تحويل قصص الأفلام القديمة إلى مسلسلات تليفزيونية, ليست فكرة جديدة, فقد تم تقديمها من قبل فى أعمال "أفواه وارانب" لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامه, وثلاثية نجيب محفوظ "قصر الشوق ", "وبين القصرين" و"السكرية" وقام ببطولة المسلسل العملاق الراحل محمود مرسى, وفى العام الماضى تم تقديم "الباطنية" فى مسلسل قامت ببطولتة غادة عبد الرازق فى الدور الذى لعبته نادية الجندى فى الفيلم, ومعظم هذه الأعمال كانت مأخوذه عن روايات أدبية, أما الجديد هذا العام فهو تقديم قصة "العار" الذى كتبه السيناريست محمود أبو زيد خصيصاَ للسينما فى مسلسل تليفزيونى .. فهل ستنجح تلك التجربة؟ .. وهل تحويل الأفلام القديمة إلى مسلسلات هى موضة درامية جديدة؟ هذا مانجيب عليه من خلال التحقيق ..
فى البداية يقول المؤلف أسامة انور عكاشة إنه نوع من أنواع الأفلاس فى الأفكار والموضوعات وعدم اعتناء المنتجين بالبحث عن أفكار جديدة .. وعن مدى تقبل الجهد , يضيف عكاشة: هذا يتوقف على جودة المنتج فإذا استطاع صناع العمل أن يقدموا الفكرة المأخوذة عن الفيلم بطريقة درامية مشوقة وإذا كان اختيار الموضوع يصلح لتقديمه من خلال عمل درامى فهذا يجذب الجمهور وهناك أعمال للكاتب الكبير نجيب محفوظ تم تحويلها إلى مسلسلات ولاقت نجاحاَ كبيراَ منها :"بين القصرين, قصر الشوق" ويتفق معه فى الرأى المؤلف بشير الديك الذي يرى أن هذا يعتبر أفلاساَ فكريا ولا احبذ هذه الفكرة ولكن إذا قدمت الفكرة بشكل جذاب ومشوق فسينجذب الجمهور لها ولابد من المؤلف الذى يأخذ فكرة فيلم ويحوله لمسلسل أن يكون متمكناَ من أدائه بمعنى أن يتم اختيار فنانين ذات ثقل حتى يخرج العمل بشكل جيد ويكون هدفه تناول أفكار لم تطرح فى الفيلم.
الناقد رفيق الصبان يرى أن هناك أعمال يحتمل تحويلها إلى مسلسلات, منها على سبيل المثال ثلاثية نجيب محفوظ ورغم أنه كان بها مادة تصلح لذلك فإنها لم تحقق النجاح المرجو منه. وأيضا فيلم "رد قلبى" الذى تم تحويله لمسلسل لم ينجح لأن فكرته لا تحتمل تحويله لمسلسل مدته 30 حلقة أو أكثر, وأضاف بأن هذه الأفكار تكون محروقة لدى المشاهد, وأهم شئ بالنسبة للمؤلف هو أن يجعل الجمهور يجلس أمام عمله وذلك من خلال التشويق والإثارة التى تقدم فى العمل ولكن هذا لايمنع من تحويل بعض الأفلام لمسلسلات إذا كانت قصصاَ ملحمية والجمهور قد يتقبل هذه النوعية إذا كان بها أفكار جديدة وعلى المؤلف أن يبحث عن أفكار جديدة .
الفنان سامى العدل يؤكد أنه لا فرق بين تناول فكرة الفيلم الذى مدته لاتتجاوز ساعتين أو المسلسل الذى مدته قد تزيد على 22 ساعة من حيث الحبكة الدرامية لكل منهما ولامانع من تحويل الفيلم إلى مسلسل فى حالة إذا كانت هناك تفاصيل لم تذكر فى الفيلم الذى قدم وستقدم فى المسلسل بشكل تفصيلى ومدى نجاحه أو فشله يتوقف على مدى تناول الموضوع بشكل يجذب الجمهور فعلى سبيل المثال مسلسل أم كلثوم نجح ولكن لو قدم فى شكل فيلم فمدته ساعتان سيفشل لأن حياة أم كلثوم ثرية بالمعلومات.
الفنانة شيرين تقول إن تحويل الفيلم إلى مسلسل ليس معناه أنه لايوجد أفكار بل يوجد الكثير من القصص والأفكار ففى السبعينات كان يتم تحويل المسلسلات الإذاعية إلى أفلام وذلك للاستفادة من نجاح المسلسل وتضيف أن تحويل الأفلام القديمة إلى مسلسلات ستفيد الاجيال الجديدة بشرط أن يقدمها كاتب متميز ومتمكن من أدواته كاختيار فريق العمل بداية من المخرج وحتى أماكن التصوير ولدينا من الكتاب المتميزين ما يؤهلهم لذلك أمثال الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة ومصطفى محرم وغيرهما .
بقلم/ فاطمة علىالمصدر / مجلة أكتوبربتاريخ / 14 فبراير 2010العدد1783
ساحة النقاش