هي أول أوبرا مصرية تقدم في صورتها المسرحية الحية، جاءت في ثلاثة فصول وثمانية مشاهد، وهي مستوحاة من قصص " ألف ليلة وليلة" شعر سلامة العباسي، موسيقي عزيز الشوان.
قدم عرضها الأول في صورة كونسير (أي بدون ملابس خاصة بالعرض أو ديكورات أو حركة مسرحية) بدار أوبرا القاهرة في أول يوليو 1994، ثم قدمت في صورتها المسرحية الحية في الثالث والعشرين من يونية 1996 بدار أوبرا القاهرة، وأوبرا "انس الوجود" تعرض مشاهد من الحياة المصرية في نهاية العصر القبطي والفترة الأولي من الفتح العربي لمصر، وقد جاءت الأوبرا في ثلاثة فصول وثمانية مشاهد.
الفصل الأول يتكون من مشهدين وفاصل أوركسترالي بين المشهدين الأول والثاني، أما الفصل الثاني فيتكون من ثلاثة مشاهد يحتوي المشهد الثاني منها علي بعض رقصات الباليه، وجاء الفصل الثالث مكوناَ من ثلاثة مشاهد أيضاَ يحتوي المشهد الأول منها علي رقصات للباليه، كما يتضمن المشهد الثاني بعض مشاهد الباليه يقدمها الرجال، تصور محاولات "أنس الوجود" العبور خلال مياه النهر، حيث تهاجمه التماسيح، ويدور الصراع بين "أنس الوجود" والتماسيح حتي حلول الظلام.
وأنس الوجود أسطورة حب من أساطير "ألف ليلة وليلة"، وهي قصة حب بطلها "أنس الوجود" وهو جندي مصر من جنود السلطان، أما البطلة فهي "ورد الأكمام" ابنة وزير الدولة، يعجب السلطان بابنة الوزير ويطلب يدها للزواج من والدها، فيرحب الوزير بطلب السلطان وهو لا يدري أن أبنته تحب الجندي "أنس الوجود" وينقل الوزير إلى ابنته "ورد الأكمام" رغبة السلطان في الزواج منها، ولكنه يصدم برفضها لهذا الشرف، ويتقرر نفي ورد الأكمام مع وصيفاتها إلى إحدي الجزر لمدة عام، ويعرف "أنس الوجود" مكانها، فيبدأ رحلة شاقة للوصول لمنفاها، وفي النهاية ينجح في الوصول إليها، ويتصادف أن يكون وصول "أنس الوجود" مع انتهاء فترة نفيها، ويصل السلطان والوزير إلى الجزيرة، وعندما تتمسك "ورد الأكمام" بحبها لـ"أنس الوجود" يأمر السلطان بإعدامه، وهنا تقف "ورد الأكمام" عارضة حياتها فداء لحبيبها، وأمام هذه التضحية يتراجع السلطان ويعفو عن "أنس الوجود" ويبارك حبهما ويمنحها القصر هدية لزواجهما.
بقلم / د زين نصار.
المصدر / جريدة القاهرة العدد 235
12 أكتوبر 2004
ساحة النقاش