أنا حتى الآن لا اعرف الفرق بين الفرق الحرة والمستقلة أو فرق الهواة ؟! وعلي حد علمي لا يوجد تعريف علمي لهذا التصنيف وعلي حد خبرتي المتواضعة لا يوجد هناك تعريف محدد لكل فئة من هذا النوع .. الأول الحر يعني أنه لا يعمل تحت وصاية جهة رسمية مثل وزارة الثقافة علي سبيل المثال ولا يعمل فيها .. والثاني المستقل يعني أنه فرقة حرة تنفق علي نفسها من مالها الخاص ولا تندرج تحت رعاية جهة رسمية أيضاَ يعني الأولاني زى الثاني تعريفهم واحد .. أما الهواة فهم أيضا لا يتبعون جهة رسمية مثل الآخرين ولكن معظمهم يعمل تحت ستار جمعيات أهلية كغطاء رسمي يبعدهم عن المشاكل .. يعني باختصار شديد الثبات فئات يجمعهم مبدأ عدم الانتماء لأي جهة من المؤسسة الرسمية الحكومية .. وقد يتلقون مساعدات من بعض الجهات في الدولة كرعاة لهم لمساعدتهم ماليا .. ولكن أغلاب تعليق سمعته من أحد مؤسسي الفرق المستقلة أن قال لي في احدي المرات .. الهواة دول درجة تانية .. حاجة كدا أقل مننا ! ويومها لم يعجبني الكلام وقات له انتم زى بعض وأحسن حاجة تعملوها أنكم تتحدوا هواة ومستقلين وتعملوا رابطة خاصة بيكم وهنا تستطيعون مخاطبة وزارة الثقافة لمساعدتكم ماديا وتحصلون علي ميزانية لكل فرقة من المبالغ التي سوف تخصصها لكم .. كان الحديث وقتها حول مبلغ من الدعم ستقدمه الوزارة للفرق الحرة وان الوزير فاروق حسني اجتمع مع ممثلين عنهم للنظر في تقديم مساعدات لهم وأن الملف أحيل وقتها إلى الأستاذ صلاح شقوير مدير صندوق التنمية الثقافية في ذلك الوقت .. المهم لم يتفقوا علي كلمة سواء ومات الموضوع في المهد ولم يخرج إلى النور وعاد الموضوع مرة أخري للحديث بعد تلقي بعض الفرق المستقلة لمساعدات مالية من جهات في الخارج عن طريق ما يسمي بمؤسسات المجتمع المدني .. وكنت من أوائل من حذروا من الاستعانة بأموال من الخارج مهما كان غطاء تقديم هذه الأموال وناشدت وزير الثقافة مساعدة هذه الفرق ماديا لكي تستمر في عملها في المسرح.
علشان ما نخرجش برة موضوعنا أعود لسؤالي من جد .. إيه يعني لفظ فرق حرة وفر مستقلة وهواة .. وكيف يتعامل المهرجان القومي للمسرح معهم وكيف يحدد أن هذه فرقة حرة وهذه فرقة مستقلة وهذه فرقة هواة .. أنني أرجو من مؤتمر الفرق المستقلة الذي بدأ أمس بالمجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان "عشرون عاماَ من المسرح المستقل في مصر 1990-2010" تحديد مسميات واضحة لكل نوع حتى يمكن تقديم مساهمات مالية لهم وهم قطاع عريض من التيار المسرحي لا يمكن تجاهله، هذا المؤتمر الذي يقام بمبادرة من مؤسسة شباب الفنانين المستقلين وجمعية دراسات وتدريب الفرق الحرة يجب أن يركز علي كيفية مساعدة هذه الفر وتوثيق حركة المسرح المستقل في مصر ونؤكد علي ضرورة تحديد قنوات لتلقي المساهمات المالية الأجنبية خاصة وان عدة مؤسسات أجنبية تشارك في هذا المؤتمر.
هذا المؤتمر ينبغي أن يكون جامعاَ لكل الفرق المستقلة والحرة وأن يضع قواعد جديدة لكيفية تعامل هذه الفرق مع وزارة الثقافة وقطاعاتها خاصة تيار الفرق المستقلة أصبح متواجداَ بصورة فاعلة في الحركة المسرحية ويشارك في المهرجان القومي للمسرح المصري وعمل معظم مؤسسيه من خلال مركز الهناجر للفنون وهو احد مسارح وزارة الثقافة .. لا نريد لهذا المؤتمر أن ينعقد وأن ينفض بدون اتخاذ قرارات تطور من هذه الفرق وإيجاد صيغة تفاهمية مع المؤسسة الرسمية خاصة وهم لا يملكون مقراَ لإجراء بروفات العروض ولا مسرحا لاستضافة العروض وهما شرطان ضروريان لخروج العمل المسرحي إلى النور.
مشكلة الفرق المستقلة من خلال متابعتي لهم تكمن في: من يمثلهم أمام الدولة وهم عدة فرق لا يجمعهم سوي المسمي وان اختلفت المسارات وهذه المشكلة لا يجب أن يتوقف أحد أمامها كثيرا فالمهم هو أن تعمل كل الفرق المسرحية وأن تقدم إنتاجاً علي مدار العام، وهذه دعوة لرجال الأعمال المخلصين لمساعدة تيار المسرح المستقل ماديا والوقوف بجوارهم مثلما يحدث في الخارج.
بقلم/ مؤمن خليفة
المصدر / جريدة الأخبار
ساحة النقاش