من اهم مؤلفات الموسيقي ذات البرنامج في أوروبا في القرن التاسع عشر . ويكون القصيد السيمفوني في حركة واحدة متوسطة الطول ، ويؤديه الاوركسترا السيمفوني ويحمل عنوانا يوضح الموضوع الذي تصوره الموسيقي ، والذي يمكن أن يكون قصة مثل القصيد السيمفوني " صبي الساحر " لمؤلف الموسيقي الفرنسي بول دوكا ، أو يصف مشاهد من الطبيعة مثل القصائد السيمفونية التي كتبها مؤلف الموسيقي التشيكي بدريش سميتانا بعنوان " بلادي " ، وقد يكون مستوحي من مسرحية مثل القصيد السيمفوني " هاملت " لمؤلف الموسيقي المجري فرانزليست أو يصف نوعا من الحالة النفسية لبلد ما كما في القصيد السيمفوني " فنلانديا " لمؤلف الموسيقي الفنلندي يان سيبيليوس وقد يكون مأخوذا عن قصيدة شعر . كما في القصيد السيمفوني " المقدمات " لفرانزليست . والموسيقي في هذا النوع من المؤلفات تكون تابعة للقصة ومصورة لموضوعها . وقد نشأ القصيد السيمفوني بوحي من نوعين اخرين من المؤلفات كانا شائعين في العصر الرومانتيكي وهما السيمفونية التصويرية والافتتاحية التصويرية . ويمكن القول إن الافتتاحية التصويرية كانت الخطوة الاولي نحو ظهور القصائد السيمفونية ، وإن كانت الافتتاحية التصويرية اقصر في مدتها الزمنية ، وتعتمد في بنائها الموسيقي علي صيغة السوناتة ، بينما يعتبر القصيد السيمفوني " من المؤلفات الموسيقية الحرة التي لا تتقيد بقالب موسيقي محدد وتسيطر عليه فكرة تصوير الموضوع الذي يعرضه . وأول من كتب قصائد سيمفونية هو مؤلف الموسيقي المجري فرانزليست وهو الذي ابتكر اسمها ، وكان أول قصائده السيمفونية بعنوان " ما يسمعه المرء عند قمة الجبل " علي قصيدة لفيكتور هوجو .
والجدير بالذكر أن كثيرا من المؤلفين قد تبعوه وكتبوا قصائد سيمفونية ، نذكر من نماذجها
" في سهوب اسيا الوسطي " لبورودين ، الجني " لفرانك " ليلة علي الجبل الاجرد " لموسورسكي ، شباب هرقل – مغزل أو مغال " لسان سانس ، " امريكي في باريس " لجيرشوين ، " دون جوان – ماكبث – وليم تل " لريتشارد شتراوس ، الذي اطلق علي قصائده السيمفونية اسم القصائد النغمية .
ومن مؤلفات القصائد السيمفونية المصرية نذكر :
" مصر – نحو دير في الصحراء – النيل والوردة – اهرام الفراعنة " ليوسف جريس ،
" بورسعيد – انتصار الاسلام – النيل – 6 اكتوبر " لرفعت جرانة ، والقصيد السيمفوني
" حكاية السندباد مع طائر الرخ الاسطوري " لكامل الرمالي .
المصدر : جريدة القاهرة العدد 230
تاريخ : الثلاثاء 7 سبتمبر 2004
بقلم : د/ زين نصار
ساحة النقاش