شهدت جلسات مؤتمر "المسرح الذى لا نعرفه" والذى تقيمه أكاديمية الفنون تحت رئاسة د./ سامح مهران وبالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة بقيادة د./ عماد أبو غازى حضور مكثف ومشاركات عديدة من دول مختلفة، هذا إلى جانب حضوراً إعلامياً على أعلى مستوى وخلال إحدى الجلسات قدم د./ توماس بوستلويت – جامعة واشنطن محاضرة حول واحدة من سرديات الأصل فى تاريخ المسرح ودراسات الآداء ... تناول خلالها واقعة بلاك ماونتن وبدايات الفن الطليعى .. مشيراً إلى أنه فى صيف عام 1952 وقعت واقعة هامة فى تاريخ فنون الآداء فى حرم كلية بلاك ماونتن بأحد المدارس التجريبية للفنون وقد أخذت هذه التجربة أبعاداً أسطورية نظراً لوجود الموسيقى جون كيدج ومصمم الرقصات ميرسى كننجهام والرسام روبرت روشبنرج والمؤلف جاى وات وكانت هذه العناصر المختلفة تشكل تجديداً طليعياً فى المسرح ورغم أنه قد تلى ذلك تطورات كثيرة منذ عام 1952 فى مجالات المسرح الطليعى والرقص والموسيقى والفن إلا أن كل هذه التطورات قد نسبت لما حدث فى بلاك ماونتن ولا يقتصر ذلك على من يكتبون عن المسرح الأمريكى بل يرد ذكر تلك الواقعة فى عدد لا حصر له من الكتابات التى تدور حول الحركات الطليعية فى أوروبا وغيرها مما يطرح سؤالاً لماذا حظيت تلك الواقعة بكل هذا الاهتمام وبتلك المكانة العظيمة لدى جمهور النقاد والباحثين؟ مما يدعو إلى مراجعة بعض المفاهيم عن أصول الوقائع التاريخية، ناهيك عن الحاجة إلى مراجعة المفهوم الشائع حول "نقاط التحول فى التاريخ" ويذكرنا ذلك بأن العلاقة بين الذاكرة والتاريخ علاقة محفوفة بالمخاطر للمؤرخين.
المصدر/المركز الاعلامى اكاديمية الفنون
ساحة النقاش