أيقونة الفارس الممسك بالسيف فوق حصانه تمثل عنصراً فكرياً وفنياً من عناصر موضوعات التراث والمأثور، فللحصان الحلاوة فى المولد عند الأولاد شهرة عروسة المولد عند الفتيات، والوشم هو أيضاً لا يخلو من صور الفرسان فوق الحصان، كأبى زيد الهلالى، والزناتى خليفة، وغيرهما من أبطال الملاحم الشعبية. أما الأدب الملحمى والمأثورات الشفاهية فإنهما يعمران بألوان التخيل باستخدام عنصر الحصان الملاصق، والملازم لمفهوم الفروسية.
ويأتى رقص الخيل فى المرتبة الأولى فى مجال أدب الخيول، إذ أنه يحتاج إلى خيل عربية أصيلة لديها استعداد لأداء الرقصات على أنغام المزمار البلدى.
وللرقص أشكاله المختلفة، ويحدد هذه الأشكال ميول الحصان، وتكوينه، واستعداده، وتقبله للمران على نوع معين من التشكيلات المتعددة الإيقاعات، وهى المربع، والتعقيلة، والأجواز، والشرلستون، ويؤدى حركة المربع من الثبات بحيث تتحرك القدم اليمنى الأمامية مع القدم اليسرى الخلفية مع التبديل بالعكس، أما التعليقة فهى من أصعب الحركات، حيث يثنى الحصان الساق اليمنى الأمامية إلى صدره، ويقفز فى مكانه بقدميه الخلفيتين عدداً من المرات بسرعة منتظمة النبضات، أما الأرجواز ففيها يجمع بين النوعين السابقين، بحيث تقوم القدمان الأماميتان بحركة المربع، وتقوم الساقان الخلفيتان بحركة التعليقة بالقفز السريع، أماالنوع الأخير، وهو الشرلستون، فإن الحصان فيها يقوم بحركة التعليقة من الأمام، ثم تطويح القدمين أو الساقين الخلفيتين للجانبين بحركة منتظمة مع التبديل. ولعل ترويض الخيل لأداء هذه الرقصة لا يرتبط بالمزمار فى البداية، حيث يتدرب باستخدام الكرباج أو العصا بضربه على الأقدام الخلفية للحصان، فيضطر الحصان إلى القفز بقدميه، ومع الوقت يتكون ما نسميه الارتباط، فبمجرد لمس الفارس لأرجل الحصان يبدأ فى القفز، ويوجهه الفارس، ثم يضاف عنصر المزمار فتصبح رقصة.
بقلم /د. حسام الدين محسب استاذ الرقص الشعبى فى المعهد العالى للفنون الشعبية المصدر / كتاب التحطيب فى الصعيد و تعليمهاكاديمية الفنون
ساحة النقاش