<!-- <!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

كان خريجو المعهد العالى للفنون المسرحية فى هذا التوقيت يتعالون على العمل فى مسرح الثقافة الجماهيرية، كانوا يرونه مسرحاً من الدرجة الثانية لكن السامرى استطاع إقناع بعضهم، أو ربما كانت لديهم ميول طبيعية للعمل به، كان ذلك فى النصف الثانى من السبعينيات عندما قدم السامرى عرض "حكاية من وادى الملح" من تأليف محمد مهران السيد والتحق بالعمل فيه سامى فهمى، ناجى كامل وهما من خريجى المعهد قسم التمثيل، وحقق هذا العرض رغبة دفينة لدى السامرى، رغبه ناوشته كثيرا لكنه لم يشبعها، رغبة فى أن يمثل، لذا فقد اختار لنفسه دور الراوى الذى يفتتح العرض كل ليلة بصوته، كان يظهر فوق الخشبة وهو يلقى مونولوجاً شعرياً طويلاً كان يبدأه ب "سلة فاكهة طيبة الريح – تنحرف بقاضيك العادل – مكيال شعير واحد يفسد ذمة جابى المال – مولاى الرشوة تحكم كل دواوينك ووساطات الاصهار...

ربما كان يعتقد السامرى أنه بهذا المونولوج سينضاف الى قائمة الممثلين العظام محترف أداء المونولوجات أمثال عبد الله غيث، سميحة أيوب ، خاصة وأن هذا العصر كان يتميز بازدهار فن المونولوج – فقد كان يفضله الكثير من الممثلين..

ثم توالت التجارب، فكان عرض "يا عين صلى على النبى" ولشعور خريجى المعهد بجدوى مسرح الثقافة الجماهيرية انضم الى السامرى فى عرضه الجديد سامى العدل، فاطمة التابعى، بالإضافة الى المطرب محمد رءوف، وكان العرض منم تأليف إبراهيم غراب ويحكى عن عودة أحد المحاربين من الحرب، ومن خلال هذه العودة تم استدعاء العديد من أبطال السيرة الشعبية فى محاولة لمناقشة أحوال النصر  والهزيمة..

حين تم تفريق دم الثقافة الجماهيرية أصبحت فى الشارع!!

أما النقلة النوعية الجديدة للسامرى فكانت مع عرض "عاشق المداحين" ففى عام 1977م تحولت الثقافة الجماهيرية إلى مراكز ثقافية كنتيجة لما أثير فى مجلس الشعب وقتها من أن قصور الثقافة هى بؤر للشيوعية، لذا رأى السئولون عن النظام السياسي وقتها ضرورة تفريق دم هذا الجهاز بين المحافظات تمهيداً لهدمه والتخلص منه. وصدر القرار الوزارى بتحويل المديريات الثقافية لتتبع المحليات، وجاء عبد الفتاح شفشق رئيساً لجهاز الثقافة الجماهيرية خلفاً لسعد الدين وهبه، وتم الإطاحة بأحد عشر قيادة ثقافية كان السامرى واحداً منهم..

وعاد السامرى بعد أن كان مديراً ليصبح فى الشارع مرة أخرى، شغل نفسه بالعمل فى بعض المسلسلات المصرية التى كانت تصور فى الخارج كمركب بلا صياد، حمير توفيق الحكيم ... إلى أن فوجىء ذات يوم بعبد الفتاح شفشق يتصل به، لقد كانت هناك معرفة قديمة بينهما، فشفشق كان مديراً للسيرك القومى أيام كان السامرى مديراً لمسرح السامر، كان الاتصال سريعاً ، بالكاد استطاع السامرى أن يفهم أن عبد الفتاح شفشق يريده أن يعود للعمل، وأنه ينوى إعادة تأسيس جهاز الثقافة الجماهيرية وليس هدمه كما كان الجميع يعتقد، ذهب اليه السامرى فى مكتبة بعمارة البنك الصناعى بشارع الجلاء وتلقى منه تكليفاً بإدارة مديرية ثقافة الجيزة بالإضافة إلى منصبه القديم فى إدارة مسرح السامر، وأعطاه أيضاً  منحة ثالثة بأن يكون مديراً للمكتب الفنى بالثقافة الجماهيرية.

وبعد أن كان السامرى مقالاً  من منصبه عاد بقوة للجهاز ليمنحه الصاوى ثلاثة مناصب دفعة واحدة،وهو ما حدا بالبعض ومنهم الناقد المسرحى الراحل أحمد عبد الحميد لمهاجمة السامرى بحجة شغله للعديد من المناصب.

لقد كان لـــ عبد الفتاح شفشق دور بارز ومهم فى عدم الاستجابة للنظام الحاكم وهدم جهاز الثقافة، وقد ساعدت على هذا علاقته الطيبة بـــ عبد المنعم الصاوى وزير الثقافة وقتها، فقد أقنعه شفشق بضرورة استمرار الجهاز، وبهذا استطاع هذا الرجل أن يحول دون تبعية رونقه الذى كاد أن يفقد...

وفى هذا التوقيت كانت تسود فكرة عمل الأمسيات الفنية، فظهرت أمسيات عن البوصيرى، كرمة بن هانىء .. وعروض أخرى كانت تصنع خصيصاً من أجل الرئاسة، فقد كان الرئيس الراحل أنور السادات يحضر مثل هذه الأمسيات فى المناسبات الوطنية المختلفة..

وفكر السامرى فى أن يقيم أمسية لكن بدون أن يحلم فى حضور السادات لها، وعرض السامرى الفكرة على رفقائه "يسرى الجندى" على سعد، مهدى الحسينى، عبد العزيز عبد الظاهر، وكتب مذكرة للوزير برغبته هذه وجاءته الموافقة.

كانت رغبة السامرى نابعة من حبه للفن الشعبى وخاصة ما قدمه زكريا الحجاوى خاصة وأنه قرأ فى الصفحة الخيرة فى أحد أعداد جريدة الأهرام وقتها أن ذكرى الحجاوى تمر من دون اهتمام يذكر بها، كانت هذه الأمسية هى رغبة من المسئولين عن وزارة الثقافة أيضاً ...

تصادفت وتجمعت الرغبات، واستمع السامرى ومعه الفريق إلى ما يزيد على 36  ساعة من تسجيلات الحجاوى للإذاعة وتشبعوا بها، واستخلصوا منها تيمة الصبر المستحيل التى تخترق كثيراً من حكاياته، واعجبتهم أيضاً حدوتة سعد اليتيم، ورأوا أن المشترك الأهم فى حكايا زكريا الحجاوى هو " النيل" وأقام السامرى مع رفقائه ورشة العمل – ودون أن يعرف أن هناك فى القادم ستسود فكرة الورشة لدى البعض، واقترحت المطربة فاطمة سرحان أن يكون العرض بعنوان "عاشق المداحين" وكانت هناك الكثير من المفاجآت التى لم تخطر إطلاقاً على بال السامرى..

 

المصدر/ جريدة مسرحنا

العدد 107 – بتاريخ 27 من يوليو 2009

بقلم / إبراهيم الحسينى

ساحة النقاش

egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,252,832