محمود دياب .....القاضى الذى حاكم الواقع مسرحيا
فى مثل هذه الأيام من شهر أغسطس عام 1932 م ولد محود دياب بالإسماعيلية و توفى فى أكتوبر عام 1983م.
و بروح الحقوقى الذى تدرج فى ىالوظائف القضائية بهيئة قضايا الدولة من النائب حتى (المستشار) قدم كتاباته الأدبية مهتما بقضايا الوطن و المواطن فى ميادين القصة و القصة القصيرة و الرواية و النصوص المسرحية و الأعمال والأعمال السينمائية و التلفزيونية حاملا على عاتقه هموم المواطن العربى البسيط فى كتاباته.
و فى نفس الوقت كانت أعماله تشخص و تستشرف حال العالم العربى فى ذلك الوقت , فى لغة عربية رصينة و بناء درامى محكم متخذا من أحداث و عبر التاريخ منهلا لاعادة صياغة الواقع ,و بدا متأثرافى كتاباته المسرحية بمنهج "برتولت بريخت" الباحث عن تحقيق العدل الأجتماعى , و القضاء على الظلم بتعرية الواقع و نقد التاريخ ,ولذا يراه بعض النقاد يجلد شخوصه المسرحية و يقسوعليهم فى رحلة تطهر قاسية.
أشهر مسرحياته :
- "المعجزة " مسرحية من فصل واحد كتبها عام 1959م .
- "البيت القديم " 1963مسرحية من ثلاثة فصول .
- "الزوبعة" 1964 مسرحية من ثلاثة فصول .
- " الضيوف" 1965مسرحية من جزئين.
- "البيانو" 1965كوميديا فى خمسة مشاهد .
- "الغريب " 1966مسرحية فى فصل واحد .
- "ليالى الحصاد" 1967 مسرحية من ثلاثة فصول .
- "الهلافيت" 1968مسرحية من ثلاثة فصول .
- "باب الفتوح" 1970 مسرحية من ثلاثة فصول .
- "رجل طيب فى ثلاث حكايات " 1970 ثلاث حكايات منفصلة متصلة وهم "رجال لهم رؤوس" , الغرباء لا يشربون القهوة" , " اضبطوا الساعات" .
- "قصر الشهبندر" 1974مسرحية من ثلاثة فصول .
- "رسول من قرية تميرة" 1974مسرحية من ثلاثة فصول.
- "أرض لا تنبت الزهور" 1979 (أخر أعماله ) مسرحية فى ثلاثة فصول .
فى مسرحيته (البيت القديم) و التى كتبها عام1963م أعلن محمود دياب عن مواقفه الأجتماعية و السياسية فى الأنحياز للمواطن البسيط وتبنى مبادئ التحرر و رفض الظلم و الذى تطور عبر سنوات عمره الخمسين التى عاشها فى تبنى و مساندة قضايا الأمة المصرية فى حيزها العربى .
المسرحية حازت على جائزة المجمع اللغوى المصرى و قدمت على خشبة المسرح فى القاهرة و الأقاليم المصرية وفى سوريا و العراق و السودان .
يقررالتحررمن وهم وزيف الطبقة الأرستقراطية متأسيا بالمنحى الأقتصادى و السياسى الاشتراكى فيقول على لسان "أحمد عبد الحميد" المهندس الشاب الذى كان يتطلع للحراك الزائف من طبقته الشعبية البسيطة وهو يتطلع من نافذة فى قصر السيد "رحمى" والد زوجته العتيدة حيث رموزالترف و الغنى تتجسد من خلال عناصر هذا القصر بكل ما يحوى إلا أنه يوجه كلامه ل (ميمى هانم) زوجة رحمى وأم خطيبته : "لقد بدأت أحب العصافير يا مدام " و ما كانت العصافير إلا رمزا للحرية المنشودة و التحررمن هيمنة الإقطاعية و الأرستقراطية المزيفة .
فى عام 1965 كتب مسرحية "الزوبعة" وحاز بها على جائزة منظمة اليونسكو لأحسن كاتب مسرحى عربى و ترجمت إلى عدة لغات منها الإنجليزية و الفرنسية والألمانية .
فى فضاء "القرية" كرمز للوطن بنى محمود دياب الصراع فى "الزوبعة" بين فرد مظلوم (أبو شامة ) أضاعته شهادة الزور و حملته الى إلى السجن وأغتصبت أرضه و تشرد ابناؤه و مجموع ظالم يجمع كل النماذج المقيته التى يأكل بعضها البعض فى سبيل المال و السلطة .
هذا و قد انشغل محمود دياب فى الستينات بقضية العلاقة بين الفرد و الجماعة و كانت مسرحية "الهلافيت" ذروة هذة المرحلة و يذكر أن تلك الكوميديا الريفية عرضت ليلة واحدة فى إحدى قرى الدلتا عام 1969 لكنها منعت من العرض فى القاهرة .
و تحكى المسرحية عن الهلافيت الحفاة (الذين وجدوا فى القرية ليعملوا فى خدمة الآخرين فى الأرض أو فى البيت ,مقابل أجر ثم فى ؟أوقات الفراغ مضحكوالآخرين بغير أجر ).
رغم تبدل الكثير من المفاهيم فى سبعينيات القرن العشرين إلا القاضى محمود دياب ظل متمترسا برسالته ورأيه الجاد بنقد وإعادة صياغة التاريخ فكتب مسرحيته" رسول من قرية تميرة " 1974م إحدى أهم المسرحيات التى تناولت فى قالب كوميدى راق الإنعكاسات الإجتماعية لحرب أكتوبر مناقشا لمسألة الحرب و السلام المزمع – حينها - مع العدو .
ثم يعود محمود دياب ليستمد من التاريخ فى آخر أعماله المسرحية " أرض لا تنبت الزهور " و التى كتبها عام 1979وهى الفترة التى سيطرت على الكاتب النزعة السوداوية ربما لقراءته المستغرقة فى الأدب الروسى خاصة الأديب الفذ (ديستوفسكى) و فكرة المسرحية ذاتها تدور حول أستحالة السلام مع اللئام من البشر اللذين ماتت أنسانيتهم و سيطر الحقد و الكراهية على طبيعتهم و تجلت تلك الفكرة فى جملة رئيسية بالمسرحية : (أرض أرتوت بالحقد لا يمكن أن تنبت بها زهرة حب).
دعاء صالح
المصدر : نشرة المهرجان القومى للمسرح
ساحة النقاش