يبدو أن مشكلة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الأزلية فى اختيار فيلم مصرى يصلح للمشاركة فى المسابقة الدولية وجدت لها حلا مبكراً هذا العام، حيث أعلنت إدارة المهرجان عن مشاركة ثلاثة أفلام مصرية "دفعة واحدة" فى دورة المهرجان هذا العام التى تحمل رقم "34" وتبدأ فعالياتها من 30 نوفمبر وتستمر حتى 9 ديسمبر القادمين.

بعد أن وقع الاختيار على فيلم "الشوق" إخراج خالد الحجر وبطولة روبى، أحمد عزمى، باسم سمرة، سوسن بدر وبسمة ومحمد رمضان .. سيناريو سيد رجب لتمثيل مصر فى المسابقة الدولية، بينما تم اختيار فيلمى "ميكروفون" و "الطريق الدائرى" للمشاركة فى المسابقة العربية.

ورغم أن المهرجان سيبدأ بعد شهر تقريباً إلا أننى أستطيع من الآن تصور سيناريو خاص لما سيكون عليه الوضع قبل بداية المهرجان وخلال فترة انعقاده سوتحديداً حول "الشوق"  الفيلم الذى استقر عليه الرأى للمشاركة فى المسابقة اتلدولية حتى الآن .. بداية لا يخفى على أحد مشكلة إدارة المهرجان السنوية بل قل والأزلية فى إيجاد فيلم مصرى يصلح للمشاركة فى المسابقة الدولية وتمثيل اسم مصر وهى الدولة المضيفة، وهى المشكلة التى لا تقتصر فقط على مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بل يشاركه فيها أيضاً مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط وهو ما يؤدى فى بعض الأحيان إلى اختيار أفلام قد تكون دون المستوى ويكون هذا الاختيار فى اللحظات الأخيرة.

ومن ناحية أخرى يصبح أى فيلم مشارك – إن وجد أصلاً – تحت الأضواء بشكل غير عادى ولا يمكن نسيان ما يحدث من جدل ومشاكل حول أفلام مصرية شاركت فى المسابقة الدولية للمهرجان وأيضاً ما يحدث من مهازل فى العروض التى تقام لها، ولكننا هنا أمام فيلم "الشوق" للمخرج خالد الحجر قد نكون أمام جدل من نوع آخر، لعدة اعتبارات فقد تم إنتاج الفيلم بدعم فرنسى مثل كل أفلام النخرج خالد الحجر، وإن كانت ليست هذه هى المشكلة فى حد ذاتها وإنما المشكلة فى موضوع الفيلم الذى من الواضح أنه سوف يثير الجدل.

فالفيلم كما جاء الملخص الخاص به يتناول الكبت والقهر الجنسى الذى تعانى منه الفتيات والمرأة فى مصر، ورغم أننا لم نشاهد الفيلم حتى يمكننا الحكم على مستواه الفنى إلا أننا فقط نتنبأ بما يمكن أن يثيره فيلم قد تكون تلك فكرته بينما تمويله فرنسى، وربما تكون تجربة فيلم "دنيا"  والذى تم تمويله بدعم فرنسى أيضاً – للمخرجة جوسلين صعب وعرض قبل سنوات فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أيضاً ليست بعيدة عن الأذهان فالفيلم تعرض لواقع الفتاة المصرية بشكل شديد الخصوصية وهو ما دفع الكثيرين للهجوم عليه بدعوى تشويه سمعة مصر خاصة فى ظل تمويله الأجنبى .. هذا الشكل من التمويل الذى من الممكن أن يؤثر على المضمون الفنى فى بعض الأحيان، وكما ذكرت فإننا لم نشاهد الفيلم و لا  نستطيع الحكم عليه ولكننا فقط نتنبأ بما يمكن أن يحدث مع العد التنازلى لبداية المهرجان.  فى الوقت نفسه استفزنى تصريح للمخرج خالد الحجر يقول فيه إنه لن يقوم بعرض الفيلم بدور العرض بل سيقوم بتسويقه فى عدة مهرجانات قبل أن يفكر فى طرحه تجارياً لأنه يحمل "خصوصية شديدة" تصنفه ضمن قائمة "الأفلام الجادة" ... وهذا رأى غريب بطبيعة الحال ويذكرنى بالمخرج أحمد ماهر صاحب فيلم "المسافر" الذى يريد عرضه فى المهرجانات فقط، فهل فن السينما للصفوة؟

وماذا يعنى أن يقوم مخرج بعمل فيلم وفى ذهنه فقط أعضاء لجان التحكيم والنقاد والمتخصصين فى صناعة السينما؟ وهل الأفلام الجادة أو تلك "شديدة الخصوصية" لا يفهمها المتفرج العادى؟

أسئلة كثيرة يثيرها مثل هذا الرأى للحجر وماهر قد لا يتسع المجال هنا لطرحها أو محاولة الرد عليها .. يذكر أن المخرج خالد الحجر  قد شارك فى مهرجان القاهرة السينمائى عام 2003 بفيلم حب البنات، وعام 2006 بفيلم ما فيش غير كده.

يشارك فى المسابقة العربية فيلم "ميكرفون"  قصة وسيناريو وحوار وإخراج أحمد عبد الله وبطولة خالد أبو النجا ويسرا اللوزى وهانى عادل وعاطف يوسف وأحمد مجدى ومعهم ضيفا الشرف منه شلبى والمخرج يسرى نصر الله، الفيلم إنتاج مستقل، كما يشارك فى المسابقة العربية أيضاً فيلم "الطريق الدائرى" تأليف وإخراج تامر عزت فى أولى تجاربه الإخراجية مع الأفلام الروائية الطويلة، الفيلم بطولة نضال الشافعى وعبد العزيز مجنون وسامية أسعد وفيدرا وتامر  نبيل.

 

بقلم / عصمت حمدى

المصدر/ مجلة الاذاعة والتليفزيون العدد 3946

30 أكتوبر 2010

 

ساحة النقاش

egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,204,702