بدأت السينما صامتة ، واستمرت ـ منذ قدّم الأخوان لوميير ( لويس و أوجست) عرضهما الأول بواسطة جهازهما المعروف بالسينماتوجراف في ليلة شتاء قارصة البرد في بدروم المقهى المتألق "جراند كافيه" بلندن مساء الثامن والعشرين من شهر ديسمبر سنة 1895م (1) ـ حتى منتصف العشرينات ، ظلت السينماتوجراف لا تطلق الصوت البشري أو المؤثرات الصوتية التي تحاكي الطبيعة أو الموسيقى المصاحبة للصور المتحركة . ولم تكن الموسيقى التصويرية ، منذ انطلاقة السينما الكبرى في عشرينات القرن الماضي ، جزءا من صناعتها أو مدخلاً تقنياً ضمن عناصرها الأساسية . لذلك استشعر السينمائيون آنذاك أن الأفلام الصامتة تبدو خاملة وغير مؤثرة على المشاهد بالمستوى المطلوب ، ورأوا أن إضافة المؤثرات المسموعة والصوت البشري والموسيقى إلى الأفلام سيعطي العروض السينمائية مزيدا من الحيوية ومن ثم تحفيز الجماهيري ودفعهم إلى الإقبال لمشاهدتها ، وعلى إثر ذلك بدأت مراكز التطوير في "الاستوديوهات" البريطانية والألمانية والأمريكية(2) بالاشتغال على إيجاد تقنية تمكنهم من جعل الأفلام ناطقة ، وكان الهم الشاغل لدى السينمائيين ،بحسب ما ذكر شارلي شابلن في مذكراته، ينصب نحو جعل صوت الممثلين مسموعاً وتوجيه انتباه المتفرج إلى الصورة والكلام معاً، أي إدخال عنصر الحوار إلى العرض السينمائي. وقد أجرى رجل الصناعة السينمائية الألماني أوسكار ميستر ( 1866 ـ 1943 ) أولى التجارب لإنتاج أفلام ناطقة في عام 1908م ، و إن لم تنجح التجارب بالشكل المرضي (3) فقد أحدثت تقنية إدخال الصوت البشري وإنطاق الأفلام ، نوعاً من الجمود ، وأصبح الاهتمام منصباً على ما يقال لا على ما يعرض ، وتحولت بدورها الأفلام من صامتة إلى ساكنة ، كالأفلام التي نعتبرها اليوم رتيبة على نحو فظيع قد يجلب النوم . . . وهكذا أخذ الأمر من الوقت ما جعل صناع السينما يتوصلون إلى تقنية إدخال الموسيقى على شريط الفيلم مع الصوت البشري الحواري ، وظهرت أفلام "شارلي شابلن" بشكل أكثر ذكاءً في تلك المرحلة ، فكان في الفيلم موسيقى بسيطة تعتمد على آلة البيانو فقط ،كما هو معروف، تتخللها بعض الجمل المنطوقة باقتضاب بالغ . وكانت فكرة "شابلن" التي بثها إلى صناع أفلامه في 1931م، أن تؤلف موسيقى حية تلاءم السيناريو والحدث . وبدأ هو بوضع وتأليف موسيقى خاصة لفيلمه الشهير "أضواء المدينة / City Lights" ثم أعتمد ذلك في ما تلا من أفلامه (4) مثل : العصور الحديثة / Modern Times في 1936 و " الديكتاتور العظيم / "The Great Dictator في 1940م (5). ما يجدر ذكره هنا، أنه قبل تلك المرحلة كانت الموسيقى تعزف داخل صالة السينما وعلى الهواء مباشرة (6) ، أي أن المؤلف الموسيقي ومن معه من مايسترو وعازفين يقفون بجانب الجمهور ويتابعون الأحداث المعروضة أمامهم وعند مشاهدة أحداث معينة يقومون بعزف مقطوعات يعدها المؤلف سلفاً وينظمها كما يشاء ضمن المشاهد التي يرى أنها مناسبة لها . غير أن تلك المرحلة لم تستمر طويلا ومع مرور السنوات ازدادت صناعة الأفلام تنظيماً وصار الأمر يعود للمخرج الذي يقود دفة العمل من أوله إلى آخره فأصبح هو من يوجه الملحن نحو تأليف لحن بذاته لكي يعطي مشاعر معينة ، ومن ثم يوافق على عزفها أو يرفض أداءها داخل صالة العرض . وأيضاً مع التطور العام الذي شمل الصناعة لم تعد الموسيقى تعزف على الهواء داخل دار السينما بل صارت تسجل بمفردها ثم يتم إدخالها على شريط الفيلم السينمائي ، وتوليفها مع بقية الأصوات الموجودة أصلاً. وفي مرحلة لاحقة بعد أن انتهاء الحرب العالمية الأولى قفزت ألمانيا إلى مقدمة مشهد الإنتاج السينمائي ،وهي البلد المهزوم الذي يحاول محو آثار الهزيمة ومواجهة الأفلام الدعائية المعادية له ، حيث أنشأت الحكومة الألمانية ( شركة الصور الفتوغرافية الألمانية ) أو "دوليج" اختصارا . فاضطلعت تلك الشركة وغيرها بإنتاج أفلام وثائقية حكومية أدخلت بها بعض من التقنيات الصوتية المحدودة (7) . و كانت تلك الأفلام تطمح إلى تجميل صورة ألمانيا المكروهة في العالم كله آنذاك . ورغم محدودية المحاولات الألمانية إلا أنها أسهمت في تقدم تقنية إدخال الصوت . إلى أن ظهر المؤلف الموسيقي الفرنسي "كاميلي ساينشيز" في منتصف العشرينات ، كأول من قام بكتابة وتأليف موسيقى خاصة بالأفلام . في الوقت الذي كان فيه سابقوه الموسيقيون المعنيون بتنفيذ المؤثرات الصوتية في الأفلام يقتبسون من الكلاسيكيات المتداولة ويدرجونها في الشريط الفيلمي بحيث تتوائم مع إحداث الفيلم ، أو قد لا تتواءم ، فيعمدون إلى إجراء بعض التغيرات في التوزيع الموسيقي ، ثم يتم إدماجها بعد ذلك وتسجيلها في الأفلام ، أو أن يقومون بعزف ألحان معروفة تتكرر غالباً في الأفلام الأخرى . وقد أعتمد "ساينشيز" في عمله التأليفي على إحساسه بدرامية الأحداث ووضع الألحان المناسبة التي تساير وتنسجم مع سيناريو المشهد المعروض (. وقد اقترنت أساليب الإخراج في تلك الفترة بنمط إخراج مسرحي ذي طبيعة باروكية فيكتورية مزخرفة لها مذاق الفخامة والأبهة الغريبة (9) . وهي مستوحاة من عروض باليه "الهامبرا" و "شاتيليه" ، مثل عروض سندريلا في 1922م ، وكان من الطبيعي أن تتجانس تلك النمطية مع الموسيقى الباروكية الفكتورية التي ألفها "ساينشيز" في الأفلام التي نفذها موسيقياً (10) . وفي أواخر العشرينات دخل الصوت إلى الأفلام وصارت الأفلام ناطقة،كما أسلف الذكر ،ولم تعد الموسيقى حرة ووحيدة في النطاق المسموع بل يشاركها حوار الممثلين والأصوات الطبيعية المرافقة . الأمر الذي أحدث تغييراً في سلوك الموسيقى،إن صح القول، فأصبحت تتوقف لتوجه اهتمام المشاهد نحو الممثل وما يقوله من عبارات هامة في سياق الفيلم ، ثم أنها تتصاعد أو تهدأ أو تنفعل أو تحزن أو تمرح أو تكون مجرد خلفية مسالمة لكسر جمود العرض خلال السرد البصري ، كل ذلك بحسب ما يحتمه عليها السيناريو والمشاهد والحالات النفسية التي يمر بها الممثلين ، وبالضرورة توخي توافقها من حيث الإحساس والتأثير والمتعة مع دراميتها . . وكان فيلم "الريح / The wind" للمخرج السويدي "سيوستروم" في العام 1924م يعد واحدا من أعظم الأفلام الفارقة في تاريخ السينما الصامتة ، فبعده نجح السينمائيون في إدخال الصوت البشري والموسيقي إلى شريط الفيلم السينمائي(11 ) . ففي هذا الفيلم أضفى "سيوستروم" إحساسه الفريد بتواصل الإنسان والطبيعة على قصة امرأة تدمرها ظروف غامضة ؛ فعناصر الطبيعة ـ خاصة الريح ـ تبدو طوال الفيلم وكأنها تحدد مصائر البشر وترمز إليها . ورغم أن الفيلم لم يكن مزوداً بأية تقنيات صوتية إلا أن المتفرج يمكنه القول بكثير من الصدق بأنه كان يسمع صوت هبوب الرياح وصفيرها الذي يكاد يصم أذنه . . وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على دقة الصورة وحرفية الإخراج وتكاتف العناصر البصرية الأخرى لتوصيل تلك الحالة الى المشاهد (12). غير أن هذا لا يعني أن دخول الصوت قد أثر بالسلب على تواجد الموسيقى في الفيلم ، بل ما حدث هو العكس حيث ساهم الصوت الناطق في الالتفاف نحو أهمية الموسيقى والاعتناء بها أكثر من حيث تمثل زيادة الحرص على اقتناء الأسلوب الموسيقي الملائم لأجواء الحوار ، بل المناسب لصوت ممثل بعينه عن صوت ممثل آخر ، ومن ثم وضع الموسيقى في الموضع الأصيل من الحدث والمشهد وصوت الممثل المتحدث . وقد ظهرت في تلك الفترة موضة الأفلام التسجيلية الأنثروبولوجية والأنثروبولوجية الكاذب ، فشجع النجاح النسبي لفيلم روبرت فلاهرتي ( نانوك الشمال ) الذي أنتج بدعم من إحدى شركات تسويق الفراء ، "ويليم فوكس" على تكليف فلاهرتي بإخراج فيلم "مونا" (1926م ) في البحار الجنوبية ، وما يهمنا هنا أن هذه الأفلام الأوروبية /الهولي وودية . وتزامنها مع ظهور أوائل أفلام الغرب الأمريكي (عالم رعاة الأبقار) أوجدت نوعاً من الاتجاه الى الموسيقى الشعبية الريفية Country Music وتوظيفها للمرات الأولى في السينما والمهم في مقامنا هذا أن أجهزة الصوت المستعملة في البدايات كانت سيئة الصنع ، بحسب وصف السينمائي البريطاني الهولي وودي "بول روثا" 1929م ، وكان يتحتم وضع المصورين وكاميراتهم داخل مقصورات زجاجية أو في صناديق عازلة للصوت ، وهكذا ،والكلام "لبول روثا" :أن فقدت الأفلام حرية حركة الكاميرا التي وظفت بشكل خلاق خلال مطلع العشرينات . و يعقب "روثا" بقوله : كانت تقنيات التسجيل بدائية حيث لم يكن الميكروفون المحمول على ذراع طويلة في الهواء قد عرف بعد (13).. . ولكن مع بداية الثلاثينات ، وفي العام 1933م تحديدا ، أحدث المؤلف الموسيقي العظيم "ماكس ستينز" نقلة كبيرة في التأليف الموسيقي السينمائي (12). حيث أظهر للعالم كيف يمكن للموسيقى أن تصنع العجائب في الأفلام . فللمرة الأولى يؤلف موسيقى تتجانس بذلك القدر المحكم مع الأحداث وتتلاعب بعواطف الجمهور بأثر واضح لا يقبل التخمين . . ساهم "ستينز" كثيرا في تشكيل وتأسيس الموسيقى التصويرية المؤثرة التي نعرفها اليوم والتي لم تعد مجرد معزوفات عشوائية تحشر في الأفلام حشراً ، بل ألحاناً مدروسة تربط بين لحظة الحدث وتكثيف الإحساس به. وقد استثمرت شركة والت ديزني جهود "ستينز" وأنتجت أفلاما كرتونية خاصة بوحي من مقطوعاته المرحة والحيوية ( الفأرة ميكي /Mickey Mouse " ) . ومن أهم ما ألفه ستينز موسيقى فيلم "كازابلانكا" و "ذهب مع الريح / Gone With The Wind" في 1949م التي أعطت للفيلم بعداً جمالياً لا يقل بأي حال من الأحوال عن المستوى الفني لبقية العناصر الأخرى المتمثلة في روعة نص الرواية وحرفية التمثيل وملائمة الديكورات و الملابس والماكياج للعصر الذي يروي عنه . . وكان لإنطلاقة الحرب العالمية الثانية في الأربعينات تأثيرها على الموسيقى التصويرية في الأفلام الأوربية بشكل عام ، فهي فرصة مناسبة ـ من وجهة نظر المنتجين ـ لتعزيز المقطوعات الموسيقية الوطنية التي كانت تبث أثناء تقديم "الجرائد السينمائية" ، . . فما أن انتهت الحرب حتى جاءت موجة جديدة من مواهب الشباب غيرت الكثير من ملامح السينما التقليدية. ففيما يتعلق بالموسيقى قام المؤلفون الناشئون بنقلها من طابع السيمفونيات الثقيلة إلى الموسيقى الخفيفة الموحية والتي ازدهرت في الخمسينات مع ظهور التلفزيون وانتشاره والذي كان سببا في تشكيل تهديدا مباشراً على السينما من حيث استقطاب أعدادا كبيرة من موظفيها الى محطاته . . وفي الخمسينات أيضاً تزايد اهتمام الجماهير بموسيقى السينما ، فأصبحوا يتلذذون بالنمط الموسيقي السينمائي ،وعلى سبيل المثال عندما ظهرت أغنية "نهر القمر / Moon River " في الفيلم الشهير Breakfast at Tiffany " فقد تم بيع مليون نسخة من أسطوانة الأغنية ، وهو رقم مهول آنذاك (1951م ) . الأمر الذي وجه إنتباه الشركات المشتغلة في صناعة السينما نحو إنتاج أعمال غنائية واستعراضية ، فأنتجت أفلام "دين مارتن" و"فراك سيناترا" و "سامي ديفيز"، في بدايات ومنتصف الخمسينات وأغانيهم : volari و stranger in the nghit وغيرها ، وأنتج فيلم "أنا والملك / "The king & I و "سايونارا / "Sayonaraفي نهايات الخمسينات وجميعها أفلام موسيقية غنائية راقصة جذبت ملايين الجماهير حول العالم. . وهكذا . . أشرقت الستينات مع بوادر الأغاني التي تصنع خصيصاً للأفلام وثؤثر في أحداثها وتؤدى ضمن سياق الفيلم ، وهي تقنية مستوحاة من الفن المسرحي، ومن ينسى وذلك بعدما تنبهت الأستوديوهات إلى فعالية الأغاني الشعبية في زيادة الإقبال على دور السينما ، ومن ثم إيجابية الإستعانة بالمطربين المشهورين على اجتذاب أعداد متزايدة من الجماهير ، الأمر الذي رفع أرقام العوائد المالية التي تجنيها الشركات المنتجة . ولذلك استعانت هذه الشركات بالمطربين الشعبيين أمثال "الفيس بريسلي" و "كليف ريتشارد" و فرق "البيتلز" و "جاكسونز / " Jakcsons وجعلت منهم نجوماً وفرقاً عالمية. من ناحية أخرى شهدت الستينات ولادة موجة أفلام "الخيال العلمي/ "Sciences Fiction، وإن كانت ولادتها الحقيقية تعود إلى 1907م مع فيلم "عشرين ألف فرسخ تحت الماء" و "غزو القطب" في 1912م لمؤلفها جول فيرن . ولكن عودتها وولادتها الستينية جاءت عبر تقنيات وأفكار متقدمة ومتطورة ، وقد تميزت تلك الأفلام بموسيقى ومؤثرات ذات شأن خاص . ولكن مع عرض أفلام جيمس بوند في الستينات ترسخت نوعية جديدة من الموسيقى التصويرية التي توحي بعصر التكنولوجيا الفارهة ، لا سيما معزوفة المقدمة لأفلام العميل السري والتي لا زالت تتردد حتى الآن من تأليف "جون باري" . ونستطيع القول أنه في تلك العقد انتشرت ظاهرة الأفلام الموسيقية الراقصة مثل "ماري بوبنز/ Mary Poppins " و "صوت الموسيقى/ Sound Of Music " و "آني /Anni " وإستمرت هذه الموجة حتى السبعينات ، وتزامنت معها الأفلام الروائية الطويلة والتي كرست لنمطية رائعة من الموسيقات التصويرية التعبيرية الحالمة مثلما حدث في أفلام "الأب الروحي / The Godfather " 1972م للملحن الإيطالي الأصل نينو روتا , و "زوربا الإغريقي" 1974م و "الرسالة / The Message" 1975م لواضعها موريس غار . ومع بداية الثمانينات انطلقت بدلا منها الموسيقى الحالمة الفانتازية من خلال أفلام المخرج "ستيفن سبيلبيرغ" والمخرج "جورج لوكاش" اللذان بدءا في تنفيذ أفلاماً خيالية مثل "حرب النجوم" و E.T والتي كانت تحتاج إلى موسيقى كفيلة بنقل المشاهد من عالم الواقع الى عالم الخيال ، وقد وقف خلف معظم تلك الأفلام الموسيقار الشهير "جون ويليامز" الذي حصل على خمسة جوائز أوسكار عن أعماله في تلك الفترة . . وتعتبر الثمانينات والتسعينات مفصلا هاما في مسار موسيقى السينما ، حيث ولدت موسيقى جديدة في الحقل السينمائي وهي الموسيقى الإلكترونية المتقنة التي لا تزال مستمرة حتى الآن ، والتي لا تصدر من خلال آلات موسيقية حقيقية وإنما من خلال برمجيات إلكترونية . ومن أشهر من برعوا في هذا المجال المؤلف "هانز زيمر" الذي ما زال متألقاً حتى يومنا الراهن ، لاسيما بما حققه من مؤلفات ساحرة مثل موسيقى فيلم "رجل المطر / Rain Man" و "الأسد الملك / Lion King" وفيلم "المصارع / Gladiator" . وسار على منهج "زيمر" الموسيقار "هوارد شور" صاحب فيلم "سيد الخواتم / The Lord Of The Rings " . كذلك لا يمكن إغفال الموسيقار "جيمس هورنر" الذي له مقدرة إبداعية موسيقية ملائكية لا يمل سماعها ، وأجمل أعماله في فيلم "أساطير الخريف /Legends Of the fall " 1996و "القلب الشجاع / Brave Heart " 1997م و " التيتانيك / The Titanic " 1998م وآخر مؤلفاته الرائعة كانت في فيلم "عقل جميل /A beautiful Mind

المصدر :

  http://www.egocean.net/vb/showthread.php?t=69"

  • Currently 278/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
96 تصويتات / 6066 مشاهدة

ساحة النقاش

egyptartsacademy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,205,302