بعد ان اصبحت السينما مضروبة... هجرة النجوم الى الدراما التليفزيونية!!

ومن ثم أصبح التليفزيون ملجأ حصيناً فى السنوات الأخيرة ربما لعدد من نجوم السينما الكبار مثل يسرا وإلهام شاهين وليلى علوى اللاتى وجدن فى التواجد التليفزيونى مانعاً من غيابهن على شاشة السينما بسبب طغيان سينما الشباب عليها .. غير أننا أصبحنا نجد هؤلاء الشباب هم أبطال المسلسلات وبشكل متزايد يأخذ فى التصاعد عاماً بعد الآخر .. لاسيما وأن نزول تاريخ بدء شهر رمضان الكريم أصبح عاماً بعد عام يغوص فى الموسم السينمائى الصيفى مما يجعله أقل .. أقل .. وأصبحت بعض الأفلام لا تستمر فى دور العرض ربما أكثر من أسبوع أو اثنين ... لذلك وجدنا نجوم السينما من جيل الشباب يتوجهون طواعية إلى الدراما التليفزيونية فيما يشبه الهجرة الجماعية إلى الشاشة الصغيرة.

حول الأسباب الدافعة إلى ذلك وقراءة فى هذا الملف تحدثت نخبة من أهل المجال فماذا قالوا وكيف فسروا لنا الظاهرة؟

ولكن ثمة قراءة سريعة لدراما رمضان هذا العام تشير إلى أبرز النماذج التى نتحدث عنها فى هذا السياق.. فنجد النجمة غادة عبد الرازق بطلة لمسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" بعد النجاح الذى حققه مسلسل "الباطنية" العام الماضى .. ونجد علا غانم بطلة لأكثر من عمل هذا العام مثل "العار" و "الحارة" ونجد هند صبرى فى مسلسل "عايزة أتجوز" بعد نجاحها فى العام قبل الماضى فى مسلسل "بعد الفراق" مع خالد صالح ونجد خالد صالح نفسه بطلاً هذا العام لمسلسل "موعد مع الوحوش" .. كما نجد مصطفى شعبان بطلاً لمسلسل "العار" وداليا البحيرى مع عمرو واكد بطلى مسلسل "ريش نعام" ونجد مى عز الدين بطلة لمسلس "قضية صفية" وشريف منير بطلاً لمسلسل "بره الدنيا" ... كما نجد أحمد عيد بطلاً لمسلسل كوميدى هو "أزمة سكر" ونجد لأول مرة النجم الكوميدى "أحمد مكى" بطلاً لمسلسل "الكبير آوى" والنجم عمرو سعد بطلاً لمسلسل "مملكة الجبل" فى ظهور أول على شاشة التليفزيون وكذلك مصطفى قمر بطل مسلسل "منتهى العشق".

وعن هذا الأمر نبدأ بالحديث مع المخرج الكبير مجدى أحمد على مخرج مسلسل "مملكة الجبل" فيقول:

-    مما لا شك فيه أن اقتصاديات أى صناعة تؤثر على مجريات اتخاذ القرار بشأنها ولا فكاك من الاعتراف بأن اقتصاديات صناعة السينما مهزوزة منذ سنوات وهناك تقلص فى الايرادات ولا مجال للهروب من مواجهة هذا .. فماذا يفعل الفنانون وصناع السينما إزاء هذا الوضع .. فهناك أزمة فى الإنتاج السينمائى أدت بدورها إلى اتجاه النجوم إلى الفيديو ... بالاضافة الى اتساع دائرة القنوات الفضائية المتخصصة فى الدراما والتى أصبح البعض منها يقوم بالانتاج بنفسه فجذبت إليها النجوم وأصبحت القنوات تضع لنفسها إعلانات عن مسلسلاتها فى الشوارع مثل أفيشات الأفلام فأصبحت المسلسلات تجد رواجاً لا يقل شهرة وانتشاراً عن الأفلام وبالتالى أصبحت مغرية وجاذبة لنجوم السينما وهذا أمر طبيعى.

-    ويقول المخرج الكبير مجدى أبو عميرة صاحب مسلسل "بره الدنيا" لشريف منير وقبله مسلسل "قلب ميت" لنفس البطل:

-    كما ترى بالفعل أن الموسم السينمائى الطبيعى يتقلص عاماً بعد عام بسبب تداخل موعد شهر رمضان وأتوقع عاماً بعد عام انقراض مسمى الموسم الصيفى تماماً وسيصبح التليفزيون آنذاك هو سيد الموقف خاصة وأننى وعن قرب أرى أن الشباب أصبحوا بالفعل يفضلون التواجد مع جمهورهم فى هذا الشهر الكريم الذى يحظى بنسب مشاهدة عالية والجمهور الذى يحب نجمه ويتابعه يبحث عنه وسط هوجه المسلسلات ويسعد بمتابعة عمله وهذا خلق لدى شباب الفنانين الرغبة فى التواصل مع جمهورهم من خلال أعمال مميزة تحافظ على صورتهم ونجاحهم الذى حققوه من خلال الشاشة الفضية.

ويقول المخرج الكبير أحمد صقر مخرج مسلسل "فرح العمدة" للنجمة غادة عادل:

كثير من النجوم السينمائيين الآن يرون فى التليفزيون والدراما التليفزيونية ورقة رابحة لتواجدهم فنياً من خلال قالب أصبح يستهوى الجميع وموسم ينتظره المشاهد من العام إلى العام ليتابع فيه أفضل ما يمكن.. حتى أصبحنا نجد أن ليس الفنانون فقط هم الذين يتجهون هذا الاتجاه وإنما ايضاً المخرجون والكتاب الذين تخصصوا فى الانتاج السينمائى هم الآخرون اتجهوا بدورهم للكتابة التليفزيونية وإن كنت شخصياً أفضل مبدأ التخصص وما كنت لأتوقع هذا الاتجاه الذى فرض نفسه نتيجة تغير الظرف والمشهد السينمائى الحالى.

وتقول المؤلفة د. سميرة محسن:

-    أنا شخصياً اصبحت اتجه للانتاج الدرامى التليفزيونى بقرار الا انتج سينمائياً هذا العام او القادم نظراً لما أتابعه من تقلص الموسم السينمائى وتراجع إيرادات الافلام عاما بعد الاخر .. وطبيعى ان نجد النجوم "السوبر ستار" يتجهون الى العمل بالمسلسلات لإدراكهم قصر الموسم الصيفى الذى لا يسمح لأعمالهم بالتواجد كثيراً فى دور العرض فما فائدة وجود انتاج سينمائى وأعمال ينصب فيها الفنان ولا يلحق الجمهور ان يتابعها ولا يجد الفنان بالتالى ثمرة ومردود من عمله بينما اصبح يجده متاحاً فى التليفزيون.

ويقول المنتج الكبير صفوت غطاس:

صحيح ان الاعلانات الان تدر دخلاً كبيراً على المسلسلات وصناعها ولكنى ايضاً اخشى من كثرة الانتاج والعدد المهول من المسلسلات المعروضة وان هذا الزحام يتيح للمشاهد متابعة هذه الاعمال وبالتالى قد يخشى النجوم من هذا الزحام وان كانت وان كانت القنوات المتخصصة فى عرض المسلسلات قد نجحت فى عمل خرائط وتنويهات مسبقة حتى تجذب الجمهور فهى تسعى لجذب الجمهور وبالتالى يفكر الفنان فى هذا الانجذاب الذى يغريه بشكل أو بآخر ومع العروض المقدمة والملايين المطروحة كأجر له يوافق بالطبع وينسى قصة الزحام هذه وعموماً نجاح بعض القنوات فى جذب جمهورها وتحقيق اعلانات قوية رفع رأس الدراما ونجح فعلاً فى جذب النجوم.

وتقول راوية بياض رئيس قطاع الانتاج باتحاد الاذاعة والتليفزيون:

-    ان التراجع فى ايرادات الافلام فى الموسم الصيفى فى الفترة الاخيرة اصبح ملحوظاً حتى ان عدد الافلام التى يتم تنفيذها اقل بكثير من المفروض الذى ينفذ ... وبالطبع دخول رمضان على الموسم الصيفى جعله موسماً قصيراً جداً فكان من الطبيعى ان نجد اتجاه نجوم السينما الى التليفزيون الذى يصنع بدوره دائرة انتشار رهيبة جداً واصبح للفيديو والاعمال الدرامية بريق جذاب للجمهور والفنان مثل السينما تماماً بما لهذه المسلسلات من تواجد جماعى فى كل بيت.

وآخيراً تعلق الناقدة السينمائية ايريس نظمى على الامر فتقول:

من المؤكد والطبيعى فى ظل احوال السينما ان يصبح التليفزيون منافساً قوياً للسينما واصبحنا بالفعل نجد كبار النجوم من زمان والنجوم الشباب الان يتجهون لاستثمار نجاحهم وجماهيرهم من خلال التواجد فى المسلسلات واصبح التليفزيون اهم بالنسبة للبعض نظرا لوجود نسب مشاهدة عالية خاصة خلال شهر رمضان الذى اصبحت الناس مع الظروف الاقتصادية والزحام تفضل عدم الخروج فيه ويصبح التليفزيون هنا هو الملاذ الوحيد للترفيه.

بقلم/ هبه عادل

المصدر/ مجلة الكواكب

العدد 35081 – بتاريخ 17 اغسطس 2010