بعد سبع سنوات من الاستشهاد وقفات بالشموع بالقاهرة والمحافظات فى ذكرى محرقة بنى سويف وحفل فنى ومطالبات بالتكريم اللائق

 

 

عادل حسان ـ جريدة مسرحنا ـ 6 سبتمبر  2012-

 

احتفالا بيوم المسرح المصري، شهدت القاهرة وعدد من المحافظات  ليلة الأربعاء الماضي الخامس من سبتمبر  إحياء المسرحيين للذكري السابعة لشهداء المسرح المصري في محرقة بني سويف ، وجاء احتفال لجنة  أسر الشهداء والمصابين  الذي أقيم بمسرح مركز الهناجر للفنون هذا العام مختلفا ولافتا وسط حضور ضم عدد من المسرحيين والمثقفين والمبدعين وأسر شهداء المحرقة وعددا من المصابين من محافظات مختلفة .   الاحتفال الذي بدأ في ساحة الهناجر للأوبرا بوقفة صامتة حمل المشاركون فيها الشموع معبرين عن تذكرهم الدائم لضحايا المحرقة ، شهد أيضا افتتاح معرضين لوثائق أرشيف الصحف وقت الحادث ، إضافة إلي أمسية فنية قدم فعالياتها الفنان خالد صالح في مشاركة خاصة منه تتكرر سنويا.    وفي كلمته التي كتبها وألقاها الكاتب محمد أبو العلا السلاموني  احتفالا بيوم المسرح المصري قال: "هذا يوم مشهود لن يمحى من ذاكرة المسرح ، في هذا اليوم .. يوم الخامس من سبتمبر منذ سبع سنوات استشهدت إحدى كتائب المسرح المصري من الكتاب والنقاد والمخرجين والفنانين والمشاهدين ، وهى تؤدى دورها الثقافي على خشبة المسرح في أحدى مدن الصعيد .. مدينة بنى سويف ولا عجب أن يكون استشهادها في صعيد مصر الذي طالما نادى المنادون بضرورة الاهتمام به سياسياً واقتصادياً وثقافياً ، وهاهي ذي طليعة من طلائع جيش المسرحيين المصريين الشرفاء تقود حملة التنوير والتثقيف وتقدم المثل والقدوة لكل قطاعات المجتمع لنقل الفكر والثقافة والفنون إلى هذه المناطق المحرومة لسنوات وربما قرون ، ولتقف ضد دعاوى الإرهاب وطيور الظلام التي تكفر المثقفين وتحرم الثقافة والفنون في محاولة للقضاء على قوة مصر الناعمة ، فإذا بهذه الكتيبة الفدائية تقف سداً مانعاً ضد هذه الدعاوى المتخلفة وتدفع الثمن غالياً من أرواحها الطاهرة .إن المسرح ليس مجرد لعبة نزجى بها وقت الفراغ كما قد يتصور البعض ، وإنما هو في حقيقته عمل ثوري وديمقراطي يقوم بتمهيد التربة الذهنية لزرع مبادئ التسامح والمواطنة والدولة المدنية والحوار الحر وعدم التعصب ، وبشكل عام فإن المسرح هو رمز الديمقراطية وحامل مشعل الكرامة والحرية ، والعدالة الاجتماعية ، وهى الأفكار التي تعلمها وتبناها شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير ، فالمسرح هو أول من بشر بهذه الأفكار عند نشأته على يد الرعيل الأول من المسرحيين المصريين والعرب منذ مارون نقاش ويعقوب صنوع حتى الآن ، حيث تناولت أعمالهم الإبداعية نقد الفساد المستشري في أوصال المجتمع واستبداد الحكام واستخدامهم لأدوات القمع والاضطهاد وكبت الحريات ، أي أن المسرح هو أساس الديمقراطية ، ولعلنا نذكر أن الديمقراطية التي نشأت في أثينا الإغريقية ولدت في أحضان المدرج المسرحي ومنها انتقلت إلى العالم ، وحين اختفى المسرح من أوربا في العصور الوسطي انتشرت أفكار التطرف والتعصب ، وعندما بزغ عصر النهضة كان بفضل ازدهار المسرح أبو الفنون والآداب.لذلك يمكن القول أن المسرح والديمقراطية صنوان ، وأن نهضة المسرح في بلادنا رهن بنجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير الديمقراطية .،عاشت ذكرى شهداء الخامس من سبتمبر .. يوم المسرح المصري .. رمزاً حياً ودائماً للمسرح والديمقراطية معاً في ذاكرة الوطن.  بينما القي بيان المسرحيين المخرج ناصر عبد المنعم   والذي جاء فيه انه وبعد   سبع سنوات تحول هذا اليوم إلي يوم للمسرح المصري تخليدا لذكري شهداء المسرح المصري بقرار من الدكتورعماد أبو غازي"وزير الثقافة" الأسبق وهو ما لم يكن ليتحقق لولا انتصار إرادة التغيير في ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة...       وجدد البيان إعلان عدد من المطالب في تأكيد علي عدم الاكتفاء بالمطالبة والعمل علي تحقيق تلك المطالب وهي ،  اعتبار عام 2012/2013 عام التوثيق لإبداعات شهدائنا في محرقة بنى سويف وكذلك توثيق شهادات وتقارير تقصي الحقائق المتعلقة بالحادث،و إعادة فتح ملفات الكارثة في شقها القانوني، ومحاسبة من ينبغي أن يحاسب في هذه الكارثة ،و اعتبار ضحايا هذه الكارثة شهداء وتسرى على أسمائهم وذويهم كافة المزايا والحقوق المترتبة على ذلك والعمل علي استكمال علاج مصابي المحرقة حيث أنه  مازالت هناك حالات عديدة لم تتلق الرعاية الطبية اللائقة ولم يتم استكمال علاجها إضافة الي اعتبار يوم 5 سبتمبر يوم المسرح المصري هو الموعد المقرر لافتتاح المهرجان القومي للمسرح المصري من كل عام على أن تفتح المسارح أبوابها مجانا للجمهور في هذا اليوم   و الإعلان عن ترشيح   10 مبدعين من  مسرح الأقاليم للسفر في ورش تدريبية للخارج بالتنسيق مع( وزارة الثقافة/قطاع العلاقات الثقافية الخارجية ( علي أن يتم الإعلان عنها في 5 سبتمبر من كل عام ،و اتخاذ الإجراءات اللازمة لافتتاح المسارح والقاعات المسرحية المغلقة ـ على أن يفتتح يوم 5 سبتمبر من كل عام إحد المسارح أو القاعات المغلقة ،وإطلاق أسماء شهداء المسرح المصري على دور وقاعات العرض التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة،مع ضرورة إعادة النظر في ميزانية العروض المسرحية واللوائح بما يتناسب مع المتغيرات الاقتصادية ومتطلبات الحياة،و وضع خطة شاملة للنهوض بمسرح الأقاليم على المستويات الفنية والتقنية وعلى مستوى دور وقاعات العرض المسرحية.  وقالت السيدة تيسير سمك(شقيقة الراحل نزار سمك)في كلمتها نيابة عن لجنة أسر شهداء وضحايا المحرقة،أنها تأمل أن تتحقق كافة مطالبهم وخاصة ما يتعلق بإطلاق أسماء الشهداء علي قاعات ومسارح وزارة الثقافة تخليدا لذكراهم إضافة إلي استكمال علاج مصابي الحادث الذين يعانون من مشكلات صحية حتى الآن.  بينما طالب الفنان سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية في كلمته بضرورة الدعوة لعقد مؤتمر موسع للمسرحيين لمناقشة قضاياهم والعمل علي صد الهجمات الشرسة التي يتعرض لها الفن الآن بشكل عام ،مطالبا الدولة بضرورة استثمار الفن والفنانين باعتبارهم ثروة قومية بدلا من إهدار حقوقهم والهجوم عليهم. ووجه الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة في كلمته دعوة خاصة بضرورة إعلان وثيقة للمستقبل يمكنها إعادة البهجة للمسرح الجاد والمستنير ليقوم بدوره البناء في الحياة الثقافية،مطالبا بضرورة العمل علي افتتاح كافة مسارحنا المغلقةمؤكدا انه سيعمل جاهدا علي تبني ملف محرقة بني سويف والسعي نحو منحهم لقب الشهيد بقرار رسمي لضمان حصول أسرهم علي الحقوق اللائقة مع العمل علي دراسة ملف المصابين  وتحمل مسئولية استكمال علاجهم وما يلزم من عمليات جراحية من خلال الجهات المختصة، وقال أن هذه الكارثة تعبر عن قمة الإهمال والعبث الذي عانت منه المؤسسة الثقافية لسنوات .    وفي الجزء الثاني للاحتفال شهدت خشبة مسرح الهناجر تقديم برنامج فني بمشاركة عدد من الشعراء والفرق الموسيقية وفقرات غنائية للفنان أحمد إسماعيل. يذكر أن الاحتفال شهد حضورا لافتا لوزيري الثقافة السابقين د.عماد أبو غازي ود.شاكر عبد الحميد،مؤكدين دعمها الكامل لضحايا الحادث المؤلم

المصدر / جريدة مسرحنا 6 سبتمبر 2912

ساحة النقاش

egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,251,877