نحن نعتقد أن الرقص قد نشأ أو بدأ كنوع من الإيقاع للتعبير عن الفرح ولكن سرعان ما أصبح متغيراَ بصورة عملية، فمثلاَ إذا سقط المطر وهربت الحيوانات جاع الإنسان، أذن فهذا الإنسان يهمه وجود الحيوانات حتى يستطيع الصيد والحياة، ولذا فقد وجد الإنسان نفسه تحت رحمة الطبيعة فريسة للحيوانات والأوبئة وماذا كان يستطيع أن يفعل بعضلاته بمفرده؟ لقد حاول ان يؤثر بعقله فقلد بالرأس ما يأمل ان يكون فقبل الذهاب للصيد كان يرقص أو يمثل الصيد متضمناَ كيفية القضاء على الفريسة، وكثير من الرقصات المبكرة بدات كشعائر أو طقوس دينية وكانت خطواتها هامة جداَ ليس للجمال ولكنها تعبر عن شئ معين كما كانت تكرر بنفس الطريقة كتعويذة للعمل.
إن رقصات السحر قد لعبت دوراَ حيوياَ فى مرحلة الصيد، فقبل الخروج للصيد كان الراقصون يلبسون أقنعة مثل الحيوان المطارد، ويقومون بتقليد حركات هذا الحيوان حتى يتم صيدها بواسطة الراقصين أثناء الرقص وبعد الصيد الناجح يأتى نوع آخر من الرقص يقوم فيه الساحر بتقليد خطوات الحيوان الذى تم صيده وبهذه الطريقة يعود الحيوان الى الحياة ويضمن بذلك صيداَ آخر من وجهة نظرهم.
وكانوا لشدة ولعهم بالصيد كانت الخادمات يسلين أسيادهن وسيداتهن أيضاَ بالألعاب الرياضية، ولم يكن يعوزهن حتى لاعبات الأكروبات، وكان أنثناء الجسم فى وضع يشبه القنطرة من الأوضاع المألوفة لديهن، وقد تمكنت إحدى الفتيات بما أوتى جسمها من ليونه – فى منظر ممثل على إحدى مقابر بنى حسن – من الانثناء إلى الخلف على شكل قوس وتمكنت فى الوقت نفسه ودون ان تسند على نفسها بيديها، من حمل زميله لها وفى مناظر أخرى نجد إحدى الفتيات قد حملتها زميلتها وقد اتجه رأسها إلى أسفل، وأثنتين يدور بهما الرجال فى حلقة دوراناَ سريعاَ بحيث لا تمس الأرض إلا أعقاب أقدامها .
بقلم/ ا. شريف بهادر المصدر/ تاريخ الموسيقى و الغناء و الرقص
ساحة النقاش