سيفونية تصورية كتبها مؤلف الموسيقي المصري الراحل دكتور سيد عوض 1926 – 2000 تخليها لاحداث إحدي المعارك الفاصلة في تاريخ الحروب بين العرب والروم فقد استطاعت الجيوش العربية بقيادة القائد العربي خالد بن الوليد عام 336 م أن تحقق انتصارا حاسما وساحقا علي جيوش الروم بعد معركة ضارية علي ضفاف نهر اليرموك ، وكان لذلك الانتصار الذي حققه خالد بن الوليد اثاره الكبيرة ، ومن اهم نتائجه أن اصبحت بلاد الشام قاعدة للدول العربية .
وقد أمضي دكتور سيد عوض عدة سنوات في كتابة سيمفونية اليرموك ، حيث صور بالموسيقي أحداث المعركة التاريخية الحاسمة بين العرب والروم والتي اعتمد المقاتلون فيها علي استخدام السيوف والحراب والدروع وعلي البسالة والشجاعة البشرية بالدرجة الاولي ، فقد نجحت الجيوش العربية في عبور نهر اليرموك واحتلت منطقة السهول علي ضفتيه .
وقد سجل الدكتور سيد عوض كل تلك الاحداث التاريخية خلال الحركات الاربع السيمفونية وقد اعاد المؤلف النظر في السيمفونية وادخل عليها بعض التعديلات الجوهرية سواء في اسلوب التدفق اللحني أو الكتابة الاوركسترالية .
ومما لاشك فيه أن التعبير بالموسيقي عن الاحداث الكبيرة في تاريخ امتنا العربية يعتبر من الاعمال التي تستحق التشجيع لتكون نموذجا يحتذى به المؤلفون الموسيقيون في مختلف البلاد العربية
وقد جاءت السيمفونية كالمعتاد في اربع حركات علي النحو التالي :
الحركة الاولي : سريعة وهي تؤرخ لليومين الاول والثاني من المعركة ، مرحلة الاعداد بإجراء المناورات والمناوشات والمبارزات الشخصية .
الحركة الثانية : بطيئة ، وتسجل احداث اليوم الثالث من المعركة وما دار فيه من اعمال الكر والفر بين الجانبين ، حيث لم تصل المعركة بعد إلي الحسم .
الحركة الثالثة : متوسطة السرعة ،، وتسجل احداث اليوم الرابع للمعركة ، وازدياد الامل في انتصار جيوش المسلمين كما تسجل ايضا النصر الكبير الذي احرزه الفرسان العرب في المبارزات الشخصية .
الحركة الرابعة : سريعة وتسجل احداث اليومين الخامس والسادس للمعركة ، حيث بلغ القتال ذروته بعد أن اشتد وطيس المعركة ، وتأكد فوز جيوش المسلمين وانتصارهم انتصارا ساحقا علي جيوش الروم . ويعبر المؤلف خلال السيمفونية ببلاغة موسيقية عن سير المعارك وصليل السيوف وارتطام الدروع .
بقلم: د/ زين نصار
استاذ المعهد العالى للنقد الفنى
المصدر : جريدة القاهرة العدد 234
تاريخ : الثلاثاء 5 اكتوبر 2004
ساحة النقاش