قال أفلاطون : من حزن فليستمع للاصوات الطيبة فان النفس اذا حزنت خمد منها نورها فاذا سمعت ما يطربها اشتعل منها ما خمد.

وكان اسكندر ذو القرنين اذا وجد في نفسه ما يعكر صفو مزاجه من انقباض او حدس دعى تلميذه ليحضرله العود ويضرب عليه فيزول عنه ما كان به.

و قال أفلاطون أن هذا العلم لم يضعه الحكماء للتسلية واللهو بل للمنافع الذاتية ولذة الروح و الروحانية وبسط النفس وترويض الدم. اما من ليس له دراية بذلك فيعتقد انه ما وضع الا للهو واللعب والترغيب في لذة شهوات الدنيا والغرور بما فيها.

وقال احد الحكماء ان الغناء فضيلة تعذر على المنطق اظهارها ولم يتعذر على النفس اخراجها بالعبارة فاخرجتها النفس لحنا موزونا فلما سمعتها الطبيعة استلذتها وفرحت وسرت بها.فاسمعوا من النفس حديثها ومناجاتها ودعوا الطبيعة والتامل لزيناتها لئلا تغرنكم.
و يقول الفقيه الأديب إبن عبد ربه الأندلسي ( 860/939 م )، صاحب " العقد الفريد " :
" ... و قد يتوصل بالألحان الحسان إلى خير الدنيا و الآخرة، فمن ذلك أنها تبعث على مكارم الأخلاق من اصطناع المعروف وصلة الأرحام و الذب عن الأعراض و التجاوز عن الذنوب ".
و قال اخر : احذروا عند سماع الموسيقىان تثور بكم شهوات النفس البهيمية نحو زينة الطبيعة فتميل بكم عن سنن الهدى وتصدكم عن مناجاة النفس العليلة.

وقال اخر : ان اصوات الات الطرب ونغماتها و ان كانت بسيطة ليس لها حروف معجمة فان النفوس اليها اشد ميلا ولها. أسرع قبولا لمشاكله ما بينهما.وذلك أن النفوس أيضا جواهر بسيطة روحانية ونغمات الطرب كذلك والإشكال إلي أشكالها تميل

وقال اخر : ....نعم وان كانت ليست بحيوان فهي ناطقة فصيحة تخبر عن اسرار النفوس وضمائرالقلوب ولكن كلاهما اعجمي يحتاج الى ترجمان..

وقال غيره : ان جوهر النفس لما كان مجانسا و مشاكلا للاعداد التاليفية وكانت نغمات الطرب موزونة و ازمان حركات نقراتها و سكناتها ما بينها متناسبة استلذتها الطباع و فرحت بها الارواح وسرت بها النفوس لما بينها من المشاكلة والتناسب و المجانسة. وهكذا احكمها في استحسان الوجوه و زينة الطبيعيات لان محاسن الموجودات الطبيعية هي من اجل تناسب اصباغها وحسن تاليف اجزائها.

وقال أخر : الغناءغذاء الارواح كما ان الاطعمة غذاء الأشباح.

 وقال العلامة ابن خلدون رحمه الله في سبب اللذة الناشئة عن الغناء : ان اللذة هي الادراك الملائم. والمحسوس انما تدرك منه كيفيته فاذا مانت مناسبة للمدارك وملائمة مانت ملذة واذا مانت منافية له منافرة مانت مؤلمة. فالملائم من الطعام ما ناسبت كيفيته حاسة الذوق في مزاجها وكذا الملائم من الملموسات وفي الروائح ما ناسب مزاج الروح القلبي البخار لانه المدرك واليه تؤديه الحسة و لهذا كانت الرياحين والازهار والعطريات احسن رائحةواشد ملائمة لغلبة الحرارة فهي مزاج الروح القلبي.

و قال لودفيك فان بيتهوفن : " الموسيقى وَحْيٌ يعلو على كل الحِكم و الفلسفات "

المصدر: المحرر
  • Currently 407/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
137 تصويتات / 26736 مشاهدة

ساحة النقاش

Fantasyfeelings
<h2 style="text-align: center;">قيل أيضًا (( الموسيقى لغة الشعوب ))</h2> <h2 style="text-align: center;">&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; أشكرك أخي الكريم</h2>
egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,827,433