ما الدروس المستفادة من انتاج وزارة الثقافة لفيلم " المسافر " ؟

في كل وزارة مصرية مكتب للوزير يسمي المكتب الفني أو هيئة مستشاري الوزير وقد طلب مني الفنان فاروق حسني عندما أصبح وزير للثقافة الانضمام للمكتب الفني في الوزارة وكان من بين أعضاءه المسرحي سمير العصفوري والتشكيلي أحمد نوار وغيرهما من المختصين في الآداب والفنون والآثار توقفت اجتماعات هذا المكتب بعد سنة أو أكثر قليلا ولا اعرف أن كانت ما زالت عضواً فيه أم لا ولكني اذكر ذلك في إطار الحوار الدائر حول إنتاج وزارة الثقافة لفيلم المسافر وهو أول فيلم طويل روائي تنتجه الدولة منذ عام 1971 قدمت غلي الوزير كعضو في المكتب الفني مشروعين أساسين الأول : دعم إنتاج سيناريوهات مختارة بمبالغ لا ترد أو ترد من ارباح الفيلم بعد سنوات عندما يبدأ في تحقيق الأرباح وهو النظام المعمول بيه في اغلب دول العالم المنتجة للسينما في مواجهة هيمنة السينما التجارية في كل سوق وهيمنة السينما الأمريكية علي كل الأسواق.

 والمشروع الثاني : إنشاء دار للسينما علي غرار دار الكتب وهي ترجمة مجمع اللغة العربية لكلمة سينماتك يحفظ تاريخ السينما وطوال رئاستي لجنة السينما في المجلس الاعلي للثقافة من 1999 : 2006 جعل التحقيق هذين المشروعين من الأهداف الرئيسية ومع ذلك لم يتم تحقيق أي منهما حتي ألان كان الوزير يقول لي دائماً أبعدني عن دفع أموال للسينما وما يثيره من مشاكل وإن هذا الأمر كان أكبر مشكلة وجهت وزراء الثقافة بما في ذلك الوزيران الأشهر في تاريخ الوزارة وهما ثروت عكاشة – عبد القادر حاتم وقد تم إقرار الدعم لعام 2006 ولكن علي طريقة البيروقراطية المصرية خالفاً لكل نظم الدعم في كل دول العالم وقرر الوزير إنتاج المسافر بالكامل علي أمل الوصول إلي مسابقة الأسد الذهبي في فينسيا وتحقق هذا الأمل بالفعل في سبتمبر وربما يكون الوزير نادماً علي إنتاج الفيلم رغم ذلك بسبب كل هذا اللغط الذي اثير حوله وربما يريد أن يقول لي ألم أقول لك ولكن يا سيادة الوزير أنا لم أطالب بإنتاج الوزارة للأفلام وإنما بالدعم وما زالت وسوف أظل أطالب بالدعم لان هذا هو الحل الوحيد الذي توصلت إليه أغلب دول العالم لمواجهة السينما التجارية المحلية والسينما الأمريكية العالمية وقد قال لي هايلي جيرما رئيس لجنة تحكيم جائزة الفيلم الأول في فينسيا أن المسافر حاز إعجاب اللجنة ولكنه لا يحتاج إلي المائة ألف دولار قيمة الجائزة ووراءه أموال الحكومة وبه نجم عالمي وهو عمر الشريف.