دراسة الباليه في مصر حديثة العهد .. لقد كانت وليدة ثورة 52 واهتمت الدولة بهذا الفن الرفيع فأنشات له المعهد العالي للباليه عام 58 وبعد اسابيع قليلة تطير إلي موسكو خمس فراشات من المعهد ،لدراسة الباليه لمدة سنتين يعدن بعدها إلي القاهرة ليكن نواة لفرقة باليه تابعة للدولة .

تقول السيدة عنايات عزمي مديرة المعهد :

أن هذه اول منحة من الاتحاد السوفيتي وهناك بعثتان اوفدتهما وزارة الثقافه والارشاد لدراسة البيانو المصاحب للباليه وبعثة اخري لدراسة تاريخ الباليه وذلك لخلق جيل من المدرسين والخبراء ،اللائقين لهذا العمل حيث ان كل المدرسين والخبراء اجانب نعود إلي سفر هؤلاء الزهرات إلي موسكو ..

الزهرات هن : ماجدة صالح .. علية عبد الرازق .. ديانا حقاق .. ودود فيظي ..

ولكل من هذه الزهرات حكاية مع الباليه ومن مجموع هذه الحكايات نخرج بنتيجة واحدة هي ان ازدهار هذا الفن في بلد من البلاد دليل علي تقدمها الحضاري والثقافي .

وحكاية" ودود فيظي "مع الباليه تبدأ من سن الثامنة أثناء دراستها في المدارس الاعدادية فقد كانت تقوم بالرقص التوقيعي في حفلات المدرسة وعندما شاهدت الفرق الاجنبية وهي تعرض رقصتها علي مسرح الاوبرا صممت ان تدرس اصول هذا الفن لذلك بدات تتلقي دروسا خصوصية في الباليه مرتين كل اسبوع وعندما افتتح المعهد العالي للباليه حقق امنيتها في دراسة الباليه

دراسة علي اسس سليمة والتحقت بالمعهد وفي نفس الوقت كانت طالبة بالثانوية العامة

ثم التحقت بكلية الاداب وواصلت دراستها في المعهد والكلية وكان ترتيبها في كل منهما الاولي  

وعندما سألتها عن دراستها في المعهد قالت :

أن المعهد يدرس اكاديمية ثلاث شعب :شعبة خاصة بالباليه الكلاسيك والرقص الشعبي الغربي والمصري

شعبة تاريخية يدرس فيها المعهد تاريخ المسرح وتاريخ الباليه

وثالثة خاصة بالتشريح وعلم وظائف الاحياء .

بجانب هذه الشعب الثلاث هناك دراسة خاصة بالتذوق الموسيقي فالتذوق الموسيقي يلعب دورا اساسيا في فهم اللوحة التي نقوم برقصها

ماهو الهدف من دراسة الباليه ؟

هدفه هو النهوض بهذا الفن حتي نصل إلي مستوي الدول الاوربية فنحن في عهد يدفعنا إلي التقدم في كل الميادين حتي ولو كان في الرقص

أما ماجدة صالح فتقول : انها درست الباليه في معهد الموسيقي بالاسكندرية وكان عمرها عشر سنوات وعندما جاءت إلي القاهرة مع والدها ،التحقت بمعهد الباليه..وماجدة طالبة بكلية الاداب وتعشق ادب تشارلز ديكنز ،وشكسبير وكان لوالدتها الفضل الاكبر في تفوقها في معهد الباليه وماجدة تقول ان السفر إلي موسكو يتيح لها دراسة الديكور والملابس وتاريخ الباليه وتصميم الرقصات وغير ذلك من الدراسات التي مازالت وقفا علي الاجانب .

وعندما سألتها عن الفرق الاستعراضية التي انشأتها وزارة الثقافة قالت.....

الواقع أن هذه الفرق كانت دليلا علي تقدمنا السريع في ميدان الفن فقد اتجهت الدولة إلي ميدان كان مهملا ان لم يكن موجود اصلا فخلقته وربته حتي اصبحت فرقتنا الاستعراضية تنافس الفرق العالمية وتتفوق عليها وماجدة قامت برقصة "العمياء" وهي رقصة مشهورة تصور إنسانة فقدت بصرها وفي حاجة دائمة إلي المساعدة من شخص اخر .. وكان رقصها في غاية الروعة فأدي ذلك ترشيحها للسفر إلي موسكو وماجدة تنوي الحصول علي دكتوراه في الباليه . 

والفراشة الثالثة "علية عبد الرازق "

فقد كانت تهوي الباليه وعمرها ست سنوات واثارت هذه الهواية والدها اللواء احمد عبدالرازق فأحذ ينميها ويصحبها معه إلي دار الاوبرا لمشاهدة الفرق الاجنبية فأحبت هذا الفن واخذت تتلقي دروسا خاصة في الباليه إلي ان افتتح المعهد العالي للباليه فالتحقت به وكان امتزاج الدراسة الاكاديمية مع الهواية ان خلق منها طالبة بالمعهد اثارت انتباه مديرة المعهد وكان لتوجيه المديرة اثر حسن في نفسها فأقبلت علي هذا الفن بكل جوارحها وانتزعت اعجاب الجماهير في رقصة ادويت التي ادتها اثناء الحفلة التي اقامها المعهد علي مسرح الاوبرا ..

والزهرة الرابعة "ديانا حقاق "اصغر المسافرات إلي موسكو تقول :

أن والدتها اثارت مخيلتها منذ الصغر لحب هذا الفن وامدتها بالكتب التي تدور موضوعاتها عن الباليه وتاريخ الباليه كما كانت تحكي لها قصصا طريفة عن الباليه وصحبتها إلي مسرح الاوبرا حيث شاهدت الفرق الاجنبية وهي تعرض رقصاتها كل هذا جعلها تربة صالحة لانماء الزرع الاخضر فن الباليه وتلقت المبادئ الاولي في فن الباليه علي يد صديقة لها عادت من المانيا هذه الصديقة رقصت في حفل عائلي فكانت البداية الحقيقية لديانا وبعبارة اخري كانت الشرارة التي اضاءت لها الطريق بدأت تتلقي اصول هذا الفن علي يد الصديقة العائدة وعندما افتتح المعهد العالي للباليه التحقت به لم تقتصر علي المعهد بل درست الثانوية العامة وحصلت عليها هذا العام بمجموع 70% وتنوي الالتحاق بكلية الطب .

وقد شاهد المتفرجون في 18 فبراير من هذا العام باليه ليننجراد الروسي ولم يفطنوا إلي الوجه المصري الذي يؤدي رقصة "موت لبعة "انه وجه ديانا حقاق .

واخيرا الفراشة الصغيرة "مايا نادوشكا سليم ":

تأثرت بمنظر راقصة "بحيرة البجع " اثناء عرضها علي مسرح الاوبرا ومن يومها صممت علي دراسة الباليه .. فالتحقت بالمعهد العالي للباليه وواصلت دراسة الباليه .

سألتها عن اثر الفلسفة في الباليه ؟

أن مصممة الرقصات تحتاج إلي ثقافة وإطلاع والفلسفة تنير لي طريق الثقافة فأمنيتي أن اصبح مصممة ومايا تهوي الادب والموسيقي وكثرة قراءتها للادب والتاريخ تساعدها في فهم روح الرقصة تعلمت الباليه وسنها 15 عاما ولكن قبل ذلك اكتفت بدراسة تاريخ فن الباليه والمداومة في المشاهدة والفهم الكامل للرقصة...

هذه هي حكاية الفراشات الصغيرات .. أن عمرهن لا يتجاوز التاسعة عشر ربيعا انهن في الطريق إلي موسكو لدراسة الباليه .. وقد تم اختيارهن علي اساس قدرتهن علي الرقص المنفرد "سوليست".

 المصدر : تم نشره بتاريخ 14 سبتمبر 1963

 تحقيق كتبه : مصطفي الجعلي

                              جريدة : الاهرام    

 

 

ومايا نادوشكا سليم

ساحة النقاش

egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,285,159