بعد الإيرادات غير المسبوقة التي حققتها أفلام " البعد الثالث" في الفترة الأخيرة في كل دول العالم و بعد الإعلان عن البدء في أنتاج أول فيلم مصري يستخدم هذه التقنية السينمائية الحديثة وهو فيلم " إلف ليلة وليلة " الذي يخرجه تامر مرتضى ويشارك في بطولته غادة عادل وعمرو واكد وغادة عبد الرازق وعدد كبير من النجوم .... شك البعض في إمكانيات مالية ضخمة ومعدات سينمائية متطورة وان معظم دور السينما عندنا ليست مهيئة لعرض أفلام البعد الثالث وهذا ما نناقشه من خلال هذا التحقيق.
في البداية يقول الناقد طارق الشناوي ان دخول تقنية البعد الثالث للسينما المصرية ستحدث نوعا من الإبهار للمتلقي أو ( الجمهور ) مما يجذب الأنظار تجاهها وخاصة أن موضوع وقصة العمل تمس المشاهد ، وسيحدث طفرة نوعية في تاريخ السينما المصرية مثلما حدث عند ظهور تقنية الديجتال لتصوير الأفلام ، وستلفت أنظار المشاهدين وخصوصا الشباب كما حدث عند عرض الفيلم الامريكى " افاتار " والذي أحدث ضجة في جميع أنحاء العالم واستدرك الشناوي قائلا أن المشكلة التي ستواجه هذا النوع من التقنيات هي التكاليف الإنتاجية حيث ستكون مرتفعة بالنسبة لصناعة السينما بكاميرا 16 مللي وأيضا للعرض مشيرا إلى أن دور السينما التي تعرض هذه الأفلام بتلك التقنية محدودة للغاية لان تكاليف تجهيز صالات العرض مكلفة وأيضا ثمن النظارة سيكون مرتفعا و سيؤدى بالتالي إلى ارتفاع ثمن التذكرة مما قد يؤدى إلى إحجام الجماهير عن مشاهدتها .
ويؤكد المنتج محمد حسن رمزي أن نجاح هذه التقنية يعود إلى أبهار المتفرج ولان هذه العنصر سيجبر الجمهور على مشاهدة هذه النوعية من الأفلام كما حدث مع فيلم " افاتار " وهذه التقنية سوف تكون مقصورة على نوعية أفلام معينة مثل أفلام الخيال العلمي والاكشن
والمغامرات تستهوى فئات كثيرة من المشاهدين و لذلك فمن الممكن نجاح تجربة تقنية البعد الثالث في مصر. ويرى الناقد مصطفى درويش أن تقنية البعد الثالث في السينما المصرية سيكون حالها حال السينما التسجيلية والأفلام الوثائقية والسبب هو أن دور العرض المجهزة في مصر قليلة ومحددوه لان تكلفة إنشائها بالطبع مرتفعة ،فما بالك بأفلام البعد الثالث وإذا كان فيلم " افاتار " فلان غالبية الأفلام الأمريكية تستقطب المشاهدين أيا كانت نوعيتها وحاله حال اى فيلم اجتبى يعرض في مصر.
و في النهاية يراهن تامر مرتضى مخرج فيلم " ألف ليلة وليلة " أول فيلم مصري ثلاثي الإبعاد على الجمهور باعتبار انه وحده الذي سيحكم على مدى فشل أو نجاح الفيلم ،مشيرا إلى أن تجربة أخراج مثل هذه النوعية من الأفلام ليست مستحيلة.
بقلم / ريهام بسيونى
المصدر / مجلة أكتوبر العدد 1760
18 يوليو 2010
ساحة النقاش