الصياغات السيمفونية و الكورالية لبعض الحان سيد درويش

يحتل فنان الشعب سيد درويش ( 1892 – 1923 ) مكانة رائدة فى تاريخ الموسيقا المصرية الحديثة . بما ادخله على الابداع الموسيقى المصرى من تغييرات جوهرية فى اساليب التلحين و فى الموضوعات التى تناولهما فى اعماله . فهو قد حرص على ان تعبر الموسيقا عن معانى الكلمات و لم يعد الغناء عنده لمجرد التطريب و استعراض الامكانيات الصوتية المتميزة فقط و انما جاءت اعماله معبرة بالاضافة الى ذلك فقد تنوع انتاجه الغنائى بين الادوار و الموشحات و الطقاطيق و اغانى الطوائف المختلفة و الحانه الوطنية ثم انتاجه الاكبر فى مجال المسرح الغنائى حيث لحن واحد و ثلاثين مسرحية غنائية خلال سبع سنوات ما بين عامى ( 1917 – 1923 ) .

و قد نالت اعماله اعجاب العديد من مؤلفى الموسيقا المصريين مما دعاهم الى استخدام بعض الحانه و اعاده صياغتها فى اعمال سيمفونية  او كورالية بمصاحبة الاوركسترا السيموفونى و من هؤلاء نذكر ابو بكر خيرت ( 1910 – 1963 ) و محمد حسن الشجاعى ( 1903 – 1963 ) و طه ناجى ( 1930 ) و مؤلف الموسيقا اليوغسلافى بوريس باباندوبولو ( 1906 ) الذى كلف بكتابة عمل على اساس الحان سيد درويش ليقد فى حفل افتتاح قاعة سيد درويش بالهرم فى ( 21 / 5/ 1967 ) و بالفعل كتب عملا بعنوان ( المارش العربى ) و قدم فى حفل الافتتاح .

و فيما يلى نستعرض بعض الصياغات السيمفونية و الكورالية التى كتبت على اساس بعض الحان سيد درويش .

1- تنويعات سيمفونية على لحن سيد درويش لابو بكر خيرت :

كتبها المؤلف عام 1958 و هى الحركة الثانية من سيمفونية الثالثة و عنوان الحركة بطىء و شجى و قد كتبها المؤلف فى صيغة اللحن و تنويعاته و اللحن الاساسى الذى تمت عليه التنويعات هو لحن مستعار من المسرحية الغنائية شهرزاد لسيد درويش الذى يؤديه العسكرى ( زعبلة ) و هو يناجى خطيبته و يقدم المؤلف سبع تنويعات اوركسترالية على اللحن و صيغة اللحن و تنويعاته تعنى ان يقدم المؤلف لحنا ثم يعيد تقديمه عدة مرات باشكال مختلفة فقد يغير السرعه او الميزان الموسيقى او النسيج الموسيقى للحن او الالات المؤدية له .

2- الافتتاحية الشعبية لابو يكر خيرت :

كتبها المؤلف عام 1960 و اهداها الى لزعيم الراحل جمال عبد الناصر و يستغل فيها المؤلف لحنين متعارضين فى الطابع من الحان سيد درويش فى المسرحية الغنائيه ( شهرزاد ) و استعمل معهما لحنا فرعيا من المسرحية الغنائية ( العشرة الطيبة ) جاء اللحن الاول نشيطا و له كل صفات الموضوع الاول فى صيغته الصوناته الدراميه التكوين و جاء اللحن الثانى ذا طابع غنائى و يتقابل اللحنان فى قسمى العرض و التفاعل و نراه يدعم اللحن الاول بالحان اخرى من وضعه تؤديها الات النفخ الخشبية بما يشبه " التقاسيم  " و هنا يدخل اللحن الثالث قبيل قسم اعادة العرض حيث يعاد اللحنان الاولان و يعقب ذلك ختام سريع من كل الات الاوركسترا .

3- إعادة صياغة لطقطوقة ( ايه العبارة ) لسيد درويش كتبها ابو بكر خيرت :

صاغها المؤلف ليؤديها مغن منفرد و كورس من الجنسين مع الاوركسترا السيمفوني و قد حاول ابو بكر خيرت في هذا العمل المحافظة على طابعه العربي و قام بأداء  اللحن الاساسى آلات النفخ الخشبية يليها آلة القانون بمصاحبة التي الطبلة و رق ثم تقوم الوتريات بتكرار اللحن و تقوم ألتا الإيقاع بدور بارز فى مصاحبة الجميع و تنتهي الطقطوقة فئ صياغتها الجديدة فى قوة ووضوح من المغنى المتفرد و الكورس و الاوركسترا .

4- صياغة جديدة للحن الشيالين لسيد درويش كتبها طه ناجى :

قدمها قائد الاوركسترا و المؤلف الموسيقى المصري طه ناجى ( 1930 ) و عزفها اوركسترا القاهرة السيمفوني تحت قيادته فى الثالث من يوليو عام 1987 و جاءت هذه الصياغة كحركة ثالثة فى المتتالية الأولى للاوركسترا للمؤلف . كما قدم طه ناجى فى نفس الحفل صياغة اوركسترالية جديدة للحن ( الجنود ) لسيد درويش ايضا و كتبه المؤلف فى صيغة اللحن و تنويعاته .

5- صياغة اوركسترالية لبعض الحان المسرحيتين الغنائيتين ( العشرة الطيبة ) و ( شهرزاد ) كتبها محمد حسن الشجاعى :

كتبها المؤلف الموسيقا و قائد الاوركسترا الراحل محمد حسن الشجاعى الذى عاصر سيد درويش و تعامل معه فاسند ادوار المغنيين و المغنيات و الكورس فى النص الاصلى إلى آلات الاوركسترا لتؤديها منفردة ا وفى مجموعات و هكذا قدم العمل فى صورة موسيقية بحتة و أدتها آلات الاوركسترا فقط .

6- المارش العربي لمؤلف الموسيقا اليوغسلافى بوريس باباندوبولو : 

كلف مؤلف الموسيقا اليوسغلافى بوريس باباندوبولو بكتابه مؤلف موسيقى على اساس بعض الحان سيد درويش ليقدم فى حفل افتتاح قاعة سيد درويش بالهرم فى ( 21/5/1967 ) فكتب مؤلفا اسماه ( المارش العربي ) و بناه على الحان منها ( اقرا يا شيخ قفاعة تليغراف اخر ساعة ) و ( بلادي بلادي لكي حبي و فؤادي )

*** و هكذا نجد ان تأثير موسيقا سيد درويش لم يحدث فقط على الملحنين التاليين عليه فى أجيالهم المختلفة و إنما تعداه الى المؤلفين الموسيقيين المصريين الذين أعجبوا بإعمال سيد درويش و اختاروا نماذج منها و أعادوا صياغتها بالصورة التي اوضحناها .