نظمت نقابة الفنانين في مُحافظة بابل العراقية مؤخراً , فعاليات ( مهرجان ينابيع الشهادة المسرحي ) بدورتهِ الثانية للفترة من 7 الى 10/1/2013 بمُشاركة تسعة عروض مسرحية من محافظات ( بغداد , بابل , كربلاء , ذي قار , ميسان ) . حيثُ شهد المهرجان إنسحابات شَلْت عمله وأفرغتهُ من محتواهُ وقتلت الهدف من إقامتهِ , فنحنُ مع أي حِراك مسرحي في هذهِ المُحافظة بغض النظر عن أي جهة تتبناهُ أو المُسمى الذي يحملهُ , لإن في النهاية ما يهمنا هو مسرحنا البابلي , لذلك فإنكَ عندما تُقيم مهرجان مسرحي فهذا يعني أنكَ تبحث عن الجِدة والمُغايرة , فهل هذا ما كان يهدف إليهِ مُنظمو المهرجان , أشك في ذلك , لقد باركنا إقامة المهرجان في دورتهِ الأُولى وباركهُ غالبية المسرحيين البابليين رُغم جُملة الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها إدارتهِ والمُتمثلة بإقصاء عدد من النُقاد والفنانين الفاعلين في الساحة والإعتماد على إسم واحد وهيمنتهِ الواضحة على إدارة المهرجان وتكرار ذات الإسم في خمسة لجان لا بل وصل الحال الى ترؤسهِ ولوحدهِ لإحدى اللجان في سابقة لم تحدث في أبسط أعراف المسرح والعمل الإداري , ولا أعلم أن الساحة خلت أم ماذا يا أعضاء الهيأة الإدارية لنقابة الفنانين في بابل ؟؟!!! وكُنا نأمل أن يتم تجاوزها مع إقامة الدورة الثانية لهذا العام , لكن الحال لم يتغير وظلت ذات الأسماء في اللجان هي نفسها مُشاركة في دورة هذا العام التي أعلنت فشلها بسبب إنسحاب ممن دعوا إليها من الناصرية إثنان منهم مُشاركين في المحور النقدي الذي أُلغيَّ بسبب هذا الإنسحاب الغير مُبرر من قبلهم وثالثهم عضو في لجنة التحكيم وهُم يؤكدون بإنسحابهم هذا عدم إحترامهم لمن وجه لهم الدعوة حيثُ تسبب إنسحابهم بإلغاء المحور النقدي للمهرجان وتقليص أيامهِ وكان الأجدر بإدارة المهرجان أن تنفتح أكثر على الوسط المسرحي البابلي وألا تعتمد على إسم بذاتهِ دون غيرهِ بحيث أصبح ممهوراً بإسمهِ ولكي يكون المهرجان " مسرحياً حقيقياً " وليس إدعاءاً فارغاً . ومن ضمن أهم المُشاركات التي شهدها المهرجان , مُشاركة " نادي المسرح في بابل " في المهرجان تعزيزاً للمشهد المسرحي البابلي , بمسرحية ( مرويات النهر الحزين ) تأليف وإخراج الفنان " ثائر هادي جبارة " , تمثيل ( حسن الغبيني , ثائر هادي جبارة , , أحمد ضياء تاج الدين , غالب العميدي الفنيون ( علي فؤاد _ موسيقى , خضر السلطاني _ مونتاج , محمد علي الشلاه _ ديكور ) , حيثُ قال مُخرج العمل ثائر هادي جبارة أن عملهُ الإخراجي قد إعتمد على مفهوم مسرح الصورة عبرَ إختزال الحوار وإنضاج لغة الجسد بوصفها مُتجذرة في ذاكرة المُتلقي , والمرويات التي إعتمدها النص هي التأريخ الذي شهدهُ نهر الفُرات خلال 1500 عام مُروراً بكُل الطُغاة وكُل المآسي التي شهدها هذا النهر , وهُناك الكثير من العلامات الإيقونية التي تسحب العمل الى أن يكون ضمن ما يطمح إليهِ نادي المسرح في بابل بوصفهِ أهم كيان مسرحي يجمع مسرحيو بابل , أما المُمثل حسن الغُبيني فأوضح أن العرض قائم على إلقاء الضوء على قضية الطُغيان عبر العصور بجميع صورهِ وأشكالهِ والموقف الإنساني تجاههِ , والنهر رُمِزّ لهُ بالحياة والعطش التي هي ثيمة إسطورية يُحاول العرض أن يُمرحلها الى قضية إنسانية . يُذكر أن نادي المسرح في بابل تأسس في 1/6/2011 , وأقام عدد كبير من النشاطات المسرحية كما شارك بمسرحية ( الولوج من الباب الضيق ) في مهرجان مسرح الشارع الدولي 2011 في مدينة دربنديخان بإقليم كُردستان العراق . وفي خِتام المهرجان أعلنت اللجنة التحكيمية التي ترأسها الناقد المسرحي د. عقيل مهدي يوسف جوائز المهرجان التي جاءت بصيغة توفيقية حيثُ مُنحت جائزة أفضل مُمثل رئيسي مُناصفة الى كُل من الفنان حسن الغبيني عن دورهِ في مسرحية ( مرويات النهر الحزين ) إنتاج نادي المسرح في بابل , وجائزة أفضل عرض مٌناصفة بين مسرحيتي ( الهاجس الاخير ) و ( الصراع ) , وقد حُجبت اللجنة جائزة الإخراج . 

 

_________________________

بشار عليوي *

·        مُخرج وناقد مسرحي عراقي

 

 

ساحة النقاش

egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,291,092