الليلة في دار الاوبرا تظهر نتيجة الأمتحان.. عندما يصفق الجمهور بحماس لعلية عبد الرازق ونادية حقاق وبقية بناتنا " أول قطفة " من معهد الباليه إنهن يقفن الليلة أمام الجمهور في أول امتحان كبير يعقد لهن..

علي خشبة المسرح وقفن، أربع فتيات جميلات صغيرات يسعدن القلب تلميذات بمعهد الباليه العربي انتظمن في الدراسة بالمعهد منذ أربع سنوات، وصلن خلالها بفنهن إلي مستوي عالمي تحلم به طالبات مدارس الباليه في العالم أجمع..

سألت نادية حبيب، واحدة من البطلات الأربع، عن سنها .. قالت أنها لم تتجاوز بعد الثالثة عشرة من عمرها..

قلت لها وزميلاتك..؟

قالت: في مثل سني ومثلها في الطول والنحافة والرشاقة.. هن طليعة جيل جديد يبني سلمة جديدة من سلالم المجد والتقدم في تاريخنا الحديث، وفن جديد عالمي كلاسيكي وشعبي، علي أكتافهن يقع عبء خلق فن الباليه الشعبي العربي.. وهن علامة كبيرة بارزة من علامات تطور المفاهيم والقيم لدي الأباء من الجيل القديم، الذين اقتنعوا بالتطور، وقدموا بناتهم لهذا الميدان الجديد.

وتقول عنايات عزمي عميدة المعهد أنه لولا هذا التطور في عقليات الأباء لما كان المعهد أصلاً.. وتتكلم عن الصعوبات التي واجهتها هي منذ حوالي عشرين عاماً عندما أرادت أن تدرس ذلك الفن.

سألتها: واليوم..؟

فقالت: لا تسألني، بل انظرى أمامك علي المسرح، واحكمي بنفسك..

وفوق خشبة المسرح كانت علية عبد الرازق الطالبة بالسنة الأولي في المعهد العالي للباليه، تؤدي رقصة البجعة، حيث يتمرن الطلبة والطالبات علي الفصل الثاني من باليه "بحيرة البجع" في حركاتها خفة ورشاقة، وفي انحناءاتها رقة وقوة، وقد سبق أن رأيت فرقة باليه ليننجراد تؤدي الرقصة، ولا أظن أن أداء علية كان يقل كثيراً عما رايت..

ومع علية يرقص عادل عمر، وهو طالب بالسنة الأولي الأعدادية بالمعهد، يحب الصحافة ويتمني أن يلتحق بكلية الآداب قسم الصحافة .. لا تستغرب ، فطلبة و طالبات المعهد يدرسون نفس المواد التي يدرسها جميع الطلبة في المراحل الدراسية العادية، ويدخلون الجامعة مثلهم .. أما دراسة الباليه والموسيقي وعزف البيانو فهي دراسات اضافية إلا أنها أساسية.

فإذا علمنا أن باليه ليننجراد، وافق أن يقدم باليه "بحيرة البجع" بمسرح دار الأوبرا بالقاهرة، واختار بعض بنات المعهد ليرقصن مع راقصيه المحترفين، بل أن نادية حقاق،  الطالبة بالسنة الأولي بالمعهد العالي قد أدت في ذلك الوقت رقصة سولو إلي جانب راقصات محترفات عمرهن الفني أكثر من ضعفي عمرها.. إذا علمنا هذا استطعنا أن نحكم علي مدي تقدم تلك الباقة من براعم الباليرينات .. خاصة وأن فرقة باليه ليننجراد لا تسمح لأي راقصة أن تؤدي رقصاتها علي المسرح إلا بعد تمرين لا يقل عن عشر سنوات وعلي مسرح دار الأوبرا، ابتداء من يوم 14مايو حتي 18 مايو من هذا الشهر يقدم طلبة وطالبات معهد الباليه الفصل الثاني من باليه" بحيرة البجع" ، ثم يضع رقصات وتجمعات أخري.

وكانت إدارة المعهد قد اعتادت أن تقدم الطلبة والطالبات في حفل سنوي يقام بدار الأوبرا ليوم واحد أخر العام الدراسي، يحضره اباء وامهات الطلبة .. إلا أن حفل هذا العام لن يكون قاصراً علي الدعوات العائلية .. التذاكر بدأت تباع فعلاً للجمهور قبل الحفلة بأسبوع فقد حان الوقت لكي نري نتيجة تلك الجهود التي يبذلها فلذات أكبادنا في سبيل قضية الفن.. ويجب أن تبدأ الطالبات والطلبة في التدرب علي مواجهة الجمهور، فقد اقترب وقت التخرج النهائي لعدد قليل منهم، وكثرت الأستعدادات في سبيل تكوين فرقة الباليه التي ستضم أول فوج من المائة طالب وطالبة الذين يدرسون بالمعهد..

فكل واحدة من هؤلاء الخريجات المنتظرات تحلم بيوم التخرج، وببداية الكفاح تريد أن تطوف العالم مع فرقة باليه عربية، هي وزميلاتها وتثبت في كل مكان أن فن الباليه العربي ولد عملاقاً من يومه، وتبتسم علية عبد الرازق ونادية حقاق.. ابتسامة فيها ثقة وطمأنينة بالمستقبل الجميل.

واليكس جيكوف خبير أول فن الباليه لا يؤمن إلا بالعمل، فيقطع عليهن أحلام المستقبل ويدفعهن فوق خشبة المسرح .. إلي العمل الجاد المخلص، وإلي جانبه تقف خبيرة في فن الباليه، وعازفة بيانو وخبير آخر ، ومترجم والبنات مع هذا يتعلمن اللغة الروسية، حتي لا تقف البروفة إلي أن يقوم المترجم بترجمة ارشادات الخبير وجيكوف أيضاً يتعلم اللغة العربية ومن المسرح تسمع همهمات كلمة روسية، وأخري عربية وأشارة، ويفهم الخبير ما تقوله تلميذاته، والتلميذات تفهمن توجيه استاذتهن، وتسكن الأصوات إلا صوت أقدام خفيفة تدق في رقة ونغمة موسيقية تصحب الرقص وتدور القصة، بدون كلام...

 بقلم/ مديحة كامل المصدر / الارشيف الشخصى للدكتورة علية عبد الرازق

 

ساحة النقاش

nazrat
<p><strong>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته </strong></p> <p><strong>عفوا لانبارك مثل هذا العمل بل ولا نحض عليه مطلقا فالمجتمع منجرف الى تيارات واثارات خطيرة للغاية فالرقص دعوة ماكرة الى الانحراف وضياع القيم , نعم نبارك اختراعا نافعا ابتكارايشد من عضد الصناعة ويقيم اقصادا خلاقا ونهلل&nbsp;&nbsp;لتحقيق انجاز رياضي يصلح من بدن الشباب نصفق معا لجائزة علمية تقفز بمصر الحبيبة لكن &nbsp;عفوا لانبارك رقصا يزلزل مجتمعا بني على عماد القيم الأصيلة &nbsp;</strong></p>
egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,285,856