لليوم الثانى على التوالى تواصل أكاديمية الفنون بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة مؤتمرها العلمى حول "المسرح الذى لا نعرفه" وقد تحدث فى بداية الجلسة د. حسن عطية العميد السابق لمعهد الفنون المسرحية مشيراً إلى أن التعلق بمسرح العبث كان يشبه الموضة التى يتعلق بها الكثيرون لما بها من مصطلحات وأفكار تشابه كثيراً ما يدور فى عالمنا اليوم حيث يبدو مبهراً على السطح ولكن لا يعبر عن العقل العربى وأضاف أن استحضار الماضى ليس لمجرد رؤيته كزمن فائت ولكن للنظر فى الحاضر والترقب للمستقبل فلابد أن نفكر فى تحويل مجهوله إلى معلوم بين أيدى هذا المجتمع.
وفى الورقة البحثية التى قدمها د. هانى مطاوع تحدث خلالها حول تاريخ المسرح المصرى "مسرحية الهواء الأسود" التى قدمها الكاتب الصحفى أحمد رجب عام 1963 لأربعة من أهم النقاد فى مصر وهو كاتبها ولكنه ادعى أنها مسرحية للكاتب المسرحى دورينمات .. وقد تناول النقاد الأربعة المسرحية بحفاوة حتى كشف أحمد رجب الحقيقة من خلال كتابته مقال تحت عنوان "فضيحة الهواء الأسود" فى مجلة الكواكب فى ذلك الوقت واتهمهم "بعقدة الخواجة" كاشفاً أنه هو الكاتب الاصلى للمسرحية، واضاف د.هانى أن هناك علاقة بين الثقافة الغربية والثقافة المصرية حيث بدأ التعرف على الثقافة الأوروبية منذ الحملة الفرنسية فى نهاية القرن الثامن عشر وازداد ذلك فى عهد الخديوى إسماعيل بإرسال البعثات إلى الخارج ثم تناول ثورة 1919 وما احدثته من مد قومى تمثل فى المقاومة .. ثم عرج على فترة الاحتلال الإنجليزى وأنه لم يؤثر كثيرا فى الثقافة المصرية .. مما طرح سؤالاً ما هى الثقافة المصرية، ومن ثم ظهرت معارك التجديد والصراع بين القديم والجديد مما أدى إلى ظهور العديد من الكتاب الجدد فى تلك الفترة مثل محمد حسين هيكل وتوفيق الحكيم وغيرهم ...
بعد عام 1952 أصبح هناك مناخ سياسى قومى يضرب فى جنبات المجتمع المصرى منادياً بان يكون "كل شىء مصرى من الابرة الى الصاروخ" فعاد توفيق الحكيم إلى الكتابة المسرحية وجيل جديد بدأ يهتم بالمسرح مثل سعد الدين وهبه ورشاد رشدى ويوسف إدريس ونعمان عاشور وغيرهم ...
كما اهتمت الثورة بإنشاء الفرق المسرحية وتخرج عدد كبير من الممثلين من معهد التمثيل فى ذلك الوقت ظهر مشروع سعد أردش بعد عودته من إيطاليا عام 1962 وهو مشروع "المسرح التجريبى وذلك على غرار المسرح الأوروبى ووافق وزير الثقافة فى ذلك الوقت "ثروت عكاشة" على المشروع الذى لاقى معارضة من جانب وموافقة من جانب آخر.
أما الآن نحن فى ثقافة "البوب" أى الثقافة الشعبية التى تغلب على المسرح وغيره من الظواهر الفنية مثل السينما والأغانى التى تهدف إلى التسلية والبعد عن التعقيدات الفنية وجمهورها هو جمهور الصف الثالث ... أما القطاع الثانى من المثقفين فبرغم قناعتهم بأهمية الثقافة الغربية إلا أنهم عارضوا مسرح اللامعقول.
مؤكداً أننا فى حاجة ماسة إلى هذا التبادل المعرفى المسرحى لنرقى بأدواتنا المسرحية وأن هذا المؤتمر الذى يحضره الكثير من خبراء المسرح العرب والأجانب يساعد فى الوصول إلى مواجهة التحديات التى يواجهها المسرح العربى والتعريف به.
المصدر/المركز الاعلامى اكاديمية الفنون
ساحة النقاش