هل تبدأ حين تجلس وتقول لنفسك سأبدأ بكتابة سيناريو، أين تبدأ ؟ في سيارة تندفع مسرعة في الصحراء ؟ في حلبة السباق حيث الجمهور المنفعل ؟ هل تبدأ بالصمت ؟ بالصوت العالي لدقات الساعة ؟
أين يبدأ الكاتب ؟ هذا السؤال يطرق مسامعي بصورة مستمرة في حلقات تعليم السيناريو وفي المحاضرات هنا وفي كل مكان، الكل يخبرني إن لديه فكرة جيدة لكتابة سيناريو، لكن لا يعلمون من أين يبدؤون بها. هل يجب على هؤلاء أن يكتبوا معالجة أو أن يضعوا الخطوط الرئيسية لها، أو يكتبوا ملاحظات حولها. هل يبدؤون بشخص ما أو بمقال في جريدة، أو عنوان. كتابة السيناريو هي عملية، عضوية، متغيرة بشكل دائم ومتطورة بشكل مستمر.إنها مهنة ترتقي إلى مرتبة الفن. هناك مراحل محددة يعمل فيها الكاتب على تجسيد فكرة ما ومعالجتها دراميا. عملية الخلق هي ذاتها في كل الأنواع الأدبية، لكنها تختلف في الصيغة
حين تجلس وتقرر كتابة سيناريو فانك تبدأ بعملية قد تمتد لشهور. وربما لسنوات لتنتهي ب 120 صفحة مليئة بكلمات ووصف وحوار، في نص يدعى سيناريو
إن كنت تعلم من أين يبدأ الكاتب سيكون بمقدورك أن تعمل مدخلا يرشدك في جميع المراحل التي تمر بها في كتابة السيناريو وهذا هو غرض هذا الكتاب بالتحديد
إذن- أين يبدأ الكاتب ؟
مع صفحة فارغة ؟ نعم لكن عليك أن تملأ 120 صفحة فارغة بسيناريو. والسيناريو يعرّف انه قصة تسرد بالصور والحوار والوصف وتوضع في سياق بناء درامي
ماذا لو كانت البداية مع الشخصية ؟ نعم بالتأكيد. الشخصية القوية و الجذابة شيء أساسي في كل سيناريو، الشخصية المجسدة بأبعادها الثلاث تدفع القصة إلى الإمام بوضوح ومهارة. تبدو هذه بداية قوية ورصينة. لكن ليس منها يبدأ الكاتب. ماذا لو تبدأ السيناريو بحادثة أو تجربة مررت بها أنت ؟ أو حدثت لشخص ما تعرفه، يمكنك بعض الأحيان أن تستخدم تجربة معينة كاستهلال للقصة. لكن وفي كثير من الأحيان ستجد نفسك مخالفا لحقيقة التجربة، لأنك تريد أن تثبت لتلك التجربة انك كنت على حق.والأجدر بك أن تطلق الحقيقة لحالها لتعالجها دراميا بشكل فعال." ماذا ومن فعل ذلك" "وأين حدثت" غالبا ما توصلك إلى قصة ضعيفة تحوي القليل من القيمة الدرامية هذا أن كانت تحوي على أية قيمة درامية
مع فكرة ؟ نعم، لكن الفكرة تبقى مجرد فكرة، فعليك أن تعالجها و توسعها، تلبسها، تجعلها تقول ما تريد أنت أن تقول. أريد أن اكتب قصة عن مدرب خيول في" سباق كنتا كي" هذه ليست كافية، انك لا تملك معلومات كافية مع مجرد فكرة ، فعليك أن تعالجها دراميا
ماذا لو استعّنا بمكان أو موقع ثم نبدأ من هناك ؟ نعم، باستطاعتك أن تفعل ذلك، أن تبدأ من مكان أو موقع معين، لكن يبقى ذلك غير كافيا، فعليك أن تخلق شخصية وموقف لتبني قصة
مع حبكة ؟ حبكة عن ماذا، الحبكة هي ماذا يحدث، وأنت منذ جلوسك أمام ورقة فارغة كان ذلك أبعد ما يكون عنك. لا تفكر بالحبكة الآن، سنتناولها حين يأتي دورها، كما سنتناول كل شيء أولا بأول
ماذا لو بدأت ببحث ؟ ماذا ستبحث ؟ يجب أن يكون لديك موضوعا للبحث. وهذه هي نقطة البداية، الموضوع
أين يبدأ الكاتب ؟
مع موضوع وبناء
قبل أن تبدأ بالتحضير لكتابة السيناريو يجب أن يكون لديك موضوع وفعل وشخصية. الموضوع يمكن أن يكون ببساطة زائر من الفضاء الخارجي أضاع سفينته الفضائية و عثر عليه بعض الأطفال وصادقوه ثم ساعدوه على الهرب " اي- تي" أو يمكن أن يكون الموضوع لبطل العالم للوزن الثقيل يفقد حزام البطولة ثم يسترجعه ثانية، ر وكي 3 ". أو يمكن أن يكون الموضوع لعالم أثار يسترجع وثيقة مهمة كانت مفقودة لقرون ( قراصنة التابوت المفقود
في ورشتي لكتابة السيناريو. الشيء الأول الذي أطلبه من الجميع هو أن يخبروني عن ماذا تدور قصصهم، فاستمع إلى أجوبة كهذه: "أنا اكتب عن الخيّر والشرير" إنها احد الأمور التي تشغلني أو"أنا اكتب عن ثلاث أجيال لعائلة ايرلندية في شيكاغو إبان المؤتمر الديمقراطي في 1968 " أو" اكتب عن مجموعة من الناس يبنون لهم مدرسة بعد أن أغلقت مدرسة الحي الذي يسكنون فيه". لم يكن احد من هؤلاء والمؤمل أن يكونوا كتّاب سيناريو يملك أدنى فكرة حول ماذا سيكتبون. كنت ألح عليهم دوما أن يكونوا أكثر دقة. ثم بعد أسبوع أو أسبوعين يبدأ ون بالتركيز على الشخصية الرئيسية والفعل. قبل البدء بكتابة السيناريو عليك معرفة الموضوع جيدا. هذا هو غرض السيناريو بالتحديد، شخصية تنجز خطا معينا درامي أو كوميدي
كتابة السيناريو عملية تسير خطوة فخطوة، كل خطوة في وقتها، أولا عليك أن تجد الموضوع ثم تبني الفكرة بعدها اعمل سيرة الشخصية، ثم اعمل أي بحث تحتاجه، بعدها ابدأ ببناء الفصل الأول على كروت 3×5 بعدها اكتب السيناريو. يوما بعد يوم، الفصل الأول ثم الثاني ثم الثالث وحين تنتهي من المسودة الأولى لكل صفحة أعد النظر به بشكل أولي بسيط، قم ببعض التغييرات للتقليل من طول الصفحة. ثم اصقلها بشكل جيد لتستطيع أن تريها إلى من ترغب أن يقراها. عليك أن تكون واضحا في كل خطوة تخطوها وتعلم إلى أين أنت ذاهب وماذا أنت فاعل. فمن السهل عليك أن تتيه في الكلمات والأفعال في خضم تطور السيناريو
عن ماذا تتحدث قصتك ؟ عرّفها، وضّحها.هل تكتب قصة حب بحركة مثيرة و مغامرات أم تكتب قصة مغامرات وحركة مع قصة حب مثيرة
إذا كنت لا تعلم فمن ذا الذي يعلم ؟
من هي الشخصية الرئيسية ؟ ماهو الفعل في الشخصية ؟ ما لذي يجري ؟
بريكر مورانت، مأخوذ من مسرحية للكاتب كينيث روس اقتبسها الكاتب والمخرج الاسترالي
بروس بيرسفورد. قصة ضابط عسكري استرالي قدم إلى المحكمة في عام (1900) بعد أن اعتقل في بور وور لمحاربته العدو بأسلوب منافي "للتحضّر والأرثوذوكسية" وهو ما يصطلح عليه (حرب الشوارع ) أدين واعتقل لأسباب سياسية، كان البيدق على رقعة شطرنج السياسة العالمية. حارب بخطط عسكرية بوصاية غير معلنة من مرؤوسيه لا دخل لها بما فعل أو كيف فعل
هذا هو موضوع بريكر مورانت في الحقيقة إن الجيش الإنكليزي أراد أن يوضّح للعالم بأنه لم يقترف مثل تلك الأعمال الغير مبررة حضاريا أو أرثوذوكسيا، الحروب يجب أن تفبرك ويقدم لها كبش فداء، لذلك اختاروا ثلاثة جنود استراليون، وكان على أحدهم أن يقع .انظر إلى واقعة جزر الفوكلاند حيث كان مقام الحكومة المتورط أكثر أهمية من الجزر نفسها
ممر إلى النصر، الفلم الوحيد لستانلي كوبرك المعادي للحرب. انه ببساطة نفس موضوع فلم بريكر أنها قصة ثلاث أشخاص اعتقلوا واقتيدوا للمحاكمة لتركهم البريد تحت نيران العدو خلال الحرب العالمية الأولى
ما هو موضوعك للسيناريو؟ اختزل فكرتك في شخصية و فعل، في ثلاث جمل أو أربعة لا أكثر. تذّكر، أن لا شان لهذا بالسيناريو أو بمدى دقة القصة، إنه ببساطة الدليل الذي سيقودك خلال مسيرة الكتابة
يجب عليك أن تعرف ماذا تكتب. مثال جيد حصل مع تلميذة لي، روائية ومحررة لأحد أكبر دور نشر، لم تكتب سيناريو سينمائي في حياتها قط و كانت مرتبكة وخائفة
فكرتها الأصلية هي أن تكتب قصة عن امرأة في بداية شيخوختها تتمتع بالنشاط لكنها تعاني من اصابة في الدماغ راجعت المستشفيات لكنها لم تستجيب للعلاج اصابتها كآبة حادة وخضعت للعلاج بالصدمة الكهربائية بواسطة دكتور متحمس فوق العادة. حسنا. لدى تلميذتي الكثير من الاهتمام بهذه القصة. لكن هل كانت القصة مرئية بشكل كافي؟ هل تبقى الشخصية الرئيسية على فراش المرض في المستشفى خلال معظم الفصل الثاني؟ هل كانت الشخصية سلبية جدا؟ هل يتواصل الاهتمام مع تلك المشاهد المحدودة من الإثارة المرئية؟ كانت كلها أسئلة مشروعة واهتمامات أساسية . بحاجة إلى أجوبة إبداعية
. بدأنا نناقشها ونناقش إمكانية توسعتها باستخدام العناصر المرئية التي وجدناها في داخل المستشفى كفحص القلب و
الأشعة ( يذكرنا ذلك بسياق اجرءات فحص الدماغ في فلم التعويذة )، الوصول إلى صالة الطوارئ، نشاط الممرضات في الردهة، الإحساس بالأمان. بدأت تلميذتي بعدها بترتيب المادة ثم عملت بحثا، بَنت الفصل الأول و صمّمت لهذا التوسع. فهي كروائية تعودت في البحث عن فكرة ثم لتجد قصتها وشخوصها خلال الكتابة. فالقصة هي التي تقودها إلى حيث تريد. هناك الكثير من الروائيون يعملون بهذه الطريقة، لكن ليس كتاب السيناريو. السيناريو يتّبع خط فعل مستند، سردي ومحكم. خط من التطور، السيناريو يندفع إلى الأمام دائما باتجاه الحل.عليك أن تبقى على المسار في كل خطوة على الطريق، كل مشهد، كل جزء، يجب أن يأخذك إلى مكان ما. ويدفعك إلى الأمام كي تتطور القصة. فمن السهل جدا أن تضيع في متاهة الكتابة اليومية
كتابة السيناريو تشبه تسلق الجبال، فحين تتسلق فان كل ما تراه هو الصخرة التي تحتك و الصخرة التي فوقك، ليس بمقدورك رؤية من أين أتيت أو إلى أين أنت ذاهب. سترى هذا المبدأ يحمل الكثير من الحقيقة حين تكتب سيناريو. كل ما تستطيع رؤيته هي الصفحة التي تكتب بها الآن والصفحة التي كتبتها، ليس بمقدورك أن ترى ابعد من ذالك
بعد أن هيأت تلميذتي مادتها. بدأت بكتابة شخصيتها الرئيسية، امرأة كبيرة في السن، نشيطة ومحبوبة
لكن حين دخلت المستشفى في نهاية الفصل الأول، تغيرت نغمة القصة. فهي الآن ملازمة لفراشها في المستشفى، غائبة عن الوعي لبضع صفحات من السيناريو. بدأت تلميذتي بكتابة مشاهد مع الأطباء والممرضات بعدها جلبت ابنة الشخصية الرئيسية، امرأة إدارية لديها مشكلة في التعامل مع رجل بمسؤولية طبيب.في الفصل الثاني بدأت الابنة تظهر كشخصية مسيطرة، كي تنجز تلميذتي ذلك. يتوجب عليها الآن أن تحّول من خط القصة.لأن القصة الآن هي عن ابنة مسئولة عن صحة والدتها ومداراتها بشكل جيد .
مسودة الكلمات- على الورق والتي هي المسودة الأولى للسيناريو، بدت وكأنها تسير بشكل جيد، القصة كانت متحركة ودرامية. إنها الآن مقتصرة على فكرة ( تصريح الموافقة ) وهي مقدمة منطقية مثيرة للاهتمام في العلاج الطبي: الابنة سُئلت لتختار بين العلاج بالصدمة الكهربائية والعلاج بالأدوية، لإخراج والدتها من حالة الكآبة الحادة. في كلتا الحالتين سيؤدي العلاج إلى تأثيرات جانبية خطيرة، وقرار الابنة كان في نهاية الفصل الثاني بأن لا تفعل شيء، فقط تصبر لترى ماذا سيحدث، لا صدمة كهر بائية ولا أدوية، لاشيء، لترى إن كانت والدتها ستستجيب مع الوقت. بصبر وإدراك .
المشكلة الوحيدة مع المسودة الأولى، هي وجود قصتين منفصلتين. قصة من كانت؟ هل كانت قصة الأم أم قصة الابنة ؟
تلميذتي لم تعرف الجواب. لذا أعطت المسودة الأولى إلى صديقة مقربة لها تعمل في وكالة في هوليود والتي قالت لها بأن السيناريو يحتاج لبعض الجهد وأعجبت به ثم سلمته إلى احد العاملين معها في المكتب، الذي قرأه بدوره وشعر بأن السيناريو كان: "( بطيء، فاتر وممل ) ويجب أن يحوي على مزيد من الفعل. لنراها تخضع للعلاج بالصدمة الكهربائية، وتغير المقدمة و تجعلها أكثر حيوية
جاءت لي تلميذتي وقد إصابتها نوبة من الاضطراب. لا تعرف ماذا تفعل. كانت تتحدث باستمرار عن المزيد من الحيوية، والاستهلال السينمائي فقلت لها، ليست هذه هي المشكلة.كان عليها أن تعرف ما هي القصة التي كانت تكتبها قصة أم تعالج من إصابة أم قصة ابنة تخاف من سيطرة الرجل وخائفة من إعطاء تصريح موافقة
كانت تسألني باستمرار ماذا افعل؟ وباستمرار أقول لها بأن تأخذ قرار مبدع بشان طبيعة القصة التي تكتبها. قبل البدء بكتابة أي شيء يجب عليها إعادة التفكير في الفكرة من البداية كي تركز على اتجاه القصة
اقترحت عليها أن ترتب القصة بعلاقة بين الأم والابنة توضع في مقابل الخط الدرامي لإصابة الأم والحاجة إلى إعطاء تصريح الموافقة وإظهار كم كان هذا داعيا لان يجمعهم بالحب والتفاهم
إنها لم تكن القصة التي تريد أن تكتبها تلميذتي. حسنا. لكن عليها أن تحدد الآن قصة من هي. لكنها لم تفعل. ضاعت في شك واضطراب، وأخيرا وضعت القصة على الرف. وهذا ما يمكن أن يحدث لأي شخص .
ما هو موضوعك للسيناريو الذي تكتبه، عن ماذا تتحدث قصتك، بلغة الفعل والشخصية ؟ اكتبها في جمل محددة، كمثال :-
" قصتي عن محامي لا مبالي يلتقي بامرأة متزوجة فيقع في حبها، ثم يقتل زوجها كي يعيش معها، لكنه تورط في جريمة قتل وانتهى به الأمر إلى السجن بينما تذهب هي بالثروة لتعيش في جنة استوائية، هذا هو موضوع حرارة الجسد
أو قصتي عن رجل أعمال أمريكي ( الشخصية الرئيسية ) يذهب إلى إحدى دول أمريكا اللاتينية كي يعرف ماذا جرى لابنه خلال انقلاب عسكري هناك، ثم يكتشف بأنه قد قُتل ( فعل ) هذا هو موضوع فلم المفقود
أو قصتي عن سارق محترف ينتمي لمنظمة إجرامية ليكسب بالخيانة ثم ينتهي به الأمر بأن يقتل الجميع ويسترجع ما كان له فقط . هذا هو موضوع فلم سارق
عن ماذا تكتب ؟ وضّح ذلك واكتبه؛ من الممكن أن يأخذ منك عدة صفحات في البداية. اختصر تلك الصفحات إلى بضع جمل. وركز على الموضوع و الفعل والشخصية. من الممكن أن تأخذ منك عدة أيام من التفكير قبل أن تكون قادرا حتى من عزل الأجزاء الرئيسية للقصة. لا تقلق بشأن الوقت الذي ستستغرق لإنجازها. افعل ذلك فقط
الموضوع هو دليلك في بناء الفعل والشخصية في خط قصصي درامي
من أين يبدأ الكاتب ؟
من موضوع وبناء
وهذا يقودنا إلى البناء

التمرين
اكتب فكرتك في ثلاث جمل وفقا للفعل والشخصية، يجب أن لا يتسبب عزل الشخصية الرئيسية في أي مشكلة، قد يكون التعريف بخط الفعل أكثر صعوبة، ويمكن أن يساعد في استعراض خط السرد في القصة في حالة الفعل
لا تكن دقيقا جدا: ابتعد عن التفاصيل، عمم بقدر ما تستطيع، يمكن أن تأخذ منك ثلاث أو أربع صفحات كتابة لتعّرف الفعل وتستبين ما هي القصة التي تسردها. ألآن اختصر القصة في عدة فقرات ثم اختصرها بعدة جمل. احكيها بصوت عالي، اقرأها بصوت عالي. رتبها بشكل أفضل، افعل ذلك إلى أن توضّح الموضوع بشكل متكامل وتصبح قادرا على أن تعبر عنها بوضوح ودقة في ثلاث أو أربع جمل
هذه هي الخطوة الأولى في كتابة السيناريو

 

  • Currently 200/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
69 تصويتات / 3368 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2009 بواسطة egyptartsacademy

ساحة النقاش

egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,272,716