مما لا شك فيه أن هناك صلة بين الأسطورة ومسرح الباليه "فالأسطورة هى محاولة لفهم الكون بظواهره المتعددة, وهى نتاج وليد الخيال " كما أنها تنشأ استجابة لظاهرة يراها الإنسان ويخضع لتأثيرها دائماَ وأبداَ".
"وقد تستخدم كلمة أسطورة كناية عن شخصية خيالية أو حقيقية تتخذ شكل البطل الأسطورى "كما تستخدم كلمة أسطورة أيضاَ للتعبير عن فكرة ما, أو لتصوير حال البشرية فى ماضِ أو مستقبل خيالى تصويراَ مثاليا َ" يصعب تحقيقه فى واقع الحياة, كما تطلق أيضاَ على الصورة المبسطة وعادة ماتكون وهمية, التى تتكون لدى الجماعات الانسانية عن فرد أو حدث ما, وتلعب دوراَ حاسماَ فى سلوكهم أو تقديرهم للأمور".
والأساطير عموما ضرب من النشاط الإبداعى له تعلق بالتصورات الدينية والخيالية, وهى تجسيد لنماذج مثالية لكل ألوان النشاط الإنسانى ولمواقف الإنسان التى تترواح بين ماهو مأسوى وملهوى.
وإذا كانت الأسطورة هى محاولة لفهم الكون بظواهره المتعددة, كما سبق الكلام, فإن مسرح الباليه الذى يعتمد أساساَ على الإنسان هو أيضاَ محاولة لفهم كينونته بدراسته من الناحيتين العلمية والعاطفية "أو النفسية". أما من الناحية العلمية ففن الباليه فن حركى, والحركة لازمة من لوازم الإنسان, وقد استطاع الإنسان بإدراكه لإمكانيات جسمة الحركية أن يطور أشكال هذه الحركة, وان يكسبها دلالات متنوعة. ثم كانت الدراسة العلمية لإمكانات الجسم البشرى وسيلة لضبط هذه الأشكال من الحركة, وعاملا مساعدا على الكشف عن المزيد منها.
وأما من الناحية العاطفية "النفسية" فقد لوحظ أن الرقص – وهو شكل من أشكال الحركة – يرتبط لدى الإنسان بحالات انفعالية "او نفسية" بعينها, تتراوح بين الحزن والفرح,والألم والسرور, والحب والكراهية .
ومن ثم كان طبيعياَ أن تكون الاحاسيس جزءاَ لا يتجزأ من ذلك الشكل من أشكال الرقص / الحركة, المعروف باسم الباليه.
وفن الباليه فن مركب, تتضافر فيه كل العناصر الأساسية التى يقوم عليها فن المسرح, فهو فن حركى يتطلب مصاحبة الموسيقى للحركة الراقصة إذ لايمكن أن تنفصل الموسيقى عن رقص الباليه.
فإذا كانت الحركة بالنسبة لراقص الباليه هى اللغة التى ينطق بها الراقص, فإن الموسيقى هى قلب هذا الراقص الذى ينبض بهارمونية الإحساس بالحركة.
** لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع يمكنك تحميل هذا الملف كاملا pdf من خلال قسم التحميلات بالموقع.
ساحة النقاش