هناك أيام مجيدة في حياة كل شعب من الشعوب، وفي تاريخنا الحديث يمثل السادس من أكتوبر 1973 يوماَ مجيداَ في تاريخ العسكرية المصرية ففيه حققت النصر واستردت الكرامة واستعادت الأرض وصانت العرض، وردت لكل مصري وعربي اعتباره.
وكان فن الموسيقي والغناء أول من سارع للإسهام في دعم المقاتل في ميدان القتال، ورفع الروح المعنوية للجبهة الداخلية.
فسمعنا أغاني مثل "بسم الله الله أكبر سمينا وعدينا – عبرنا الهزيمة- عاش اللي قال – رايحين راجعين – ابنك يقول لك يابطل" كانت هذه أمثلة من الأغاني التي سارع الفنانون المصريون بتقديمها منذ أول لحظة لاندلاع المعارك.
ومن المؤلفات الموسيقية البحتة التي كتبت لتخلد هذه الذكري المجيدة القصيد السيمفوني 6 أكتوبر، لمؤلف الموسيقي المصري المعاصر محمد رفعت جرانة، الذى قال عنه: "لقد كتبت هذا القصيد السيمفوني بعد أن عشت المعركة واستمعت إلى أبطالها، وقصص البطولات والأمجاد التي حققها الجندي المصري خلال المعارك الشرسة " سواء بالعبور الكبير لقناة السويس المانع المائي الضخم أو في تحطيم خط بارليف الحصين أو إنهاء أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
ويضيف جرانة "بدأت في كتابة هذا القصيد السيمفوني بعد شهر من بداية المعركة وجعلت لكل آلة موسيقية دورها في تصوير الأحداث".
وقد انتهي جرانة من كتابة هذا القصيد السيمفوني عام 1974.
يستهل القصيد السيمفوني 6 أكتوبر بتصويره الهدوء الذي كان يسود الجبهة، ثم تسمع دقات بندول الساعة انتظارا لحلول ساعة الصفر وتستمر دقات البندول حتي تعلن ساعة الصفر من الأجراس "الساعة الثانية ظهراَ".
ويبدأ الهجوم الكبير فيصوره المؤلف بأداء قوي من الأوركسترا كاملاَ، ويسمع جزء من السلام الوطني تعبيراَ عن رفع الأعلام المصرية فوق جبهة القتال إعلاناَ عن انتصار قواتنا المسلحة وتمركزها في مواقعها.
وقد استطاع رفعت جرانة استعراض قدراته المتميزة في الكتابة للاوركسترا الكبير للتعبير والتصوير مستغلاَ في ذلك لغة هارمونية حديثة، تتضح من خلال استخدامه الواعي للتآلفات المتنافرة، فجاء قصيده السيمفوني معبراَ أفضل تعبير عن أحداث معارك السادس من أكتوبر 1973 المجيدة.
بقلم/ د. زين نصار
المصدر/ جريدة القاهرة العدد 236
الثلاثاء 19 أكتوبر 2004
ساحة النقاش