**عن بداية رحلته مع التليفزيون، قالت لنا رباب حسين:

تخرج الراحل أحمد توفيق في معهد الفنون المسرحية سنة 58- 59، كان الأول على دفعته مع الفنانة الكبيرة "عايدة عبد العزيز" وهى الدفعة التي ضمت فطاحل الفن مثل يوسف شعبان ورشوان توفيق وأبو بكر عزت وعزت العلايلى.

بعد افتتاح مبنى التليفزيون تم تعيينه رئيساً لإدارة الاستوديوهات، الغريب أن والده كان رافضاً دخوله المعهد، لذا التحق بكليتى الآداب والحقوق فى نفس الوقت وأتذكر أنه بعد تعيينه فى التليفزيون أتى بأصدقاء دفعته مثل "رشوان توفيق" و "عزت العلايلى" للعمل معه فى سهرات التليفزيون، كما أتذكر كانت البداية فى سهرة "من الجانى" وبعدها عدة سهرات منها "رسالة السماء" والتى قدمت باللغة العربية الفصحى وكانت من تأليف "ظافر الصابونى" ثم سهرة "عجوز خيبر" ثم سهرة "سعدية الغجرية" ثم عمل لفترة مع المؤلف الكوميدى "يوسف عوف" فى مسلسل "زوجات وأزواج" ثم اتجه لعمل سلسلة من المسلسلات الدينية بدأها بمسلسل "محمد رسول الله" وبالتحديد الجزء الرابع.

أخرج مسلسل "محمد رسول الله" قبل توفيق وعلى مدى ثلاثة أجزاء سابقة المخرج أحمد طنطاوى، أما الجزء الرابع فكان من نصيب توفيق، كيف حدث ذلك؟ .. هو السؤال الذى أجابت عنه المخرجة رباب حسين بقولها: همت مصطفى هى التى كلفته بإخراج الجزء الرابع، وحين سألها عن "أحمد طنطاوى" فقالت له "هناك خلاف بينه وبين المؤلف لذا اعتذر عن الإخراج هذا العام، واتصل توفيق بــ"طنطاوى" وفهم منه الحكاية وأتذكر أن "طنطاوى" رد عليه قائلاً: "أنت لو ما عملتش المسلسل ده أنا مش هاعمله".

ومن هنا جاءت فترة المسلسلات الدينية فى حياته. ومن هذا المسلسل انطلق لتقديم العشرات من الأعمال الدينية منها ما لم يتم عرضه فى مصر مثل مسلسل كان باللغة العربية الفصحى قام ببطولته حسين فهمى وتدور أحداثه خلال العصر الفاطمى، لكن لا أتذكر اسمه، كذلك مسلسل "الطريق إلى القدس" وهذه المسلسلات لم يتم عرضها بسبب خلافات حدثت بين التليفزيون والمنتج، السبب الذى حرم المشاهد المصرى منها.

وعن قصة زواجهما أضافت: تعرفت عليه فى التليفزيون وأتذكر وقتها أنهم كانوا فى حاجة إلى دفعة مساعدى إخراج للتعيين فتم اختياري وتدربت على يديه وبعد 7 أشهر من دخولى المبنى اتفقنا على الزواج ومن ذلك الوقت ظللت أعمل كمخرج منفذ لكل أعماله حتى رحيله وكانت البداية من خلال مسلسل "زوجات وأزواج" ليوسف عوف، بعدها أخرجت أول مسلسل لى و (ألف ليلة وليلة) كبديلة ليحيى العلمى، وطوال حياة توفيق كنا نقتسم العمل بيننا فهو كان يقوم بإخراج المسلسل الخارجى وأنا أقوم بتنفيذ مشاهد المسلسل الداخلية، الأمر الذى أعطانى الخبرة فقد استفدت منه كثيراً لأنه كان بمثابة الأستاذ والمعلم ويكفى قيادته للعمل واهتمامه بكل صغيرة وكبيرة وكل عمل جمعنى معه كانت له ذكرى بداخلى منها "هارون الرشيد" ومسلسل " عمر بن عبد العزيز" وأتذكر أثناء تصوير هذا العمل كنا نعيش حالة روحانية شديدة الخصوصية كذلك "لن أعيش فى جلباب أبى" فهو مثال للعمل الاجتماعي .. وأقصد من ذلك أنه لا يوجد عمل لا أحبه له حتى آخر أعمال التليفزيونية "قمر سبتمبر" لميرفت أمين.

هل توافقين على مقولة إنه لم يأخذ حظه كممثل؟ أجابت رباب حسين: لم يأخذ حظه بمزاجه لأنه كان مهموماً بالإخراج أكثر من التمثيل، وكم من أدوار رفضها بسبب ضيق وقته أو لأنها أعمل مسفه من وجهة نظره، كما ان هناك فنانين كباراً كانوا يعملون له ألف حساب كممثل لدرجة ان الممثل العملاق " عبد الله غيث" كان يقول لى " أكثر ممثل بخاف أقف قدامه هو أحمد توفيق" ولنا ان نتخيل ان عبد الله غيث يقول مثل هذا الكلام.

 

 

وأتذكر موقفاً طريفاً الآن وهو اننى كنت مكسوف ارشحه لدور صغير فى مسلسل "سميرة أحمد" يا ورد مين يشتريك فاتصلت به مدام "سميرة" فسالنى " ان ما قولتليش ليه" ولك أن تتخيل مدى سعادته وهو يعمل معى لأنه كان يدرك جيداً أننى قضيت عمرى كله خلفه وحينما كان يرانى الحق بركب العمل لوحدى كان يشعر بالسعادة.

فهو زوج رائع وأيضاً إنسان عظيم و لا أنسى حينما كنت مضغوطة أثناء إخراجي لمسلسل "ألف ليلة وليلة" فكان يجلس مكانى فى غرفة المونتاج وكان يتركنى أسجل وأذيع على الهواء مباشرة فكانت العلاقة بيننا جميلة، وأستطيع أن أقول أنه لم يكن ممثل إلا إذا الدور استفزه ولم يقبل دوراً إلا وحصل من خلاله على جائزة بداية من فيلم "القاهرة 30" مروراً بفيلم شىء من الخوف ثم فيلم "حافية على جسر الذهب" و "الغرقانة" ثم فيلم "درب الرهبة" و "على من نطلق الرصاص" و "ثرثرة فوق النيل" و "القبطان" و هو آخر فيلم مثل فيه، بخلاف العديد من المسلسلات مثل "عم حمزة" و "الشاهد الوحيد" وغن كان بدأ بمسلسل أسمه "البرادعى" مع رشوان توفيق وعبد الرحمن أبو زهرة وأحب أدواره إليه فى المسلسلات دوره في مسلسل "لما التعلب فات لأسامه أنور عكاشة ودوره فى مسلسل "ياورد مين يشتريك" على الرغم من صغر مساحته فأنه كان مهماً جداً لذا قبله دون تردد.

وعن أقرب أصدقائه من الوسط الفنى .. تقول : رشوان توفيق دفعته من أقرب الناس إليه هو وأبو بكر عزت وعبد الرحمن أبو زهرة ونور الشريف ومحمود عبد العزيز كانت علاقته جيده بكل الناس وأتضح حب الناس فى فرح ابنتيه فكلا الفرحين جمع كل نجوم مصر وكان بهما فنانون لا يذهبون إلى الأفراح مثل "هدى سلطان" – الله يرحمها.

بقلم/ أشرف شرف

المصدر/ مجلة الإذاعة والتليفزيون العدد/ 3934

7 أغسطس 2010

 

ساحة النقاش

egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,820,561