أوبرا من فصلين كتبها مؤلف الموسيقى النمساوى ولفجانج أماديوس موتسارت عام 1786 على أساس القصص الخرافية الخيالية، وقدمت لأول مرة بمدينة فيينا فى الثلاثين من سبتمبر عام 1791.
وتدور أحداث هذه الأوبرا الخيالية المتشعبة والتى يحيط بها جو من الخيال الساحر يمتزج بروح الدعابة، وتكتنفه المكائد، كما يبرز فيها النبل والشهامة وروح الفروسية. وبذلك تصبح أوبرا (الناى السحرى) خليطاً عجيباً من الأوبرا الهزلية ومن الأوبرا الجادة فى وقت واحد.
وتتلخص قصتها فى أن الأمير تامينو كانت تطارده أفعى ضخمة فى الغابة، وسقط مغشياً عليه من فرط التعب، فأنقذته ثلاث وصيفات لملكة الليل قتلن الأفعى وتركنه ليخبرن ملكتهم ... ويدخل صائد الطيور بابا جينو، وفى تلك اللحظة يفيق تامينو ويرى الأفعى مقتولة، فيظن أن الصياد هو الذى أنقذ حياته وقتلها فيشكره على ذلك. ويستمر الصياد فى الزهو والمبالغة وأدعاء القوة والشجاعة، حتى تعود الوصيفات ويستمعن إلى أكاذيبه، فينهرنه ويعاقبنه بإغلاق فمه بقفل ... وحين يجدن أن الأمير (تامينو) قد أفاق من إغمائه، يقدمن له صورة (بامينا) ابنة الملكة فيقع فى حبها، وعندئذ تظهر الملكة وتطلب منه أن يخلص ابنتها من الأسر، لأن أحد الكهنة قد اختطفها، فيوافق على ذلك ويصطحب معه (بابا جينو) بعد أن تفرج عنه الملكة، وتعطيه مجموعة من النواقيس المسحورة، وتعطى تامينو (الناى السحرى). وبعد اجتيازهما عدة مخاطر واختبارات ينجح (تامينو) فى تحرير (بامينا) ابنة الملكة ويتزوجها.
والجدير بالذكر أنه برغم استخدام موتسارت للنماذج الإيطالية والأوبرا الهزلية والأوبرا الجادة، إلا أنه كان يحرص دائماً على إدراك الكمال الفنى فى كل أعماله بما فيها الأوبرا، التى أضاف إليها ابتكارات وتجديدات أكثر من الاوبرات الأخرى التى قدمها معاصروه، بالإضافة إلى أنه بابتكاره طريقة الختام فى فصول الأوبرا، وفى اتصال أجزاء المناظر الختامية فى الغناء اتصالاً مستمراً ومتدفقاً مهد الطريق إلى ظهور (الدراما الموسيقية) التى نادى بها فاجنر فى القرن التاسع عشر. كما أنه أول مؤلف موسيقى كتب الاوبرا باللغة الألمانية، بعد أن كانت الأوبرات كلها تكتب فى عصره إما باللغة الإيطالية وإما باللغة الفرنسية.
المصدر/جريدة القاهرة
العدد 222 – بتاريخ الثلاثاء 13 يوليو 2004
بقلم / د. زين نصار
ساحة النقاش