الطريق لظهور المرأة بعد ذلك.
ولفت الكاتب والناقد القطرى حسن رشيد إلى أن المسرح الخليجى بوجع هام والقطرى بوجه خاص تبنى منذ البداية الطابع الثورى لتعرية الواقع الذى نعيش فيه وتبنى فى ذلك قضايا عديدة منها قضايا الجهل والفقر وتعدد الزوجات وعدد من القضايا السياسية والاجتماعية مشيراً الى ان البداية الحقيقية لهذا المسرح كانت قبل أربعين عاماً.
واختتمت الندوة بالحديث عن المسرح المصرى حيث أكد د.كمال عيد على ان المسرح المصرى انهار فنياً ودرامياً لوجود العديد من الاخطاء التى تحيط به من اختيار نصوص وتزييف للواقع والقيم العالمية، مشيراً أنه لابد من قيام ثورة بالمسرح مثل ثورة شباب 25 يناير.
وقال الفنان أحمد ماهر إن المسرح كلمة وان الفترة قبل 25 يناير لم تستطع خلق صف ثان أو ثال، والمسرح يتنفس الصعداء.
وأضاف سامح يسرى أن الفترة القادمة تتطلب من الجميع ان يتكاتفوا من اجل الرقى بالعملية المسرحية.
المصدر / جريدة مسرحنا
العدد / 197- بتاريخ 25 من ابريل 2011
بقلم/ احمد رمضان متولى
ساحة النقاش