علبة سجائر تنقذ أحمد علام من الحرج ريشة الكسار تجلب عاصفة من التصفيق
لا يحظى الفن المسرحى بميزة إمكانية التكرار والإعادة فى حالة النسيان أوالخطأ أثناء التمثيل وهى الميزة التى تتمتع بها الأعمال التليفزيونية والسينمائية لذلك فإن المشاهد المسرحية التى يتم تقديمها للجمهور تكون لمدة واحدة و"على الهواء مباشرة" وإذا كان الممثل المسرحي يحصل علي جائزتة الفورية فى حالة الإجادة والتميز وهى رضا الجمهور وتصفيقه فإن أخطاؤه فى المقابل تكون صعبة التدارك وموضع أنتقاد اذا لم يكن الفنان حاضر البديهة مثلما حدث مع مجموعة فنانى زمان الذين نستعرض بعض المواقف التى تورطوا فيها بسبب.. النسيان.
البحث عن مستند!
كان الفنان الرائد أحمد علام واحداَ من اعمدة المسرح المصرى قبل ان تجتذبه أضواء السينما وقد تنقل علام أثناء عمله المسرحى بين العديد من الفرق المسرحية ومنها فرقة يوسف وهبى بك التى تعرض أثناء عمله معها لأحد مواقف النسيان الطريفة فقد كان دوره يستدعى أن يحتفظ فى جيب الجاكيت الذى يرتديه بحافظة نقوده وفى أحد المشاهد كان يتعرض للضرب إلى حد الإغماء على يد يوسف وهبى الذى يقوم بسلبه الحافظة بعد ذلك ثم يواجه بها الجمهور قائلاَ مايفيد أنه اخيراَ سيحصل على الورق الهام الذى يهدده به علام وكان يخبئه فى المحفظة, وفى تلك الليلة نسى مدير المسرح أن يسلمه المحفظة تماماَ مثلما نسى أحمد علام أن يطلبها منه ولم يذكر سوى قبل مشهد الضرب بدقائق قليلة وكان من المحتم على طوال هذه الدقائق أن يبقا على خشبة المسرح ولا يغادرها وقد أنقذه من هذا المأزق أنه كان يحتفظ بعلبة سجائر معدنية سارع بتفريغها من محتوياتها بعد أن أستند إلى مكتب كان موجوداَ على المسرح وألتقط منه ورقة طواها ووضعها داخل العلبة لأنها المستند المطلوب الذى يبحث عنه يوسف بك الذى همس إليه أثناء مشهد الضرب بما حدث فطلب منه أن يستخدم علبة السجائر بعد أن يخبئها بين يديه ونجحت الخطة ومر المشهد والليلة كلها بسلام.
من المحافظ إلى الأدوية التى نسى المسؤلون من المسرح أن يضعوها بجوار سرير الممثل القدير حسين رياض الذى كان يؤدى دور المريض الراقد على فراشه وعندما تحضر زوجته لتناوله الدواء فى موعده كان يثور ثورة اليائس من الشفاء ويمد يده نحو "الكومدينو" ليطرح بعلب الدواء الموضوعه وبدأ المشهد بالفعل وبدأ حسين ثورتة وعندما مد يده ولم يجد شيئاَ ألهمته العناية الإلهية بحوار مرتجل قال فيه"وادى الدوا اللى كان كاتبة الحكيم رميته قبل ماتيجى" ثم أكمل بقيه النص كما هو مكتوب دون أن يشعر الجمهور بشئ.
القتال بالخنجر
كان المرحوم السيد بدير بطلاَ لتلك الواقعة الطريفة عندما كان مديراَ للمسرح فى أحد أعمال جمعية أنصار التمثيل وكانت الأحداث تقتضى أن ينتحر البطل –عبد القادر المسيرى- بخنجر خشبى ولم ينتبه بدير الى نسيان المسيرى للخنجر سوى قبل المشهد بدقيقة واحده ولكنه نجح فى تدارك الموقف بعد أن الهمه لمظروف رآه أمامه بالصدفة بالحل الذهبى فقد سارع بالتقاط الخنجر المنسى ووضعة داخل المظروف ثم دفع بأحد الكومبارس ولقنه مايقوله للبطل وهو عبارة "رسالة عاجلة وصلت تواَ ياسيدى " ودهش المسيرى ونظر إلى الكواليس حيث وجد يدى بدير تشيران له بضرورة فتح المظروف الذى وجدوا فيه الخنجر وتفهم الموقف فأعطى ظهره للجمهور ودس آلة الانتحار فى ملابسه قبل ثوان قليلة من الفضيحة.
من السيد بدير إلى الظريف الجميل بربرى مصر الوحيد المرحوم على الكسار الذى تشاء الظروف ان يكون البطل المشترك معه خنجر أيضاَ هذه المرة وكان المشهد يقتضى ان يستخدمه فى قتل غريم له وقبل ثوانى من دخوله المسرح لتأدية المشهد اكتشف الكسار عدم وجود الخنجر الذى نسى الموظف المختص أن يحضره من مخزن الإكسسوار وكاد الكسار أن يجن خاصة وقد كان من المشهود عنه حرصه على الدقة لدرجة الصرامة فى تفاصيل عمله ولم ينقذ الموقف سوى رؤيته لدواة حبر أحمر كان يستخدمها بإتقان مستخدماَ الريشة فى طعن غريمة وزاد على ذلك بأن سكب الحبر على ملابس الخصم فظهر وكأنه دم حقيقى مما جلب عاصفه من التصفيق عقب إنتهاء المشهد بعد أن تمكن الكسار من تحويل الفشل المنتظر إلى نجاح فاق كل التوقعات .
بقلم/ موفق بيومى المصدر / مجلة اخبار النجوم العدد 18/2/2010
ساحة النقاش