صورة لالة الناى
الة الناى هى أقدم الالات الموسيقية فى الحضارة المصرية القديمة والتى ارتبطت بالمعتقدات الدينية فهى من اقدم ما سجله المصرى القديم على جدران المعابد المصرية وكذلك ما سجله الاغريقى القديم فى جداريات الحفر البارز والغائر ونقوش انية الفخار الاغريقية القديمة وايضا ما سجل فى اثار الهند وإفريقيا من لوحات نحتتها الحضارات القديمة .
لقد سجلت الحفريات طريقة العزف على حافة تلك الالة ومنها ما هو شائع إلى الان ، ومنه الذى تطور وتغير بين كثير من الشعوب .
ولقد سجل الفنان المصرى القديم منذ الاف السنين على اللوحات الحائطية فى المعابد صورا للفرق الموسيقية المصرية يظهر فيها الناى باعتباره عنصرا أساسيا فى الفرقة الموسيقية مع الصنج والكنارة .
لقد اظهرت حفريات جدران المعابد أن قدماء المصريين كانوا يستخدمون أنواعا كثيرة ومختلفة من الات الناى ورغم تعدد أشكالها نجدها كلها كانت فى الاصل قصبة مجوفة ثم تغيرت إمكاناتها وأشكالها ، ومنها ما تبدلت وظائفها وارتبطت أحيانا بفنون الغناء والانشاد وتنوعت خبرة الانسان ومجالات استخدام هذه الالة فى مختلف مناسبات الحياة وتجارب الانسان التى مارسها خلال تجربة الحياة على مر العصور .
والة الناى شائعة فى الريف والبادية ، فى الجبال والوديان ، فهى الة الراعى الموسيقية وأيضا الة الفلاح وهى أنيس الحادى فى رحلة القافلة عبر الصحراء الممتدة فى الافق يبدد العازف بصوتها الشاعرى صمت الطبيعة فى سكونها الخاشع ويصدر الزفير المنبعث من صدر العازف خلال فتحاتها كأهات تلامس أحاسيس ومشاعر الانسان المصغى لها مع تسابيح الوجود الانسانى ويصفها البعض بأنها قيثارة السماء التى انبعثت من الارض تحاور فى الليالى الصافية صمت النجوم السابحة . وظلت بوجودها الصامت شاهد على دور الحياة وأصبحت هذه الالة العاشق ، والولهان ، فتحولت النسمات إلى أهات والاهات إلى نغمات إلى تسابيح ويصبح الكون من خلال أنغامها التى تكون ألحانها هى لغة الوجود .
وتعتبر من فصيلة الناى كل ألة يقع النفخ فيها على حافة قصبتها مباشرة سواء صنعت هذه الالات من قصب الغاب او من الخشب كألات السلمية والكولة والعفاطة والارغول والشاه وما يماثلها وكلها الات تعتبر من الناحية العلمية فصيلة واحدة وإنما تختلف فى الوان أصواتها تبعا لاختلاف أطوال قصبتها وسعة قطرها والمواد التى تصنع منها وتستعمل هذه الالات فى الاغلب الاعم فى الموسيقى الشعبيه والدينية .
إن الموسيقى التى تستمد من الدين شعاعا قدسيا تلعب دورا مهما عند المتصوفين الذين استخدموا هذا اللون من الموسيقى فى الانشاد وحلقات الذكر
لقد امتلأت أشعار الصوفية بما كان وقد استقرت فى الافهام من أن جمال الصوت أو النغم وما يعبر عنه شىء صادر من عالم علوى يتذكر به السامع ما كان من لقاء الارواح بالحى القيوم قبل حلولها فى الابدان وينصب دور السامع على تحويل معانى النغم إلى مقياس لواقع حاله مع الله فإن كان المعنى كتابا أو قبولا أو بعدا ووحشة أجرى بها قياس المراجعة لحاله مع ربه لتتيقظ فى قلبه سخونة الحض على طلب المزيد من حب الله ورضوانه .
ولقد صاحبت الة الناى الاداء الغنائى فى شكله الدينى ( على وجه الخصوص ) كما صاحبت التراتيل الصوفية والدراويش وأيضا غناء المداحين والانشاد الدينى وحلقات الذكر والموالد فى جميع المناسبات الدينية على اختلافها كما كان لها دور بارز فى أعمال الكثير من الموسيقيين وعلى سبيل المثال وليس الحصر ( رياض السنباطى – زكريا أحمد محمد عبد الوهاب – محمد الموجى – كمال الطويل – عبد الحليم نويرة – عطية شرارة – أحمد فؤاد حسن – وغيرهم ) .
لذلك يهدف هذا البحث إلى إبراز ألة الناى فى الموسيقى الدينية الاسلامية المصرية . ومن هنا تبرز أهمية البحث فى ان ألة الناى هى الالة الموسيقية الوحيدة التى ظلت محتفظة بكل مكوناتها الاساسية منذ الحضارة الفرعونية القديمة وحتى الان حيث كان لها دور كبير فى مصاحبة الغناء الدينى
( الفرعونى ) واستمر هذا الدور إلى الان رغم تعاقب الحضارات على مصر وبرز بوضوح دور الة الناى حديثا فى مصاحبة الموسيقى الدينية الاسلامية فى والذى يعتبر امتدادا طبيعيا لدورها منذالحضارة الفرعونية القديمة .
والموسيقى الدينية الاسلامية فى مصر تتناول :
1- الموسيقى الدينية الصوفية .
2- الانشاد الدينى ( التواشيح – والاغانى الدينية ) .
3- الابتهالات الدينية ( الادعية ) .
4- القصائد الدينية .
5- الموسيقى الدينية الالية البحتة .
ويتناول هذا البحث شقين :
الاول : رحلة لالة الناى عبر التاريخ القديم .
الثانى : دور الة الناى فى الموسيقى الدينية الاسلامية المصرية .
دور الة الناى فى الموسيقى الدينية الاسلامية المصرية :
احتضنت الاديان على اختلافها قديما وحديثا فنون الموسيقى لتنسج من الحانها حلة نورانية تسبغها على المشاعر وتجتذب بها العواطف وتوقظ بها الارواح الصافية لتبعث فيها نورا من الحب الالهى الاعلى ثم تندرج بها من خلق العاطفة والشعور فى الجانب الروحى إلى توجيه تلك العاطفة لنفسها إلى وبذله للغير .
والموسيقى تعبر عن التصوف من قديم الزمان عرفها المتصوفون فى مختلف العصور وقد كانت من قوة تأثيرها ان وصل الانسان إلى قمة الروحانية عند سماعها والموسيقى تعبر عن الاحاسيس والمشاعر المختلفة والمتعددة للانسان طول مراحل حياته من الميلاد وحتى الممات .
وتتكون الفرق الموسيقية فى هذه العروض من منشد ( صييت)
وفرقة مكونة من :
1- عازف الناى ويسمى ( نياتى )
2- عازف المزمار .
3- عازف العفاطة ويسمى ( عطفطى ) .
4- عازف العود ويسمى ( موسيكى ) بحرف الكاف وليس القاف .
5- ضابط إيقاع ( طبلجى ) .
6- ضابط إيقاع ثان ( رقاق ) .
7- مجموعه من عازفى الدفوف والمزاهر .
جدول لبعض ألحان التواشيح والاغانى الدينية :
المصدر: ملخص بحث الة الناى فى الموسيقى الدينية الاسلامية المصرية
د / عاطف امام فهمى
ساحة النقاش