كتب مؤلف الموسيقى المصرى المعاصر محمد رفعت جرانة (1924) سيمفونيته الأولى فى سلم دو الصغير، والمعروفة باسم (سيمفونية 23 يوليو) فى فبراير 1960. وقدمت حركتها الأولى فى أولى حفلات مهرجان 23 يوليو الموسيقى الأول، فى يوليو 1963.
وينتمى رفعت جرانة إلى الجيل الثانى من مؤلفى الموسيقى المصريين، وقد درس أعضاء هذا الجيل الموسيقى العربية ثم درسوا علوم التأليف الموسيقى الأوروبى من لغة هارمونية وأساليب كونترابونطية وكتابة أوركسترالية وصيغ موسيقية. ثم بعد ذلك عملوا على كتابة مؤلفات موسيقية تستخدم أشكال التأليف الموسيقى الأوروبى، ولكنهم حرصوا على أن يكون المحتوى الموسيقى فى تلك المؤلفات مصرياً بصورة واضحة.
وقد جاءت سيمفونية (23 يوليو) لـ"جرانة" سيمفونية تصويرية برغم تمسك مؤلفها بالأسلوب الكلاسيكى فى كتابتها. فقد جاءت حركتها الأولى فى صيغة السوناتة، والحركة الثانية غنائية الطابع، والحركة الثالثة سكرتسو، والحركة الرابعة والأخيرة مكتوبة فى صيغة الروندو.
ويعبر المؤلف فى هذه السيمفونية عما أحس به تجاه الأحداث الكبرى التى مرت بها بلاده بقيام ثورة 23 يوليو 1952 فى مصر، وهو يقول:
الحركة الأولى : سريعة ومكتوبة فى صيغة السوناتة ويقدم لحنها الأول الأوركسترا كاملاً، وبعد فقرة انتقالية يسمع اللحن الثانى وتقدمه آلة الكورانجلية ثم تعيده آلة الكورنو. ويعاد اللحن الأول مرة أخرى، وتتوالى أجزاء الحركة، طبقاً للبناء الموسيقى لصيغة السوناتة الذى يعتمد على ثلاثة أقسام هى: العرض والتفاعل وإعادة العرض، وتختتم الحركة فى السلم الأساسى للسيمفونية وهو دو الصغير.
الحركة الثانية: ذات طابع غنائى، وتعبرعن خروج قوات الاستعمار الانجليزى من مصر بعد توقيع اتفاقية الجلاء فى (18/6/1954) وخروج اخر جندى بريطانى من ارض مصر فى (18/6/1956).
الحركة الثالثة: جاءت فى اسلوب الاسكرتسو الذى يغلب عليه المرح والسعادة، فهى تعبر عن فرحة الشعب بحصوله على حريته.
الحركة الرابعة والأخيرة: تعبر عن القضاء النهائى على الاستعمار وانتصار الشعب، وهذه الحركة مكتوبة فى صيغة الروندو، التى تعتمد على لحن أساسى يتكرر عدة مرات وبين كل تكرار وآخر يظهر لحن جديد، وتختتم الصيغة باللحن الأساسى.
المصدر/جريدة القاهرة
العدد 223 – بتاريخ الثلاثاء 20 يوليو 2004
بقلم / د. زين نصار
ساحة النقاش