صورة لالة الناى
حيث أن لكل قصبة طولاً مختلفاً، فهى تحدث بالضرورة صوتاً مخالفاً لما تحدثه قصبة من طول آخر ومن المرجح أن يكون قد تم تقريب كل هذه القصبات تبعاً لأطوالها الخاصة بقصد أن تصنع فى النهاية آلة ناى واحدة تستطيع أداء كل النغمات، وهو ما أدى إلى صنع الناى ذى القصبات السبع الذى أطلق عليه "ناى الإله بان"، أى الناى الذى يصدر كل النغمات، لأنه فى واقع الأمر يعطى كل النغمات الدياتونية المختلفة، وفى النهاية ومع دورة الزمن، رأى القدماء أن يثبتوا وبالترتيب فى قصبة واحدة الأبعاد المختلفة لأطوال القصبات السبع، وأن يثقبوا ثقباً فى المكان الذى ينتهى عنده طول كل منها، وهكذا تكونت آلة الناى ذو القصبة الواحدة.
وفى الوقت نفسه، كان هناك نوعاً من النايات يسمى "المونول"، أى وحيد القصبة، جاء على غرار النوع الأول قبل تطويره، ولم يكن سوى قصبة بسيطة من البوص، ومن المؤكد أن القدماء فى مصر كانوا يستخدمون أنواعاً كثيرة ومختلفة من آلات الناى، نرى رسوماً لها داخل جبانات الجيزة، وفى كهوف الجبل الواقع فى مدينة "اليتيا القديمة"، "الكتاب" حالياً، وقد نسب "أوفريون" فى كتابه (الشعراء الغنائيون) إلى عطارد إختراع الناى البسيط ذى القصبة الواحدة "المونول"، وإن كان آخرون ينسبون شرف صنعه إلى "سيوث Secuh"، "روناكس ميديس( Ronax medes).
وقد يكون اسم "سيوث" هو نفسه اسم "تحوتى" الذى يطلقه "افلاطون" على "عطارد"، أو لعل الاسم لم يكن سوى صفة يشار بها الى أول رجل عبقرى ابتكر آلة الناى وفن العزف عليها.
ويقول "جوبا Jupa" فى كتابه الرابع من مؤلفه المسرحى (Historic Thetrale)، أن المونول أو الناى وحيد القصبة قد اخترعه على يد "أوزيريس"، وهو نفسه ما يقال عن الناى الذى يطلق عليه اسم "فوتنكس Photinx)، ومع ذلك، فبالإضافة إلى انه لا يرجح كثيراً أن يقدر رجل واحد بمفرده أن يكون مخترعاً لنوعين من الناى مختلفين لهذا الحد، ومن جهة اخرى فإن دقة صناعة الآلات يوجد نماذج منها فى المتاحف تتساوى مع روعة التناسب والتناسق ووضوح الجمال التى تتميز بها النقوش الفرعونية.
ساحة النقاش