كتب مؤلف الموسيقى النمساوى فرانز جوزيف هايدن (1732-1809) 104 سيمفونيات وقد أتاح له فرصة كتابة هذا العدد الكبير من المؤلفات لمدة تسعة وعشرين عاما فى خدمة الامير "بول استرهازى" ومن الأعمال الطريفة التى كتبها أثناء تلك الفترة السيمفونية رقم (45) والمعروفة بسيمفونية الوداع أو سيمفونية الشموع ولهذه السيمفونية قصة طريفة حيث كان أعضاء الأوركسترا فى قصرالامير "استرهازى" يرغبون فى الحصول على أجازة لزيارة عائلاتهم.
ويخافون أن يطلبوا ذلك من الأمير فيغضب عليهم ، فطلبوا من هايدن المؤلف وقائد الأوركسترا بالقصر وكانوا يطلقون عليه لقب "بابا هايدن" طلبوا منه أن يتوسط لدى الأمير ليمنحهم الأجازة التى يريدونها وبدلا من أن يطلب هايدن الأجازة من الأمير بالطريقة المعتادة كتب سيمفونية تجعل الأمير فى نهايتها يعرف المطلوب فكتب السيمفونية رقم (45) وفى أثناء عزف حركتها الأخيرة يتوالى توقف العازفين عن الأداء واطفاء الشموع التى أمامهم ويغادرون المسرح الواحد تلو الأخر حتى تختتم السيمفونية من عازف فيولينة فقط ويفهم الأمير رغبتهم فى الحصول على أجازة فيمنحهم الأجازة المطلوبة .
و قد كتب هايدن السيمفونية عام 1772 وجاءت فى أربع حركات على النحو التالى .....
الحركة الأولى : سريعة جدا ومكتوبة فى صيغة السوناتا التى تعتمد على ثلاثة اقسام هى
( العرض – التفاعل – اعادة العرض ) ويلاحظ هنا أن هايدن لم يستخدم مقدمة بطيئة للتمهيد لقسم العرض انما بدأ بقسم العرض مباشرة .
الحركة الثانية : بطيئة ويؤدى ألحانها الات الفيولينة يساندها الأوركسترا وبعد أن يستعرض المؤلف المادة اللحنية الاساسية ، يقدم بعض الألحان الثانوية وتختتم الحركة بالألحان الأساسية .
الحركة الثالثة : ميونيت متوسطة السرعة وهى تعتمد على موسيقى رقصة الميونيت الفرنسية التى تتميز بالرشاقة والمرح .
الحركة الرابعة : ختام سريع جدا ويستهلها الأوركسترا فى حيوية ويعرض المؤلف لمحة من اللحن السابق تقديمه فى الحركة الثانية وتتوالى أجزاء الحركة ويتوالى تناقص عدد العازفين فينسحب عازف الأوبوا الأول ثم عازف الكورنو الثانى بعد أن يطفئا شموعهما ويتابع الموسيقيون إطفاء الشموع والانسحاب من المسرح حتى تختتم السيمفونية من عازف فيولينة فقط .... فيفهم الأمير الرسالة ويمنحهم الأجازة المطلوبة.
بقلم/ ا.د زين نصار
جريدة القاهرة العدد 219
22 يونية 2004
ساحة النقاش