قليلة جداً فى تاريخ السينما المصرية تلك الأفلام التى تقدم تشريحاً واعياً وناضجاً للعلاقة بين الآباء والأبناء فى الأسرة المصرية، وتحاول أن ترصد التغييرات التى حدثت داخلها بسبب اختلاف الزمن أو نتيجة للظروف الاقتصادية والاجتماعية، ولذلك كانت سعادتى "ضاعفة عندما شاهدت فيلم "عائلة ميكى" الذى كتبه عمر جمال فى تجربته الثانية بعد "أوقات فراغ"، واخرجه "أكرم فريد"، الفيلم بدون مبالغة من أفضل الأفلام التى قدمت هذه العلاقات بصورة تجمع بين الشجن والسخرية، كما أنه يعرض نماذج حية واقعية تتحدث بلسان الجيل الأحدث .. جيل الموبايل والكمبيوتر والروشنة .. والأهم من ذلك أن الفيلم يفضح جبال الأكاذيب ويزيح كل الأقنعة عن أبطاله، ويحاكم الكبار بشكل غير مباشر بنفس الدرجة التى يتحدث فيها عن الشباب، وبدون أى قدر من المباشرة أو الخطب الزاعقة.

السيناريو المتماسك يدخلنا فى لقطات سريعة، وقبل انتهاء العناوين إلى عالم أسرة مصرية من الشريحة العليا للطبقة المتوسطة، ومن خلال شريط الصوت وحده تعرف أن الأسرة وصلت إلى التصفية النهائية فى مسابقة لاختيار الأسرة المثالية، ومن خلال صورة مشتركة للجميع نتعرف على أفراد الأسرة: الأب ضابط الجيش (أحمد فؤاد سليم) والأم (لبلبة) التى تعمل مديرة للشئون القانونية فى إحدى المؤسسات الحكومية، والأبناء : "مصطفى" وهو ضابط شرطة حديث التخرج، و"ماجد" طالب بالهندسة، و "مازن" طالب الثانوية العامة، و"ميادة" الطالبة، و"مختار" أو "ميكى" التلميذ الصغير الذى يحمل الفيلم اسمه على وزن الفيلم العائلى الشهير "عائلة زيزى"، ورغم أن كل شىء فى الصورة لامع وبراق بفضل إضاءة "رءوف عبد العزيز"  وديكورات " "كمال مجدى"، فإننا عندما نبدأ الأحداث بعد العناوين نكتشف مفاجأة لا حدود لها، الجدة والدة "مريم" (لبلبة) تعانى من الوحدة بعد أن فقدت بصرها ورفض ابنها إقامتها عنده، والابن مصطفى يكره عمله ويريد الاستقالة بعد أن أجبره والده على دخول الشرطة، ويستغل الشقة لمواعدة صديقته، واخته "ميادة" تواعد صديقها فى نفس المكان وتكره وزنها الزائد،  

والابن "مازن" أصبح فتوة يضرب رفاق اللعب، و"ماجد" لا يذهب إلى كلية الهندسة منذ عامين، حتى "ميكى" يعاقب دائما بسبب مشاغبته، صورة مفزعة لجيل تائه قدمت بسخرية مريرة وانتهت إلى سقوط الأب والأم أيضاً حيث يقومان برشوة القائمين على المسابقة للفوز بلقب الأسرة المثالية التى لا علاقة لها أبداً بالمثالية!

الفيلم رغم بساطته يدين الجميع: الأسرة وما حولها، الكبار والصغار، الشخصيات قوية وحية وحواراتها واقعية ومعبرة عن الأجيال الجديدة، أداء متفوق من الجميع خاصة من "لبلبة" فى دور عمرها مما يجعلها مرشحة بقوة للفوز بلقب أفضل ممثلات العام، مع دور مساعد لا ينسى للقديرة العائدة "رجاء حسين" بالإضافة إلى المواهب الواعدة "عمرو عابد" و "حسن حرب" و "إيرينى فارس" والطفل "محمد طلعت"، وقبل هؤلاء جميعاً المخرج "أكرم فريد" الذى يعتذر بهذا العمل عن أفلامه السابقة .. المتواضعة.

 

بقلم/ محمود عبد الشكور

المصدر/ مجلة أكتوبر العدد/ 1773

17 أكتوبر 2010

 

ساحة النقاش

anosha90

بصراحه قصه حلوه بس الفيلم معجبنيش شخصيا ولا لفت نظرى فى اى حاجه غير انه مستفز بس قصته حلوه

egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,918,342