سيد مكاوى .... مسحراتى منقراتى فى البلد جوال !!

سيد مكاوى أشهر من لحن وأدى دور المسحراتى بكلمات بسيطة وصوت عذب وألحان شجية يعرفها الصغير قبل الكبير فعلى الرغم من أن مكاوى ليس أول مسحراتى فى الإذاعة المصرية فقد سبقه محمد فوزى عندما قدم المسحراتى بكلمات بيرم التونسى شاعر العامية ... إلا أن مكاوى بجلبابه وطبلته وبأشعار فؤاد حداد الرائعة ارتبط فى أذهاننا وقلوبنا بشخصية المسحراتى فلا يمكن أن نتناول سحورنا إلا على دقات حبلته وكلماته التى تحمل حكماً ومواعظ وحكايات مصرية توقظ ضمائرنا قبل أعيننا.

ولد سيد مكاوى فى 8 مايو 1926 بحى عابدين بالقاهرة، وقد أصيب بالرمد وهو فى الثانية من عمره، ولم تملك الأسرة ما يكفى للذهاب لطبيب العيون وبسبب ذلك فقد بصره إلى الأبد، دفعته أسرته إلى حفظ القرآن الكريم فكان فكان يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة فى مسجد أبو طبل ومسجد الحنفى بحى الناصرية ... وفى سن الشباب حفظ كثيراً من تراث الإنشاد الدينى من خلال متابعته لكبار المقرئين والمنشدين وكان يتمتع بذاكرة موسيقية حديدية فما أن يستمع للدور أو الموشح لمرة واحدة فقط حتى ينطبع فى ذاكرته.

اعتمد مكاوى فى الخمسينيات كمطرب بالإذاعة المصرية وفى منتصف الخمسينيات بدأت الإذاعة المصرية فى التعامل معه كملحن إلى جانب كونه مطرباً وبدأت فى إسناد الأغانى الدينيه إليه كما قدم أغانى شعبية خفيفة مثل (آخر حلاوة ما فيش كده) و(ماتيللا يا مسعدة نروح السيدة) ... كانت بداية الشهرة الواسعة لسيد مكاوى من خلال لحن لشريفة فاضل وهو (مبروك عليك يا معجبانى يا غالى) واللحن الأشهر لمحمد عبد المطلب وهو (اسأل مرة على) بعدها قدم ألحاناً عديدة لكل من ليلى مراد وأم كلثوم وشادية وصباح ونجاة .. وقد دأبت الإذاعة المصرية خلال شهر رمضان على تقديم حلقات المسحراتى وكانت تعهد لأكثر من ملحن لتقديم هذه الحلقات وفى العام الذى أسندت الإذاعة لسيد مكاوى تلحين عدد من حلقات المسحراتى اشترط أن يقوم هو بغنائها بعد أن قرر الاستغناء نهائياً عن الفرقة الموسيقية وتقديم المسحراتى بالطبلة المميزة لتلك الشخصية حتى حققت نجاحاً كبيراً مما دفع الإذاعة فى العام الذى يليه إلى الاستغناء عن كل الملحنين المشاركين فى ألحان المسحراتى وإسناد العمل كاملاً لسيد مكاوى ... بدأ سيد مكاوى فى تقديم المسحراتى مع الشاعر فؤاد حداد وظل يقدم المسحراتى بنفس الأسلوب، ثم قدمت فى التليفزيون، وكتب لها السيناريو حسن فؤاد، وظلت تذاع عدة سنوات، ثم اختفت فجأة.