الرائد الأول للتأليف الموسيقي في مصر والعالم العربي، فهو الذي كتب أول موسيقي مصرية عزفها أوركسترا سيمفوني، عندما ألف قصيده السيمفوني الأول "مصر" عام 1932، وبذلك فتح آفاقاَ جديدة لفن الموسيقي في مصر لجيله وللأجيال التالية، ولد بالقاهرة عام 1899 لأسرة محبة للفن والثقافة، فقد كان والده محباَ للأدب والموسيقي، وكانت والدته تجيد عزف البيانو، ولهذا فقد لقيت مواهبه الموسيقية الرعاية في سن مبكرة، فقد درس الموسيقي جنباَ إلى جنب مع علومه المدرسية، وعندما كان في السادسة عشرة من عمره درس الموسيقي العربية علي كل من "سامي الشوا ومنصور عوض" ثم درس عزف آلة الفيولينة وعلوم التأليف الموسيقي الأوروبي، وبعد أن انتهي من دراسته الثانوية ألتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها عام 1926، لم يعمل بالمحاماة وتفرغ للتأليف الموسيقي، وفي عام 1930 قبل عضواَ في جمعية المؤلفين والملحنين الدولية في باريس بعد أن أجتاز اختباراتها بنجاح.
وفي عام 1942 اشترك في تأسيس الجمعية المصرية لهواة الموسيقي، وكان يقول:"حياتي هي الموسيقي والوصول في تأليفها إلى القمة في مجال الصنعة الموسيقية والطابع القومي هو هدفي الأول في الحياة، فأنا أريد ان أصل إلى الإمكانيات المثلي التي أتمكن بها من التعبير بسهولة عن شتي الأحداث وجميع المشاعر الإنسانية".
واستمر يوسف جريس في كتابة مؤلفاته الموسيقية التي استمد أسماء أغلبها من البيئة المحلية، وفي عام 1961 سافر يوسف جريس إلى أوروبا في رحلة للعلاج وأثناء عودته توفي فجأة بمدينة البندقية بإيطاليا في السابع من إبريل 1961، وقد جاءت مؤلفاته مثل "مراكبي في النيل – مقدمة مصرية بعنوان"الصدق" – في القارب – زهرة البردي – الوادي المصري" ومن مؤلفاته لآلة الفيولينة المنفردة نذكر "البدوي – ابن الوادي – بنت البدوية – ريف مصري".
ومن مؤلفاته الأوركسترالية نذكر " حاملة الجرة للفيولينة والأوركسترا" والقصائد السيمفونية "مصر – نحو دير في الصحراء – أهرام الفراعنة – النيل والوردة".
وصور موسيقية للأوركسترا هي " مقدمة – الفلاحة – البدوي" والسيمفونية الأولي (مصر) - السيمفونية الثانية – السيمفونية الثالثة، وهكذا نري ان يوسف جريس قد استوحي مؤلفاته من البيئة المصرية.
بقلم / د.زين نصار
المصدر / جريدة القاهرة العدد 257
15 مارس 2005
ساحة النقاش